الجمعة 2021/11/12

آخر تحديث: 15:12 (بيروت)

بثّ الحياة في المرفأ بمناقصة عالمية: من سيغامر؟

الجمعة 2021/11/12
بثّ الحياة في المرفأ بمناقصة عالمية: من سيغامر؟
لن يكون هناك بيع لأصول الدولة مطلقاً (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease

"بداية رسالة إصلاحية للعالم أجمع"، هكذا وصف وزير الأشغال علي حمية، إطلاق المناقصة العالمية لإدارة محطة حاويات مرفأ بيروت. كما اعتبرها، بمثابة إعلان صريح عن الإرادة والتصميم والعزم على بث الحياة بالمرفأ. فما هي تفاصيل هذه المناقصة؟ وكيف ستنعكس على إيرادات المرفأ والاقتصاد الوطني؟

لا بيع لأصول الدولة
بدايةً، أكد حمية، خلال مؤتمر صحافي، أن "النظرة لمرفأ بيروت يجب أن تكون حول دوره المستقبلي ضمن إطار جيوسياسي، يجعله وكما هو مفترض رافعة تنموية لها الأثر المحوري في تكوين الاقتصاد اللبناني وتعافيه مجدداً"، لافتاً إلى أن "السير بهذه الخطة يجب أن يكون في مسارين، هما إعادة تفعيل العمل بالمرفأ، وإعادة إعماره".

وفي هذا الإطار، طمأن حمية، أن "إعادة إعمار المرفأ لن تكون على حساب أهل بيروت بأي حال من الأحوال، وستكون بخدمة الصالح العام وفي مقدمتها المحافظة على بقائهم في أماكن سكنهم كما هم". وشدد على أنه "لن يكون هناك بيع لأصول الدولة مطلقاً، وحسن النوايا يجب أن يكون مع الدولة ومع الناس معاً".

كما أوضح، أن "إعادة الإعمار، ستسير ضمن ثلاثة مسارات بشكل متوازي، مع التفعيل، وهي تحديد الهوية القانونية لمرفأ بيروت، وما يعنيه ذلك من تشريع وقوننة، وذلك عبر طرح الحلول المناسبة. بالإضافة إلى ضمان الحفاظ على سيادة الدولة وزيادة الإيرادات وتحسين الخدمات، وإيجاد خدمات جديدة لم تكن موجودة من قبل".

تفاصيل المناقصة
وفي حديث مع "المدن" حول تفاصيل هذه المناقصة، أشار مدير عام مرفأ بيروت عمر عيتاني، إلى أن "عقد الشركة التي كانت موجودة انتهى. وكانت إدارة المرفأ بصدد إطلاق مناقصة جديدة قبل انفجار الرابع من آب 2020؛ لكن حينها أوقف وزير الأشغال العامة السابق ميشال نجار هذا المشروع، وطلب من إدارة المرفأ تحويل دفتر الشروط الموضوع، لأخذ موافقة إدارة المناقصات".

وتابع، "بعد ذلك وقع الانفجار، ولم يستكمل هذا الموضوع. لكن بعد استلامي مهام عملي، تابعت المسألة مع دائرة المناقصات، وقمنا بتعديل دفتر الشروط بكل شفافية وأخذنا بآرائهم"، كاشفاً أن "التعديلات كانت ضمن الأطر التقنية، ومراعاة للوضع الاقتصادي، خصوصًا بما يتعلق بسعر صرف الليرة أمام الدولار وعدم ثباته".

وأوضح في حديثه، أن "من أهم الأمور التي كنا نتطلع إليها، هي أن تتمتع الشركة التي ستدير المحطة بمواصفات تشغيل عالمية، لزيادة أنواع التعامل وحركة البضائع، بغية تحريك العجلة الاقتصادية وزيادة مداخيل المرفأ".

هذا ما أكده أيضاً حمية، بأن "هذه المناقصة العالمية ترتكز على دفتر شروط يراعي الشفافية المطلقة التي تمثلت بإرسالها لإدارة المناقصات بالدولة، ووافقت عليها من دون أي ملاحظة. ومن يستوفي الشروط الموضوعة فليتقدم إليها، وهو من دون أية ثغرة قانونية لإمكانية محاباة أحد، والمراعاة فقط هي لتحسين الخدمات وزيادة الإيرادات".

بعدٌ اقتصادي
وعن الأهمية الاقتصادية لهذه المناقصة، لفت مدير عام مرفأ بيروت، إلى أنه "كلما زادت نسبة العمل، ارتفعت معها نسبة مداخيل المرفأ، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني"، متابعاً أنه "صحيح أن إدارة المرفأ، هي لجنة مؤقتة، لكنها بصلاحيات شركة خاصة. وكما استطاعت عقد اتفاق مع الشركة السابقة، تستطيع أن توقع عقداً مع الشركة الجديدة التي ستفوز بالمناقصة، والتي تتمثل بالشراكة بين القطاع العام والخاص".

وأشار عيتاني، في ختام حديثه، الى أن "نسبة عمل الحاويات في مرفأ بيروت تتراوح بين 80 و85%، وهذه المحطة هي عصب الحياة بالنسبة لهذا المرفق، وهي تساهم بتشغيل الجزء الأكبر منه". معلناً أنه "بدءاً من الأسبوع المقبل، سيظهر قيد التنفيذ كل ما يتعلق بالمناقصة، ومن المؤكد أن العديد من الشركات ستقدم".

بموازاة ذلك، أفاد وزير الأشغال العامة والنقل، بأن "العمل بمحطة الحاويات تراجع في حزيران منحصراً بثلاث رافعات. وبفعل الإرادة والتصميم من كل الموظفين والمشغلين بالمرفأ، ارتفع العدد إلى 10، وفي نهاية العام سترتفع الى 13 رافعة". مشدداً على ضرورة "إعداد رؤية استراتيجية ترتكز على التناغم والتكامل بين المرافئ اللبنانية والمرافئ الأخرى. فزيادة الإنتاجية التي نتطلع لها سترتفع حتماً، إذا تم انشاء سكة للحديد من مرفأ بيروت، وصولاً للحدود السورية، والعمق العربي إلى غرب آسيا".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها