الجمعة 2018/05/11

آخر تحديث: 10:16 (بيروت)

تركيا تبني أكبر مطار في العالم

الجمعة 2018/05/11
تركيا تبني أكبر مطار في العالم
المطار التركي الثالث سيكون أكبر مطار في العالم (Getty)
increase حجم الخط decrease

لعل أكثر ما يبرر السياسة التركية تجاه المنطقة، هو الاقتصاد. وتستعد تركيا إلى تنفيذ مشاريع اقتصادية كبرى ذات بعد عالمي، وهذا يرتكز على تنفيذ مشاريع أساسية وكبيرة، في البنى التحتية، بحيث هناك مشاريع توصف بالقارية، يتمّ تنفيذها، أبرزها، جسر مضيق الدردنيل، الطريق السريع إلى مرمرة، المطار الثالث الذي سيكون أكبر مطار في العالم، طريق اسطنبول ازمير، جسر اسطنبول بورصة، والنفق الثلاثي الذي يعد أول نفق في العالم مكون من 3 طبقات، لمرور السيارات والمترو السريع، ويربط بين شطري اسطنبول الأوروبي والآسيوي.

تستند تركيا إلى موقعها الجغرافي ورأسمالها البشري. فقد منحت موقعاً استراتيجياً، جعلها دولة شرقية وغربية في الوقت نفسه، وانطلاقاً منها يمكن الوصول إلى أقصى شرق العالم أو اقصى غربه في عشر ساعات فقط. ولهذا فقد بدأ الأتراك بتشييد أكبر مطار في العالم، بهدف تسهيل انتقال الناس من العالم أجمع بين أركان الأرض الأربعة. وسيوفر المطار، ميزة للطائرات الصغيرة، التي يمكنها الوصول إلى أكثر من 60 عاصمة على متن رحلة واحدة.

تبلغ مساحة مطار اسطنبول الثالث 76 مليون متر مربع، سيغطي احتياجات تركيا الجوية على مدى قرن مقبل، فيما برج المراقبة يستطيع التواصل مع 114 طائرة في الوقت نفسه، ويحتوي على مدارج تتسع لـ240 طائرة. وفيه 5 ممرات كبرى تحيط بالمطار، 4 منها دولية وواحد محلي.

يقع المطار في منطقة بعيدة جداً من وسط اسطنبول، ويحتاج الوصول اليه لنحو ساعة ونصف بالسيارة، وسط طرقات واسعة ومساحات خضراء شاسعة. ومن المفترض أن يتم الانتهاء من تشييد خط المترو الذي يربط هذا المطار بوسط البلد، وحينها ستكون الرحلة بحاجة إلى 20 دقيقة. وثمة من يتوقع أنه في محيط المطار ستنشأ اسطنبول الجديدة.

يقول المدير العام لمشروع المطار قدري سمسنلو إن "المشروع يقوم على التعاون بين القطاعين العام والخاص. فالدولة سلّمتنا الأرض التي سيقام عليها المشروع، فيما انشاءاته تتمول من القطاع الخاص، على أن يتم دفع ايجار الأرض (25 مليار يورو) على 25 عاماً. والأرقام تؤكد أنه المشروع الأكبر في العالم لناحية الاستئجار والتشغيل والاحالة. كما نقدم مختلف الخدمات على مدى 100 سنة. بدأ المشروع في 1 أيار 2015، وستنتهي المرحلة الأولى منه في 29 تشرين الأولى 2018، في ذكرى تأسيس الدولة التركية. وسيعتبر هدية مهمة للشعب التركي في الذكرى الخامسة والتسعين لقيام الجمهورية".

يشير سمسنلو إلى أنه بعد انتهاء العقد بعد هذه المدة ستعود ملكية المطار للدولة، وحينها يصبح ملكاً للشعب وليس للشركات الخاصة. كما أن الشعب التركي والضيوف الأجانب سيشهدون تجربة جديدة لدى سفرهم عبر هذا المطار. وستشمل المرحلة الأولى انشاء مهبطين للطائرات، الأول طوله 3700 متر، والآخر 4100 متر، ويبعد الأول عن الثاني 1700 متر. وهذا يعني أن بالإمكان استقبال طائرتين في الوقت نفسه، أو اقلاع طائرتان في الوقت نفسه. وهذا دليل على مدى طاقة استيعاب هذا المبنى، القادر على استقبال 90 مليون انسان في السنة الواحدة، وهي النسبة الاكبر في العالم، بينما في الدول الاخرى تحوي المطارات أكثر من مبنى، الأمر الذي حصر بمبنى واحد في هذا المطار. وفي المرحلة النهائية سيكون قادراً على استقبال 200 مليون انسان في السنة.

ينطوي هذا المشروع على نهضة اقتصادية كبرى تسعى تركيا إلى تحقيقها. فهي تريد أن تلعب دوراً أكبر في عمليات الشحن الدولي. فسنوياً يمر عبرها 1.2 مليون طن سنوياً. أما في المطار الجديد فتسعى إلى بلوغ 5.5 مليون طن سنوياً، في المرحلة الأولى ستكون 2.5 مليون طن. المستقبل بحسب الاتراك هو للشحن الدولي، وهذه جزء من الاستراتيجية التركية لتعزيز الاقتصاد عبر الترانزيت.

حالياً تهبط في الساعة بين 60 و65 طائرة، فيما الرقم المتوقع هو أن تهبط في الساعة نحو 130 طائرة في المرحلة الأولى من المطار الجديد. مع الاشارة إلى أن المشروع مقسم على أربع مراحل. المرحلة الثانية تنتهي في العام 2021، فيما المرحلة الثالثة ستتركز على زيادة عدد مهابط الطائرات. أما في الرابعة فتكون نهاية المشروع، لتحقيق رقم 5.5 مليون طن من الشحن الجوي. حيث سيفتتح نهائياً في العام ٢٠٢٦، ليصبح قادراً على استقبال 150 مليون مسافر سنوياً. خمس شركات تركية تساهم في هذا المشروع بنسب متساوية، وهذا يعني أن رؤوس الأموال تركية وكذلك الجهات الممولة، وكل من يعمل على الميدان هم اتراك، بنسبة 95 بالمئة، فيما المهندسون جميعهم اتراك، وفق ما يقول مدير المشروع.

ولا شك أن بعض الدول الأوروبية حاولت محاربة تركيا على تنفيذها هذا المشروع، لأنه سيؤثر سلباً على عملياتها الإقتصادية. يرفض المسؤولون الأتراك الإجابة أو التوضيح بشأن هذه الضغوط الأوروبية، فيما يعتبر سمسنلو أن تركيا لا يهمها ما يريده الغرب، فنحن نعمل في ضوء رؤيتنا الوطنية، والهدف هو بناء أكبر مطار في العالم، وأن نتمكن من ربط الشرق بالغرب عن طريق هذا المشروع، والمساهمة في زيادة عدد سكان تركيا، لتحويلها إلى مزود لوجستي لكل حاجات الطيران في العالم. والمطار يؤسس لاقتصاد جديد ستبلغ نسبته نحو 4.9% اضافة إلى الاقتصاد التركي. وسيوفر نحو 225 ألف فرصة عمل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها