الثلاثاء 2018/06/05

آخر تحديث: 07:25 (بيروت)

من يستغل المواطن أكثر.. الوزارة أو أصحاب المولدات؟

الثلاثاء 2018/06/05
من يستغل المواطن أكثر.. الوزارة أو أصحاب المولدات؟
أصحاب المولدات يصرفون آلاف الدولارات رشى وإكراميات في الوزارة وشركة الكهرباء (علي لمع)
increase حجم الخط decrease

تحدّد وزارة الطاقة والمياه شهرياً سعر تعرفات المولدات الكهربائية الخاصة في جدول تصف فيه السعر بـ"العادل". وتحدّد في جدول آخر أسعار مبيع المحروقات ومن بينها مادة المازوت التي تشكّل إحدى قواعد التسعير لتعرفات المولدات الكهربائية.

وتكفي استعادة بعض ارقام تسعيرات تعرفات المولدات وصفيحة المازوت من سنوات أو أشهر سابقة ومقارنتها مع الأسعار الراهنة، حتى تتضح الصورة بأن تسعير وزارة الطاقة ليس "عادلاً" كما تدّعي، بل إنه في بعض الأحيان ليس منطقياً.

يبلغ سعر تعرفات المولدات الكهربائية الخاصة عن شـهر أيار (وهي أحدث تسعيرة) 405 ليرات عن كل ساعة تقنين للمشتركين (بقدرة 5 أمبير) و810 ليرات (بقدرة 10 أمبير). وهذه التعرفات هي المُعتمدة راهناً والمعروفة بالاشتراكات المقطوعة.

أما للمشتركين في العدادات، فتختلف تسعيراتهم بين 5 أو10 أو 15 أمبيراً (وتفصل الوزارة في جدولها التسعيرات بالعدادات، علماً أن العدادات ما زالت غير معتمدة).

هذه التعرفات (للاشتراكات المقطوعة) مبنية على أساس سعر وسطي لصفيحة المازوت الاخضر (20 ليتراً) لشهر أيار البالغ 19345 ليرة، وعلى أساس معدل وسطي لساعات القطع أي 210 ساعات في شهر أيار 2018. وهنا بيت القصيد، إذ سنجري مقارنة بسيطة بين اشتراك في المولد الكهربائي خلال 2018 مع اشتراك آخر عام 2014، مع الأخذ بالاعتبار سعر صفيحة المازوت وعدد ساعات القطع.

تبلغ تكلفة الاشتراك في المولد الكهربائي (5 أمبير) وفق التسعيرة الحالية نحو 85000 ليرة، وهي نتيجة 405 ليرات x 210 (ساعات القطع)، علماً ان سعر صفيحة المازوت المعتمد في التسعير هو 19345 ليرة. أما في شهر تشرين الثاني من العام 2014 (على سبيل المثال) فبلغ سعر اشتراك المولد الكهربائي نحو 69 ألف ليرة، إذا اعتبرنا أن ساعات القطع هي 210 ساعات كما هي اليوم، لأن سعر التعرفة لكل 5 أمبير كانت عام 2014 بحسب تسعيرة وزارة الطاقة 330 ليرة وليس 405 ليرات، علماً أن سعر صفيحة المازوت في تشرين الثاني عام 2014 كانت تفوق 21500 ليرة. بعبارة أبسط، كانت تكلفة المازوت عام 2014 أكبر من العام 2018 والاشتراكات أقل.

مثال آخر يعود إلى شهر كانون الثاني من العام 2014، إذ حددت حينها وزارة الطاقة سعر تعرفة المولد الكهربائي بـ405 ليرات، أي كما هي اليوم، علماً أن صفيحة المازوت اليوم تقل عن 20 ألف ليرة، أما في شهر كانون الثاني من العام 2014 فتجاوز سعر المازوت 26750 ليرة للصفيحة.

يضاف إلى التسعير "غير العادل" لاشتراكات مولدات الكهرباء واجحافها بحق المواطنين، أن وزارة الطاقة عمدت منذ شهر كانون الثاني 2018 إلى زيادة 100 ليرة على التعرفات من دون أي أسس علمية أو توضيح لسبب احتسابها، بحسب ما يؤكد أحد مهندسي الكهرباء الخبير في شأن ملف المولدات لـ"المدن"، أي أن الزيادة بلغت نحو 25% من تعرفة الاشتراك.

ولتوضيح حجم أرباح المولدات يؤكد المهندس الكهربائي أن مولداً صغير الحجم، أي الذي ينتج 500 kva ويغذي نحو 400 مشترك (5 أمبير)، تبلغ أرباحه الشهرية الصافية نحو 6000 دولار. ويتضاعف حجم الأرباح مع مضاعفة حجم المولد وعدد مشتركيه.

وإذ يبدو جلياً أن الزيادة 100 ليرة لا تصب سوى في مصلحة أصحاب المولدات، لا بد من طرح سؤال عن مصير مشروع تركيب العدادات الذكية الذي طرح عام 2016 ودخل دوامة المماطلة حتى اليوم؟ وإذا كانت الوزارة حريصة فعلاً على إنصاف أصحاب المولدات والمواطنين على السواء، فلتعمل على تركيب العدادات، اللهم إلا إذا كان المنتفعون هم أنفسهم القيّمين على قرارات الوزارة.

وتوجهت "المدن" بسؤال إلى أحد أصحاب المولدات عن صحة حجم الأرباح، فقال: نعم الأرباح مرتفعة جداً ولكن من أصل 6000 دولار أحصّلها شهرياً، أتكبد نحو 3000 دولار بين إكراميات ورشى، في الوزارة ومؤسسة كهرباء لبنان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها