الأربعاء 2019/02/20

آخر تحديث: 00:50 (بيروت)

لبنان ينافس أميركا على رئاسة البنك الدولي

الأربعاء 2019/02/20
لبنان ينافس أميركا على رئاسة البنك الدولي
زياد حايك أول مرشح لبناني لمنصب رئيس البنك الدولي (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
لم يتردّد "اللبناني" زياد اسكندر حايك بالترشّح إلى منصب رئاسة البنك الدولي، رغم جري العادة بتسمية الولايات المتحدة رئيس البنك الدولي منذ العام 1944. فمؤهلات حايك، المهنية والعلمية، دفعته إلى السير وراء طموح لا يتعدى حدود الوطن وحسب، بل حدود الدول كافة، إلى أكبر مؤسسة مالية على مستوى العالم.

طموح حايك، سيضع لبنان في منافسة مع الولايات المتحدة الأميركية، على منصب رئاسة البنك الدولي. تبدو الفكرة للوهلة الأولى غير واقعية، لهزالة حجم لبنان في مقابل قوة الولايات المتحدة، مالياً وسياسياً، واتساع سلطتها على مستوى العالم. ولكن واقع ترشح حايك وضع لبنان في مصاف الدول المتنافسة على رئاسة البنك الدولي.

لبنان تبنى رسمياً ترشيح حايك إلى المنصب، وترجم ذلك بكتاب رسمي موقع من وزير المال علي حسن خليل، توجّه به إلى عميد مجلس المديرين التنفيذيين بالبنك الدولي، ميرزا حسن، أكد فيه تبنّي لبنان ترشيح حايك، منوهاً بصفاته ومهنيته العالية، وطالباً إبلاغ أعضاء مجلس المديرين التنفيذيين بترشيحه.

كتاب الترشيح



من هو حايك؟
حايك الذي يشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة، منذ عام 2006، تولى منصب نائب رئيس هيئة الأمم المتحدة، للشراكة بين القطاعين العام والخاص، منذ عام 2017، لاعتبارات مهنية وشخصية، وفق تعبيره لـ"المدن". فاختياره لهذا المنصب لا يمكن أن يتم إلا بالأخذ بمؤهلاته فقط، نظراً لكون لبنان لا يزال حتى اليوم يتعامل مع الشراكة بين القطاعين كضيف ثقيل. ولم يطبق قانون الشراكة على أي من المشروعات حتى اللحظة.

لم ينغمس حايك يوماً في سجالات سياسية أو خطابات شعبوية، ولطالما نأى بنفسه عن واقع الإنقسام السياسي، وواجه النقد والانتقاد بالهدوء والانفتاح، حتى يظنه البعض لوهلة خارج منظومة المناصب والمحسوبيات، رغم اقترابه من رئاسة الحكومة وارتباطه بها.

ووفق الكتاب الرسمي الموجه من الدولة اللبنانية إلى البنك الدولي، كان حايك مثالاً للشخصية الناجحة خلال ممارسته كافة أعماله، وشغوفاً في العمل الاقتصادي والاجتماعي ويتمتع بمعرفة تمكّنه من قيادة سياسات مالية ضخمة.

سيرة حايك
أبرز المحطات المهنية في سيرة حايك الذاتية، تتلخص بتوليه منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة Lonbridge Associates  (2003-2006)، والمدير العامBear Stearns Companies ((1997-2003، والعضو المنتدب لشركة Indosuez Lat.Am، ورئيس Indosuez México Banque ((1994-1997، ونائب رئيس شركة Salomon Brothers (1992-1994)، ونائب رئيس Citibank (1981-1992)، وشغل منصب مستشار لوزارة الخارجية الأميركية وعضواً في مجلس العلاقات الخارجية في الفترة (1995 - 2010)، كما تولى العديد من المناصب المصرفية على مستوى العالم، وقاد العديد من الصفقات في أسواق المال العالمية، بما في ذلك الاكتتابات العامة الرئيسية في بورصة نيويورك.

ويشغل حالياً، إلى جانب منصبه كأمين عام المجلس الأعلى للخصخصة، ونائب رئيس هيئة الأمم المتحدة للشراكة بين القطاعين العام والخاص، منصب عضو مجلس إدارةGlobal Compact Network Lebanon UN، وعضو مجلس أمناء جامعة الروح القدس في الكسليك (USEK)، ورئيس مؤسسة متحف ومعهد الأبجدية في جبيل، وعضو مجلس إدارة شركة CAT International Ltd، وعضو لجنة الاستثمار في تحالف YMCA الدولي – جنيف، وممثل مؤسسة كارلوس سليم في لبنان، وعضو في مجالس إدارة العديد من المنظمات غير الحكومية التي تمولها المؤسسة.

أكاديمياً، حصل حايك على درجة الماجستير في الإدارة الدولية من جامعة تكساس في دالاس، و BBA من جامعة هيوستن، ودرس إدارة الأعمال في معهد Tecnológico y de Estudios Superiores de Monterrey في المكسيك، كما درس العلوم المالية الدولية، ويجيد حايك 11 لغة بينها 6 لغات بطلاقة.

مرشحون
فتح باب الترشح رسمياً لمنصب رئيس البنك الدولي الخميس في 7 شباط، وسيكون أمام المتنافسين حتى 14 آذار لتقديم ملفاتهم، على أن يعلن اسم الرئيس الجديد منتصف شهر نيسان المقبل. الرئيس الجديد للبنك الدولي سيكون الرئيس رقم 13، خلفاً للرئيس جيم يونغ كيم، الذي تم انتخابة عام 2012 وأتم ولايته الأولى عام 2017 في حين لم يُكمل ولايته الثانية الممتدة من العام 2017 حتى العام 2021، إذ تقدم باستقالته مطلع الشهر الجاري.

استمرت الولايات المتحدة باختيار رؤساء البنك الدولي منذ نشأته، في مقابل اختيار الدول الأوروبية لرئيس صندوق النقد الدولي، غير أن انتخاب كيم عام 2012 قلّص الدور الأميركي نوعاً ما، نتيجة نجاح ضغوط الاقتصادات الناشئة، في سبيل اختيار رئيس للبنك من إحدى دولها، وكان ما أرادت. من هنا، يرى مراقبون أن وصول مرشح أميركي لم يعد مضموناً، لاسيما بعدما أكد مجلس البنك أن عملية الاختيار ستكون "شفافة وقائمة على الكفاءة"، ما يوحي حسب مراقبين، بعدم استبعاد مرشحين غير أميركيين.

والى جانب حايك، هناك مرشحون آخرون لرئاسة البنك الدولي، ومن الأسماء المؤكد ترشحها السفيرة الأميركية السابقة بالأمم المتحدة نيكي هيلي، ووكيل وزارة الخزانة للشؤون الدولية في الولايات المتحدة دافيد مالباس. وهو مرشّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مارك جرين، وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" ذكرت في وقت سابق أن إبنة ترامب ومستشارته، إيفانكا، مطروحة بين المرشحين لتولي منصب رئيس البنك الدولي غير أن ترشحها لم يتم رسمياً.

آلية وشروط الترشح
وكان مجلس المديرين التنفيذيين بالبنك الدولي اجتمع برئاسة عميد المجلس ميرزا حسن، لمناقشة عملية اختيار الرئيس المقبل لمجموعة البنك الدولي، عقب إعلان الرئيس الحالي جيم يونغ كيم تنحيه عن منصبه، واتفق المديرون التنفيذيون على أن يلتزم المرشحون بتنفيذ "النظرة المستقبلية" للبنك، كما اتفقوا على ضرورة أن يتمتع المرشحون بشروط معيّنة أبرزها:

- سِجِلّ أداء قيادي راسخ، وخبرة في إدارة مؤسسات كبيرة، وذات اهتمام دولي، مع الإلمام بالقضايا المتعلقة بالقطاع العام.

- القدرة على صياغة رؤية واضحة للرسالة الإنمائية لمجموعة البنك الدولي.

- تقدير للتعاون متعدد الأطراف والالتزام الراسخ به.

- مهارات تواصل فاعلة ودبلوماسية.

- الحياد والموضوعية في الاضطلاع بمسؤوليات المنصب.

وعند إقفال عملية الترشيح، سيتخذ المديرون التنفيذيون قراراً، بشأن تحديد قائمة مختصرة لنحو ثلاثة مرشحين، ثم يقومون بنشر أسماء المرشحين المختارين بعد موافقتهم، كما سيجري المديرون التنفيذيون مقابلات رسمية مع جميع المرشحين المختارين، على أمل أن يتم اختيار الرئيس الجديد بتوافق الآراء قبل اجتماعات الربيع 2019.

تستمر مدة ولاية رئيس البنك الدولي خمس سنوات، قابلة للتجديد. ويُعتبر الرئيس بحكم منصبه رئيس مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي للإنشاء والتعمير والمؤسسة الدولية للتنمية، وهو أيضاً بحكم منصبه، رئيس مجالس إدارة كل من: مؤسسة التمويل الدولية، والوكالة الدولية لضمان الاستثمار، والمجلس الإداري للمركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها