أما في حال تضرر المنشأتين بشكل بالغ ويوجب استمرار الإصلاحات لأكثر من شهرين، فإن العالم سيشهد ارتفاعاً قياسياً لأسعار النفط، وقد يتجاوز سعر البرميل الخام 100 دولار، في ظل عدم قدرة أي دولة منتجة للنفط على سد الفراغ الذي يحدثه تراجع قدرة المنشأتين على الإنتاج. وهذا ما يشكل القلق الأبرز عالمياً. فقد أشارت مصادر لوكالة رويترز إلى أن "السعودية قد تحتاج شهوراً للعودة إلى مستوى الإنتاج الطبيعي من النفط". في حين أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن "الهجمات على منشآت إنتاج النفط التابعة لأرامكو من شأنها أن تؤثر على أمن الطاقة ككل في جميع أنحاء العالم. وكل شيء يعتمد على تقييم الشركاء في السعودية لمعرفة حجم الأضرار ومدى تأثيرها على الإنتاج"، مطمئناً إلى أنه حتى الآن "هناك احتياطيات تجارية كافية في العالم لتعويض نقص الإنتاج في السعودية".
وحسب التقديرات الأولية، التي أعلن عنها وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، فقد أدى استهداف المنشأتين إلى "توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدّر بنحو 5.7 مليون برميل، أو بحوالى 50 بالمئة من إنتاج الشركة (أرامكو)، إلا أنه سيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملائها من خلال المخزونات". ولفت عبد العزيز النظر الى "توقّف إنتاج كمية من الغاز المصاحب، تقدّر بنحو ملياري قدم مكعب في اليوم، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، مما سيؤدّي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى حوالي 50 بالمئة".
تكهنات
تحاول الدول الكبرى الإحاطة بتداعيات استهداف المنشأتين السعوديتين، والعمل على تقليل المخاطر لتجنب الانعكاسات الدولية على سوق النفط. ومع ذلك يبقى سعر النفط الذي يعتبر أمراً استراتيجياً لكل الدول، عرضة للتكهنات القصيرة الأمد، لأن إطالة أمد التكهنات وسط ضبابية حجم الأضرار والمدة الزمنية المطلوبة لإصلاحها، سيخلق ذعراً في أوساط المستثمرين والمستهلكين على حد سواء وسيفتح باب المراهنات في الأسواق.
ضغوط إيرانية
مع تصويب أصابع الاتهام باستهداف المنشأتين إلى إيران، سواء بالاستهداف المباشر من الأراضي الإيرانية أو عبر الحوثيين في اليمن، فإن إيران بهذه الحالة تسعى للضغط على الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق مكاسب في ما يخص الاتفاق النووي وبعض النقاط المتعلقة بالصراع في سوريا والمنطقة. فطهران تعلم أن واشنطن هي أكثر المتضررين من ارتفاع أسعار النفط عالمياً، لأن الاقتصاد الأميركي يعتمد على النفط بشكل كبير. والضغط على أميركا نفطياً سيخفف الخناق الإقليمي عن إيران وحلفائها، ومن ضمنهم حزب الله.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها