الغوطة الشرقية بعد العمليات العسكرية: مهن جديدة للشباب

ما إن انتهت العمليات العسكرية في مناطق الغوطة الشرقية حتى بدأت الحكومة السورية تدعو سكان بعض المناطق للاسراع بترحيل الأنقاض من منازلهم لاستكمال عمليات تأهيل هذه المناطق. ما فتح الباب أمام توفير فرص عمل للشباب، لاسيما من بقي منهم في الداخل.

زاهر، مهندس معماري وأحد الشبان الذين لم يخرجوا من مدينة حرستا طيلة السنوات السبع الماضية، قام أخيراً بتسوية وضعه مع الدولة السورية وبدأ العمل مع واحدة من ورش ترحيل الأنقاض. ويراوح أجر العامل اليومي ما بين خمسة وعشرة آلاف ليرة سورية. ويتوقف ذلك على حجم العمل ونسبة الدمار في كل منزل، وما يتطلبه من ترحيل للأنقاض.

ويقول أبو خالد إن عودة الحركة إلى مناطق الغوطة الشرقية وفرت بعض فرص العمل. و"بالنسبة إلي كان مجال عملي قبل الأزمة متعهد بناء، واليوم تماشياً مع الظرف العام أعمل مع عدد من الشبان في ورشة لترحيل الأنقاض وإزالة الردم". ويشرح أبو خالد أنه يتم الاتفاق مع أصحاب الشقق على كلفة محددة تراوح بين 40 و100 ألف ليرة سورية.

وعند السير في بعض مناطق الغوطة الشرقية، يصادفك كثيرون ممن يسألون عن حاجتك إلى عمال يقومون بأعمال تنظيف المنازل. إذ باتت مهنة من لا مهنة له. وتوجه البعض إلى نشر إعلانات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يطلبون فيها شباناً للعمل مع متعهدين لتنفيذ مشاريع تأهيل المدن بالمياه وغيرها من المهن الأخرى مثل دهان- طيان، بلاط وحداد داخل المدينة وبأجور مناسبة يتم الاتفاق عليها مع صاحب المشروع.

من جهة أخرى، فإن وضع المناطق المدمرة فتح المجال أمام العمل لشركات في هذا المجال. ويقول صاحب إحدى الشركات أبو أحمد: "نقوم بتنفيذ أعمالنا على مراحل وبالتقسيط. ويضم نطاق عملنا كامل مناطق ريف دمشق وتشمل خدمات الشركة كل ما يتعلق بالعقارات من قضايا إثبات الملكية بيع وشراء ومقايضة العقارات وترميم العقارات والكسوة الداخلية والكشف على سلامة البناء". إضافة إلى عمليات ترحيل الأنقاض وكل ما يتصل بأمور تسجيل الولادات وتثبيت عقود الزواج خلال الأزمة.

ويشير أبو أحمد إلى أن الشركة وكي تنجز مهماتها تعمل بالتعاون مع رؤساء الوحدات الإدارية والمخاتير ودوائر النفوس.