الثلاثاء 2020/04/07

آخر تحديث: 18:46 (بيروت)

فنادق العزل: عاشور في الواجهة ووزارة الصحة لا تعرف

الثلاثاء 2020/04/07
فنادق العزل: عاشور في الواجهة ووزارة الصحة لا تعرف
طلبت الوزارة من نقابة الفنادق تأمين 350 غرفة لاستقبال المغتربين (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
فوضى عارمة تحيط بالإجراءات التي تتخذها الدولة لاحتواء أزمة انتشار فيروس كورونا. قرارات تتخذها الوزارات بين ليلة وضحاها، من دون دراسة أو تنظيم. وليس بالأمر المهم لدى بعض الوزراء إن كانت النتائج سلبية أم إيجابية، فالمهم تسجيل جولة أو مقابلة اعلامية، تفيد بان عملاً ما قد حصل لمكافحة كورونا.

عملية اختيار الفنادق التي ستستقبل المغتربين العائدين، لم تكن بعيدة عن النهج الفوضوي. فكانت النتيجة ارتفاع أصوات المغتربين المحجور عليهم في الفنادق، وبلبلة داخل القطاع الفندقي، استدعت أخذ نفسٍ عميق، لترتيب آلية جديدة للتفاوض مع الدولة.

محجورون بلا طعام
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر بعض المحجورين في أحد فروع سلسلة فنادق لانكاستر في بيروت. أحد المحجورين يصرخ استياءً بفعل المعاملة السيئة التي يُعامَل بها النزلاء. فهؤلاء حصلوا منذ وصولهم إلى الفندق، على وجبة طعام واحدة فقط، وهي وجبة الإفطار. كما منعت إدارة الفندق دخول موظفي توصيل الطعام إلى الفندق. وبالتالي، لم تطعم النزلاء ولم تسمح بإيصال الوجبات إليهم!


زاد الضغط بين النزلاء وبعض موظفي الفندق، وصولاً إلى حد التضارب بالأيدي، خصوصاً بعد منع الإدارة استعمال المصاعد. وهو ما أجبَرَ النزلاء الذين ينامون في الطوابق العليا، على الصعود إلى غرفهم على السلالم. وهذا ما فاقم الأزمة.

استدعى ذلك من إدارة لانكاستر إصدار بيان أعلنت فيه "وقف استقبال المغتربين اللبنانيين، وذلك إثر تعرض أحد موظفيها للاعتداء السافر وسوء المعاملة، أثناء قيامه بواجبه التزامًا بتوجيهات الإدارة، النابعة من إحساسها بالمسؤولية تجاه عودة المغتربين إلى لبنان". واعتبرت إدارة الفندق أنها "قامت بواجبها بهذا الخصوص، وتأمل من باقي الفنادق القيام بالمثل".

لماذا لانكاستر؟
بعد انتشار الخبر، سُلِّطَ الضوء على سبب اختيار فندق لانكاستر، التابع لرجل الأعمال وسام عاشور. فعبقت في الأجواء رائحة السياسة والتحاصص من جديد.


وزارة الصحة لم تتّضح أمامها الرؤية بعد، هذا ما قاله المستشار القانوني لوزير الصحة المحامي حسين محيدلي. ففي حديث مع "المدن"، أكد محيدلي "عدم وجود تفاصيل حول آلية اختيار الفنادق والاتفاق مع إداراتها". مشيراً إلى أن "الحكومة هي التي قررت، ووزارة الصحة كانت على علم". وخلص محيدلي إلى أنه "لا يمكن الحديث عن الموضوع قبل اكتمال عملية جمع الداتا من قِبَل الوزارة"!!

على عكس وزارة الصحة، يعرف رئيس اتحاد نقابات أصحاب الفنادق، بيار الأشقر، بعض التفاصيل. بدأت القصة بعد تواصل النقابة مع وزارة الصحة. ويلفت الأشقر النظر خلال حديث مع "المدن"، إلى أن التواصل حصل بين مكتبيّ الطرفين وليس شخصياً بين الأشقر ووزير الصحة حسن حمد.

لكن هذا التفصيل لا يغيّر جوهر القضية. وعليه، "طلبت الوزارة من نقابة الفنادق تأمين 350 غرفة، على أن يبقى فيها كل مريض لليوم التالي. وشددت الوزارة على أن الفنادق المطلوبة يجب ان تكون قريبة من المطار".

يضيف الأشقر أنه تواصل مع عاشور "لأنه يملك أكبر عدد من الفنادق، وهي الأكثر قرباً من المطار، وفي الوقت عينه يكون التواصل مع شخص واحد في هذا الموضوع". وافقَ عاشور على استقبال المغتربين. فطلب منه الأشقر التواصل مع وزارة الصحة للاتفاق على التفاصيل، وانتهى دور الأشقر عند هذا الحد.

وحول الإشكال الذي تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، يوضح الأشقر أن "عاشور كان غاضباً مما حصل، وأكد أنه اتفق مع الوزارة على أمر وحصل آخر، وعمّت الفوضى. وكان واضحاً بشأن الاتفاق، وهو استقبال المغترب ليوم واحد، ويقدّم له الفطور، ريثما تظهر نتيجة الفحوصات، ولم يشمل الاتفاق أكثر من يوم، ولا استقبال طلبات الديليفري، لأن استقبالها ممنوع حفاظاً على السلامة العامة. كما أن مطابخ الفندق مقفلة ولا تستطيع تأمين طلبات النزلاء. ولم يكن فتحها من ضمن الاتفاق. أما عن توقيف عمل المصاعد الكهربائية، فيشير عاشور للأشقر، أن توقيفها جاء بعد الحديث عن استعمالها من قبل اشخاص مصابين بكورونا، فجرى التوقيف احتياطياً".

ويضيف الأشقر، أن موقف عاشور "جاء بفعل ما حصل، لكنه سيعيد التفاوض مع الوزارة حول استقبال النزلاء".
ما ذكره الأشقر، أكدته مصادر في سلسلة فنادق لانكاستر، خلال حديث مع "المدن"، مؤكدة أن "تفاصيل كثيرة ما زالت غامضة".

ومع كل هذه التعقيدات، عادت وزارة الصحة إلى الواجهة، حيث طلبت من الأشقر "مساء أمس (مساء الاثنين) التواصل مع باقي الفنادق لاستقبال المزيد من المغتربين... تواصلنا مع كل الفنادق، وأبدى الجميع استعداده". ويشدد الأشقر على أنه لم يتحدث مع أحد حول الأسعار، مفضّلاً الابتعاد عن هذا الملف.

حتى اللحظة لا شيء محسوماً، غير أن جميع المعنيين بهذا الملف، يؤكدون بشكل مباشر أو غير مباشر، علاقة وزارة الصحة باختيار عاشور منذ البداية، وبتحديد آليات التعامل مع النزلاء. لكن الوزارة ترى بأن تجميع الداتا هو المفتاح لقراءة وفهم ما يحصل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها