الأربعاء 2016/07/13

آخر تحديث: 16:23 (بيروت)

سوريا.. ماذا بقي من المواشي؟

الأربعاء 2016/07/13
سوريا.. ماذا بقي من المواشي؟
أعداد الماشية السورية تتراجع بشكل كبير (Getty)
increase حجم الخط decrease
مسلسل التراجعات الإقتصادية في سوريا لا يمكن حصره في قطاع معين، بل إن القطاعات كلها تشهد تراجعات كبيرة، وإن اختلفت النسب بين قطاع وآخر.

الثروة الحيوانية التي تسهم بنحو 39 % في الناتج الإجمالي للقطاع الزراعي، هي من القطاعات الزراعية التي سجلت تراجعات كبيرة وصلت إلى حد تهديد حياة هذا القطاع والعاملين فيه، بقطع أرزاقهم. وقد سجلت الثروة الحيوانية في سوريا تراجعاً حاداً خلال السنوات الخمس الماضية، وصلت نسبته إلى 30 % بين الأبقار والأغنام والماعز، وإلى 40 % في قطاع الدواجن، وفق آخر أرقام أعلنتها وزارة الزراعة السورية مطلع تموز/ يوليو 2016.

وعزت الأوساط الرسمية الأسباب إلى الأحوال الأمنية و"ارتفاع تكاليف النقل بشكل عام للمواد الداخلة في صناعة المنتجات الحيوانية".

وتقدر الخطة الزراعية للوزارة لموسم 2015-2016، عدد الأغنام في سوريا بـ13.5 مليون رأس والأبقار بنحو 819 ألف رأس. وقدرت عدد الماعز بمختلف أنواعه بنحو 1.6 مليون رأس. فيما بلغ عدد رؤوس الجاموس نحو 7 آلاف رأس. وتدل هذه الأرقام على حجم التراجعات مقارنة بالخطة الزراعية لموسم 2012-2013، إذ بلغ عدد الأغنام نحو 18.8 مليون رأس، والأبقار 1.1 مليون رأس، والماعز 2.294 مليون رأس، والجاموس 7.2 آلاف رأس. وأمام هذه الأرقام، تشير مصادر مطّلعة لـ"المدن" إلى أن الخسائر الحقيقية أكبر مما تعلنه الوزارة، فأعداد الأغنام، مثلاً، تقلصت إلى نحو 10 ملايين رأس، في حين أن أعداد الأبقار وصل إلى نحو 400 ألف فقط، تنتشر في آرياف حماة الغربية واللاذقية وحمص وطرطوس.

تضيف المصادر لـ"المدن" أن قيمة الثروة الحيوانية كانت تساوي نحو 3.2 مليار دولار في العام 2013، مستندين بذلك إلى تقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة- "الفاو". وتراجعت تلك القيمة اليوم بنسبة 50% بالحد الأدنى، لفقدان ما يزيد عن 8 ملايين رأس من مختلف أصناف المواشي.

ومن أهم الأسباب التي ضغطت على قطاع تربية المواشي، تقلص مساحات المراعي نتيجة اتساع المعارك على مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تعتبر مراعي تقليدية في مواسم الرعي. يُضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار الديزل، ونفوق أعداد كبيرة من الماشية لعجز المربين عن توفير الأعلاف لها، وتعرض القطعان لسلسلة من التهديدات الصحية كالجدري والحمى القلاعية في ظل غياب اللقاحات.

وتقدر وزارة الزراعة خسائرها بنحو 28 مليار ليرة (50 مليون دولار) في ريف دمشق. والتراجع الكبير ضغط على المصدرين والحقَ بهم خسائر كبيرة. ومن المؤشرات أن الصادرات لم تعد ذات منحى تصاعدي، فمجمل صادرات العام الماضي لم تتجاوز 25 ألف رأس ماعز، في حين أن سوريا صدّرت بين العامين 2011 و2012، نصف مليون رأس، وفق بيانات "اتحاد الغرف الزراعية".

والتراجعات في حجم الثروة الحيوانية، وفق معاون وزير الزراعة أحمد قاديش، تؤدي إلى "تراجع حجم العرض من مادة اللحوم المطروحة في الأسواق. ما يُسهم في تحريك الأسعار وارتفاعها".

وتسجل أسعار اللحوم الحمراء في أسواق دمشق أسعاراً قياسية بلغت 5500 ليرة لكيلوغرام لحمة الخاروف (الهبرة). وأمام أرتفاع أسعار اللحوم بقي نصيب المواطن السوري منخفضاً عند 7 غرامات من بروتين اللحوم يومياً، أو ما مجموعه 21 كيلو غراماً في السنة، وفق إحصائية انجزها الخبير في "اتحاد غرف الزراعة السورية" عبد الرحمن قرنفلة. في حين يبلغ متوسط ما يتناوله الفرد من اللحوم سنوياً نحو87 كيلو في الكويت، و121 كيلو في أستراليا، و117 كيلو في الولايات المتحدة، و102 كيلو في الأرجنتين.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها