الجمعة 2020/03/27

آخر تحديث: 16:01 (بيروت)

كلوروكين "دواء" كورونا يصل إلى لبنان خلال أيام..

الجمعة 2020/03/27
كلوروكين "دواء" كورونا يصل إلى لبنان خلال أيام..
الدواء المذكور بالغ الأهمية للحالات المتوسطة والصعبة (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
على الرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية على عدم وجود دليل قاطع حتى الآن على فعالية دواء الـ"كلوروكين" Chloroquine، مع إقرارها بأنه يشكّل جزءاً من التجارب المستمرة لإيجاد علاج لفيروس كورونا COVID-19 المستجد، أعلنت عدة دول رسمياً، ومن بينها فرنسا السماح بوصف دواء "كلوروكين" للمصابين بفيروس كورونا.

ولأن غالبية الدراسات توصّلت إلى أن تركيبة دواء كلوروكين تساعد على تحسين وضع المصابين بالفيروس وتشفيهم في بعض الحالات، قرّرت نحو 13 دولة في العالم تعاني من انتشار كورونا، ومنها لبنان، استخدام الدواء المذكور وأدوية أخرى تحمل تركيبته نفسها مثل "دولوكوين" Doloquine. إذ أعلن وزير الصحة العامة حمد حسن، يوم الخميس 26 آذار، حجز نحو 50 ألف علبة من دواء كلوروكين، الذي اقر استخدامه في فرنسا بتوصية من وزارة الصحة الفرنسية، مؤكداً أن هذا العدد أكبر من حاجة لبنان في أسوأ السيناريوهات.

ثمن 56 ألف علبة دواء
وزارة الصحة في لبنان حذت حذو العديد من الدول في مجال استخدام دواء الـ"كلوروكين" كأفضل الممكن في الوقت الراهن، لذلك طلب لبنان 56 ألف علبة دواء (وهو العدد الدقيق) من شركة سانوفي الفرنسية Sanofi، وفق ما يؤكد مستشار وزير الصحة لشؤون الدواء الدكتور محمود زلزلي في حديث إلى "المدن"، كما تسعى الوزارة في الوقت عينه عبر السفارة الصينية للإستحصال على دواء رديف، للتعامل مع فيروس كورونا، تم إخضاعه لدراسات في الصين وإثبت فعاليته على بعض الحالات.

ويذكّر زلزلي بأن لبنان لن يتكلّف أي أموال على علاجات كورونا، فهي غير مدفوعة الثمن، "وبالنسبة إلى الـ56 ألف علبة كلوروكين فسيتم تقديمهم كمنحة من الشركة فرنسية "سانوفي" التي تملك مكتباً علمياً في لبنان عبر وكيلها شركة مرساكو"، وقد تقدّموا بمنحة إلى الدولة اللبنانية وتمت الموافقة عليها، كذلك الدواء المتواجد اليوم في لبنان وهو "دولوكوين" Doloquine الإسباني ويحتوي نفس تركيبة الدواء الـbrand الفرنسي أي كلوروكين، فقد تقدّمت به نقابة المستوردين اللبنانيين".

ومن المتوقع أن تصل كمية من الدواء الفرنسي إبتداء من الأسبوع المقبل تقارب 20 ألف علبة، على أن تصل باقي الكميات تباعاً، وذلك بسبب صعوبات الشحن والطيران في الظرف الراهن.

مدى فعالية الدواء
لم نبدأ في لبنان بالسعي لاستخدام الأدوية المذكورة لمعالجة فيروس COVID-19، قبل التوصل إلى دراسات موثوقة بأن هذا الدواء يعطي نتائج مضمونة في العديد من الحالات، يقول زلزلي، "ونحن في وزارة الصحة نعمل للحصول على أي دواء يثبت فعاليته، لاسيما ان السوق اللبنانية صغيرة لا تتجاوز 4 إلى 5 ملايين شخص. وعندما تصنّع الشركات العالمية الأدوية لا تأخذ في حساباتها الدول الصغيرة. من هنا يجب أن نستبق الأمور ونستحصل على الدواء سريعاً".

أما عن مدى صوابية استخدام دواء "كلوروكين" لمعالجة مصابي فيروس كورونا، من دون إثبات مدى فاعليته بشكل قاطع على جميع الحالات، يؤكد مصدر طبي في وزارة الصحة في حديث إلى "المدن"، بأن شركة سانوفي هي نفسها تقر بأن هذا الدواء غير مخصص للكورونا. فالشركات لا يمكنها التسويق لدوائها من دون أن تستحصل على موافقات من منظمات عالمية تُعنى بالصحة، لاسيما منها منظمة الصحة العالمية. والأخيرة لا تعطي موافقة على أي دواء قبل إتمام دراساتها الدقيقة والحاسمة على أي دواء علاجي. وهو أمر يستهلك وقتا طويلاً.

الأمل الأخير لبعض الحالات
وقد جرت العادة في ظل أزمات مشابهة وانتشار الأوبئة على مستوى العالم القيام بدراسات علمية سريعة. وهو ما فعله الفرنسيون والصينيون والإيرانيون وغيرهم. وتوصلت غالبية تلك الدراسات إلى نتائج مشجعة فيما خص استخدام دواء كلوروكين مع المصابين بفيروس كورونا. لكن لا يمكن تبني أي منها ما لم تكن نتائجها قاطعة، يوضح المصدر. لذلك اعتمدت وزارة الصحة اللبنانية البروتوكولات العالمية لجهة استخدام هذه الأدوية، لكن ليس على جميع المرضى، إنما فقط على المرضى غير المهيئين للتعرّض لأعراض جانبية من استخدام الأدوية المذكورة أو على المرضى الذي لم يعد أمامهم من أمل للنجاة سوى استخدام أدوية محتملة الفعالية، على أن يتم ذلك بموافقة الطبيب والمريض وذوي المريض، وبعد مصارحتهم بحقيقة أن الدواء غير مخصّص لفيروس كورونا، ولديه أعراض جانبية محددة لكنه يبقى "الأمل الأخير" بالنسبة إليهم.

بمعنى أن الدواء المذكور بالغ الأهمية للحالات المتوسطة والصعبة، فلا خيارات أمام الأطباء على مستوى العالم سوى استخدام هذه الأدوية، التي خضعت لدراسات سريرية وبإشراف منظمة الصحة العالمية، إلى حين التوصل إلى الدواء المخصّص للقضاء على COVID-19 بشكل قاطع.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها