الوافدون عبر مطار بيروت "في معظمهم لبنانيون لديهم عائلات وبيوت مفتوحة في لبنان. وهؤلاء لم يقطعوا تواصلهم مع البلاد، وبالتالي هُم يأتون إلى بيوتهم، ويقضون معظم أوقاتهم فيها"، على ما يقوله رئيس إتحاد نقابات المؤسسات السياحية، ورئيس نقابة أصحاب الفنادق، بيار الأشقر، الذي يرى في حديث لـ"المدن"، بأن "اللبنانيين الوافدين هذه الفترة، سيمضون الأعياد في بيوتهم وليس في المؤسسات السياحية".
وحركة هؤلاء تختلف إذا ما أُخِذَت بالنسبة لفصل الصيف أو لعيد الميلاد أو لرأس السنة. فتوافد المغتربين لقضاء الصيف "يعني تشغيل المؤسسات لفترة تتراوح بين شهر وشهرين، وتتأثّر خلالها مختلف المناطق اللبنانية"، أما فترة عيد الميلاد "فهي فترة منزلية، يفضّل الجميع خلالها قضاء العطلة مع العائلة"، لتنشط بعدها الحركة في ليلة رأس السنة وفي مناطق محدّدة.
وبما أن معظم الوافدين، مغتربون لبنانيون، يختفي تأثير السيّاح الأجانب، وخاصة العرب من سوريين ومصريين وعراقيين وأردنيين. أما العرب الخليجيين، فيكاد وجودهم ينعدم نتيجة التطورات السياسية.
المناطق الأكثر جذباً
كما للصيف أماكنه، لرأس السنة الشتوية أماكنه الرائجة، وبما أن هذه الفترة من العام، هي فترة الثلوج "يتّجه الراغبون بقضاء ليلة رأس السنة إلى شاليهات المناطق الثلجية، وخاصة منطقة فاريّا. وقد زادت نسبة حجوزات الشاليهات 10 بالمئة عن نسبة حجوزات الفنادق".
تحتل فاريّا بحسب الأشقر، المرتبة الأولى في نسبة الحجوزات "ويمكن القول بأن نسبة التشغيل لمؤسساتها السياحية تبلغ 100 بالمئة. وتتراجع هذه النسبة في المناطق الأخرى إلى 30 بالمئة في جونية على سبيل المثال". أما الفنادق فالمعدّل العام للحجوزات "يصل إلى أكثر بقليل من 50 بالمئة"، وهذا لا يعني بالضرورة تحصيل إيرادات كثيرة، فالمداخيل "تراجعت بما يفوق الـ80 بالمئة".
وإختلال التوازن على الصعيد السياحي، زاد بفعل الأزمة الاقتصادية التي يعانيها معظم اللبنانيين بعد فقدان رواتبهم للقدرة الشرائية. فهؤلاء كانوا "يتنقّلون بين المناطق في فترة الأعياد، واليوم سيفضّلون البقاء في مناطقهم أو التوجه إلى أقرب نقطة لأن المحروقات باتت مكلفة جداً".
وهذا الواقع ألغى هامش الحركة الذي كان يطال المناطق اللبنانية خلال الفترة الممتدة "بين 20 كانون الأول و5 كانون الثاني من العام الجديد"، وكذلك قضى على الحفلات التي كانت تشهدها الفنادق والمطاعم، فكانت الفنادق "تشهد بين 40 إلى 50 حفلة في ليلة رأس السنة". وعلى هذا المنوال، "بات لبنان خارج الخريطة السياحية الإقليمية والدولية، وبعض الدول الأوروبية تنصح مواطنيها بعدم الذهاب إلى لبنان".
الكازينو أفضل حالاً
يأمل كازينو لبنان خيراً في فترة الأعياد، لكنه لا ينأى بنفسه عن الانعكاسات السلبية التي أرختها أزمة البلاد. فيلمس رئيس مجلس الإدارة، رولان خوري، في حديث لـ"المدن"، التراجع الذي أصاب الكازينو، ويتوقّع أن "تتراجع حركة المطاعم والحفلات وصالات الألعاب عمّا تسجّله في الأوقات السابقة"، فيما لا يفترض بفترة الأعياد أن تزيد الحركة بأكثر من "20 بالمئة".
ينتظر خوري أن تزيد "الطائرات المحملة بالركاب" حركة الكازينو، خاصة وأن "ارتفاع سعر صرف الدولار أصبح مغرياً للوافدين من الخارج". وبالتوازي، افتتحَ الكازينو خدمة صرف الدولار لرواده، "وفق سعر منصة صيرفة، إثر الاتفاق مع مصرف لبنان، بعد أن كان سعر الصرف المعتمد هو السعر الرسمي 1500 ليرة، ما كان يدفع برواد الكازينو إلى صرف دولاراتهم في الخارج". ومع أن سعر المنصة أقل من سعر السوق، إلا أن توفير الخدمة لزبائن الكازينو قد يتيح توفير دولارات أكثر وتعزيز حركته، مع أن خوري لا يتوقّع أن تؤثّر هذه الخدمة كثيراً على الصعيد السياحي.
وتتداخل أمور عدة في ما يتعلّق بالكازينو، إذ تختلف طريقة تشغيله عن الشاليهات والفنادق. ولهذا العام، قامت إدارة الكازينو بتأجير صالات الحفلات لإحدى الشركات "بالليرة اللبنانية وفق سعر السوق"، على ما تقوله مصادر في الكازينو لـ"المدن"، وتقوم الشركة بتنظيم الحفلات وتحديد أسعار دخولها والتي تتراوح "بين مليون و500 ألف ليرة، صعوداً إلى ما بين 300 و450 دولار نقدي، لحجوزات الدرجة الأولى".
تحاول القطاعات السياحية الاستفادة من موسم الأعياد، لكن حقيقة انتقال أغلب اللبنانيين إلى ضفّة العجز المادي، وعدم تسوية الطريق نحو السيّاح الخليجيين، أفقَدَ "الموسم" رونقه وإيراداته المالية المتوقّعة، ليبقى المغترب اللبناني والقليل من السياح العرب، هم الدافع الأساس للقطاع.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها