الأحد 2019/11/10

آخر تحديث: 00:20 (بيروت)

الاجتماع المالي في بعبدا: فَشَل على ورق

الأحد 2019/11/10
الاجتماع المالي في بعبدا: فَشَل على ورق
المجتمعون في بعبدا أكدوا أن أموال المودعين محفوظة (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
لم تكن نتائج الاجتماع المالي في قصر بعبدا على قدر الأزمة التي استدعت خروج الناس إلى الشارع منذ 17 تشرين الأول، لكنها تطابقت مع توقعات المواطنين الذين أيقنوا مسبقاً أن اجتماعات قصر بعبدا لا ترشح سوى فشل على ورق. فلم تقدّم ورقة بعبدا الاقتصادية الأولى، ثم الورقة التي ولدت بعد مهلة 72 ساعة التي أعلنها رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، كمهلة أمام قوى السلطة لايجاد حل يُخرج المتظاهرين من الشارع، أي مؤشرات ايجابية تدعم ما سمّي الاجتماع المالي، وهو ليس سوى لقاء بين مسبّبي الأزمة المرفوضين من قبل الناس.

المجتمعون في القصر الجمهوري يوم السبت 9 تشرين الثاني، أكدوا توقعات المتظاهرين، فهم "كلّفوا وزيري المالية علي حسن خليل، والاقتصاد منصور بطيش، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ورئيس جمعية المصارف، متابعة الأوضاع النقدية والمصرفية، على أن يتم إصدار بيانات توضيحية، منعاً لأي التباسات أو أخبار غير صحيحة كلما اقتضت الحاجة"، حسب ما قاله رئيس جمعية المصارف سليم صفير، الذي أشار عقب انتهاء الاجتماع أنهم طلبوا من سلامة "الاستمرار في اتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على سلامة النقد والاستقرار الاقتصادي وسلامة أوضاع النظام المصرفي، استناداً إلى قانون النقد والتسليف، واقتراح التدابير اللازمة لحلول عملية عند الاقتضاء".

كما طمأن صفير إلى أن "أموال المودعين محفوظة، وما يحصل هو مسألة لا علاقة لها بالملاءة وبالتالي لا داعي للهلع". وأيضاً، كُلف سلامة التعاون مع جمعية المصارف "لتيسير الحاجات اللازمة للمودعين، ولا سيما الصغار منهم، للمحافظة على أوضاعهم الاقتصادية والمالية والاجتماعية، بالإضافة إلى التسهيلات اللازمة لتأمين ديمومة عمل القطاعات الإنتاجية".

هي خلاصة تليق بأصحابها فقط، وتشبههم وتشبه طريقتهم في إدارة الأزمة. وهي سبب إضافي لاستمرار التظاهرات الرافضة للاستهتار باللبنانيين بوصفهم مواطنين في دولة. فمن افترش الساحات ثار ضد الوعود والتسويف والمماطلة، ولم تُقنعه أشباه الأوراق الإصلاحية، وحتماً لن تغريه وعود جديدة بلا قيمة. 

واللافت في هذا الاجتماع أنه لم يضم شخصية مستقلة ذات خبرة اقتصادية مختلفة عن خبرة أهل السلطة، المرتكزة فقط على إفقار الناس وبيع مؤسسات الدولة. وإقصاء الآراء المختلفة يؤكد أن أهل السلطة ليسوا في وارد تغيير سياساتهم حتى الآن.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها