الأربعاء 2018/06/20

آخر تحديث: 00:16 (بيروت)

ماذا وراء استبدال المازوت الأحمر بالأخضر؟

الأربعاء 2018/06/20
ماذا وراء استبدال المازوت الأحمر بالأخضر؟
ظروف السوق أدت إلى التساوي بأسعار المازوت الاحمر بالاخضر
increase حجم الخط decrease
ينتقل لبنان كلّياً من استخدام مادة المازوت الأحمر إلى المازوت الاخضر نهاية شهر تموز المقبل، بحسب ما أكد وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال سيزار ابي خليل. وقد أبلغ به مجلس الوزراء، فماذا يعني ذلك؟ وهل سيترتب تكاليف إضافية على المواطن؟

يستورد لبنان سنوياً نحو 800 ألف طن من المازوت الأحمر في حين تستورد شركات القطاع الخاص نحو مليون و300 ألف طن من المازوت الأخضر الذي يفوق بجودته المازوت الأحمر، وكذلك يفوقه بسعره. وتتحرك أسعار النوعين صعوداً أو نزولاً بحسب سعر برميل النفط عالمياً.

المازوت الأحمر يحتوي نسبة زفت تفوق 50% تلك التي يحتويها المازوت الأخضر. ويحتوي المازوت الأحمر كميات من الكبريت تفوق 500 مرة نظيره الأخضر. من هنا، تراجع إنتاج المازوت الأحمر في المصافي العالمية، لاسيما أن الدول الأوروبية اعتمدت استعمال المازوت الأخضر منذ سنوات.

ومع انخفاض إنتاج المازوت الأحمر وشح المعروض منه ارتفعت أسعاره تدريجاً حتى باتت متقاربة جداً من أسعار المازوت الأخضر، على الرغم من فارق مستوى الجودة بين النوعين. لذا، عمدت وزارة الطاقة اللبنانية إلى اعتماد مادة المازوت الأخضر للاستهلاك المحلي والتوقف عن استيراد مادة المازوت الأحمر التي من المتوقع أن تنفذ من الأسواق بحلول العام 2022.

قرار وزارة الطاقة باستيراد المازوت الأخضر ووقف استخدام المازوت الأحمر، نال ترحيب تجمع الشركات المستوردة للنفط. ورأى رئيس التجمع مارون شمّاس في حديث إلى "المدن" أن قرار توحيد نوعية المازوت المستورد لن يُرتّب أي أعباء مالية إضافية إن على الدولة أو على المواطن، إلا أنه سيُحدث تغييراً كبيراً على مستوى البيئة، لا سيما أن المازوت الأخضر أقل تلوثاً من المازوت الأحمر.

ورغم قرار الدولة استبدال المازوت المستوردة لن تتغيّر آلية الاستيراد، إذ ستستمر الشركات باستيراد مليون و300 ألف طن سنوياً من المازوت الأخضر. وستستمر الدولة باستيراد 800 ألف طن سنوياً من المادة نفسها، أي المازوت الاخضر.

وعما سيترتّب على منشأت النفط من تغييرات تحضيراً لتخزين المازوت الأخضر بدل الأحمر، يؤكد المدير العام لمنشآت النفط في لبنان سركيس حليس، في حديث إلى "المدن"، أنه لن يترتب على المنشآت أي تكاليف إضافية ولن تضطر إلى تغيير الخزانات، ولا تعديلات في شأن استيراد المازوت الأخضر وتخزينه.

كذلك الأمر بالنسبة إلى المولدات والمعامل والآليات العاملة على مادة المازوت. فوفق حليس لن تواجه أي متغيرات على المستويين التقني والمادي، سوى أنها ستعمل على مازوت أكثر ملاءمة مع البيئة ذي جودة أعلى من المازوت الأحمر المستخدم حالياً.

ونظراً لكون الفساد في لبنان يحيط بغالبية القرارات والإجراءات، يعتبر أحد النقابيين المتابعين لملف المحروقات في حديث إلى "المدن"، أن قرار وزارة الطاقة استبدال استيراد المازوت الاحمر بالأخضر يستلزم توضيحاً شفافاً بشأن الأسباب والآلية والموجبات التي دفعت إلى اتخاذ القرار، لاسيما أن وزير الطاقة سيزار أبي خليل أعلن قراره بعد التشاور مع تجمع الشركات المستوردة للنفط. ويعرب النقابي عن مخاوفه من أن يكون الاستعجال باتخاذ القرار مرده إلى توسيع قاعدة المستهلكين أمام الشركات الخاصة، لا سيما أن سوق المازوت كبير والمادة تُستخدم في مجالات عدة من الأغراض المنزلية والتدفئة مروراً بمحركات الإنارة والآلات الزراعية والجرارات، وبعض الآلات المائية، ووصولاً إلى المولدات الكهربائية وتصنيع الزيوت والاسفلت واستخدامه وقوداً للشاحنات وآليات أخرى.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها