الثلاثاء 2020/03/10

آخر تحديث: 00:00 (بيروت)

فيروس كورونا يهز "عرش" النفط ويضرب بورصات العالم

الثلاثاء 2020/03/10
فيروس كورونا يهز "عرش" النفط ويضرب بورصات العالم
تم تعليق التداول في بورصة "وول ستريت" 15 دقيقة (Getty)
increase حجم الخط decrease
نجح فيروس كورونا في شنّ حرب عالمية لم يسلم منها أحد. فإلى جانب الخسائر البشرية، المقدّرة بالآلاف، ألحق الفيروس القاتل خسائر مادية قد تصل إلى عشرات مليارات الدولارات فيما لو فشلت الحكومات عن احتوائه والسيطرة عليه.

وتكاد تدور الخسائر المادية كافة في فلك أسواق النفط، التي تلقّت ضربة موجعة من انتشار فيروس كورونا، بحيث انعكس على الطلب العالمي للنفط، الذي بات يتّجه الى الإنكماش في العام 2020، للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، في ظل تعثر النشاط الاقتصادي العالمي بسبب فيروس كورونا المستجد.

إزاء هذا الواقع، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يبلغ الطلب على النفط 99.9 مليون برميل يومياً في 2020، لتنخفض بذلك توقعاتها السنوية بقرابة مليون برميل يومياً، وتشير إلى انكماش قدره 900 ألف برميل يومياً، في أول تراجع للطلب منذ عام 2009. وفي حال فشل الحكومات في احتواء تفشي فيروس كورونا، فإن الاستهلاك بحسب وكالة الطاقة الدولية قد ينخفض بفارق يصل إلى 730 ألف برميل يومياً.

تراجع حاد
وقد سجّل سعر برميل النفط يوم الإثنين 9 آذار هبوطاً حاداً وصلت إلى مستويات متدنية، بعد فشل "أوبك بلس" في التوصل إلى اتفاق تعميق خفض إنتاج النفط، وانسحاب روسيا من التحالف. وقد بلغ سعر برميل برنت  32.5 دولارا، بعد تكبده خسائر بنسبة 28.5 في المئة. كما انخفض الخام الأميركي الخفيف بنسبة تجاوزت 30 في المئة؜ إلى مستوى 28.77 دولار.

وكانت أسعار العقود الآجلة للنفط قد انخفضت كذلك بأكثر من 20 في المئة؜، لأدنى مستوى لها منذ عام 2016 عقب إخفاق محادثات أوبك مع روسيا في التوصل لاتفاق بشأن خفض الإنتاج، لاسيما أن روسيا رفضت اقتراح "أوبك" إجراء تخفيضات كبيرة في الإنتاج من أجل استقرار الأسعار التي تضررت من التبعات الاقتصادية لفيروس كورونا. فما كان من أوبك سوى إلغاء القيود المفروضة على إنتاجها من النفط.

وهبطت الأسعار الآجلة لخام برنت القياسي 9.57 دولار أو 21.1 في المئة؜ إلى 35.70 دولار للبرميل، في حين تراجع سعر الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 8.62 دولار أو 20.9 في المئة؜ إلى 32.66 دولار.

"ضربة" البورصات
وتلقت البورصات العالمية بدورها ضربة قاسية بفعل تأثر سوق النفط بانتشار فيروس كورونا، فتم تعليق التداول في بورصة "وول ستريت" 15 دقيقة، يوم الاثنين، من جرّاء الخسائر الكبيرة الناجمة عن تراجع أسعار النفط، وجاء قرار تعليق التداول بعدما بلغت خسائر "S&P 500" سبعة في المئة، كذلك هوت البورصة الألمانية بمؤشرها الرئيس "داكس" نحو 7 في المئة متأثرة بتبعات فيروس كورونا. ولم تسلم أي من بورصات العالم لاسيما الآسيوية والخليجية، التي تكبدّت خسائر هائلة على خلفية الإنتشار السريع للفيروس.

مزيد من الانخفاض
وفي التوقعات المرتبطة بسعر برميل النفط، فقد انضم بنك أوف أميركا إلى بنوك أخرى في خفض توقعات أسعار الخام، متكهنا بهبوط برنت إلى نطاق 20 دولاراً خلال الأسابيع المقبلة، بعد أن بدأت السعودية حرب أسعار على خلفية إخفاق أوبك في التوصل إلى اتفاق لتخفيض الإنتاج.

وكتب محللو بنك أوف أميركا في مذكرة يوم الأحد الفائت، إن تقليل الخصم السعري مقارنة مع خامات النفط المحلية مثل غرب تكساس الوسيط وبرنت والأورال، يهدف إلى دعم الطلب على الخام السعودي، في الوقت الذي يصيب فيه فيروس كورونا أجزاء كبيرة من آسيا وأوروبا بالشلل.

وخفض البنك توقعاته للأسعار في 2020 إلى 45 دولاراً للبرميل من خام برنت، بدلاً من 54 دولاراً، وإلى 41 دولاراً لخام غرب تكساس الوسيط بدلاً من 49 دولاراً في وقت سابق. وهذه هي المرة الثانية هذا الشهر التي يقلص فيها البنك توقعاته لأسعار النفط.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها