أما سعر الدولار في لبنان فمن غير المتوقع أن يسجل تراجعاً ملحوظاً في المدى المنظور. لا، بل من المرجّح سلوك المسار التصاعدي، تماشياً مع حال التعطيل الحكومي وفشل الأفرقاء السياسيين بتشكيل حكومة، ونسف أي احتمال بتنفيذ إصلاحات تمهيداً للدعم الدولي. أضف إلى العنصر الأكثر خطورة، وهو شح الدولارات في لبنان، وتحكّم السوق السوداء بتسعير معظم المواد الاستهلاكية، ومنها ما يدخل في صناعة الرغيف.
تسعير الوزارة للطحين والنقل
وتماشياً مع سعر القمح عالمياً، حدّدت وزارة الاقتصاد اليوم سعر طن دقيق القمح، المعدّ لإنتاج الخبز اللبناني (فئة 85)، في أرض المطحنة، بمبلغ 980 ألف ليرة كحدٍ أقصى، مرتفعاً من 864 ألف ليرة في 11 كانون الثاني الفائت، أي منذ أقل من شهر واحد.
كما حدّدت سعر طن دقيق القمح "Zero" فئة 65، أرض المطحنة، بمبلغ مليون و220 ألف ليرة كحدٍ أقصى، مرتفعاً من مليون و100 ألف ليرة. وحدّدت سعر طن دقيق القمح "Extra" فئة 55، في أرض المطحنة، بمبلغ مليون و270 ألف ليرة كحدٍ أقصى، مرتفعاً من مليون و150 ألف ليرة.
وحددت سعر طن دقيق القمح "Super Extra" فئة 45، وكافة الفئات الاخرى، في أرض المطحنة، بمبلغ مليون و500 ألف ليرة كحدٍ أقصى.
كذلك حدّدت تكلفة نقل الطحين إلى الأفران والمخابز وفقًا للجدول التالي: مسافة 1-37 كلم سعر النقل: 30 ألف ليرة، ومسافة 38-60 كلم سعر النقل 40 ألف ليرة، ومسافة 61-85 كلم سعر النقل 50 ألف ليرة، ومسافة 86-130 كلم سعر النقل 65 ألف ليرة.
علماً ان هذه التعرفة لن تكون ثابتة عند هذا المستوى. إذ أنها ترتبط بسعر صفيحة البنزين. ومن المعلوم أيضاً، أن سعر صفيحة البنزين يطرأ عليها زيادة أسبوعية من قبل وزارة الطاقة والمياه لا تقل عن 500 ليرة، منذ قرابة الشهرين ونصف الشهر. وقد لامس سعر الصفيحة 30 ألف ليرة.
السعر الجديد للخبز
وبناءً على ارتفاع سعر طن الطحين، وعلى دراسة علمية تحدد مؤشر سعر ربطة الخبز، والتي تقوم بها الوزارة، وفق ما تؤكد في بيانها، ونظراً لارتفاع سعر صرف الدولار، حدّدت سعر ووزن الخبز اللبناني "الأبيض" وفقاً لما يلي: ربطة حجم كبير زنة 930 غرام كحدٍ أدنى، بسعر 2500 ليرة لبنانية كحدٍ أقصى، وربطة حجم وسط زنة 450 غرام كحدٍ أدنى، بسعر 1750 ليرة لبنانية كحدٍ أقصى.
بالنتيجة، أصبح سعر ربطة الخبز 2500 ليرة بصرف النظر عن آلية تسعيرها. فالفقير لا يعنيه ما تقوم به الوزارة من دراسات علمية كانت أو نظرية أو ربما اعتباطية.. كل ما يعنيه هو أن يتمكّن من تأمين الخبز لعائلته بشكل يومي. وهو ما لا يبدو متوفراً في الظروف الراهنة. فلا الحكومة على استعداد للتدخل لتأمين قوت الفقراء والمُعدمين من الخبز، ولا كارتيل الأفران والمطاحن مستعد للتنازل عن جزء من أرباحه. ولا تبدو أسعار القمح والدولار متجهة إلى هدنة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها