الجمعة 2015/07/10

آخر تحديث: 14:13 (بيروت)

كتائب المعارضة تفشل في اختبار إدارة ادلب

الجمعة 2015/07/10
كتائب المعارضة تفشل في اختبار إدارة ادلب
يستمر بشكل متزايد تراجع حضور القوى التي تمثل فعلياً مصالح الشعب السوري على الأرض (getty)
increase حجم الخط decrease

يبدو، وبعد مضي أسابيع على خسارة النظام لمدينة إدلب، أنّ الفصائل المعارضة فشلت من جديد في اختبار قدرتها على إدارة شؤون المواطنين السوريين فيها بكفاءة. ففي الأيام الأخيرة، ازدادت، بحسب نشطاء في المدينة، حالات سرقة ممتلكات مؤسسات الدولة، وكذلك الممتلكات الخاصة، وعادة ما يتم ذلك تحت ذريعة ما يسمى بغنائم الحرب.

وعلى سبيل المثال، وفي مقابلة مع "راديو الكل" وهي محطة اذاعية محلية للمعارضة، قال السيد غزوان قرنفل، رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار، ان عناصر المجموعات المسلحة التي تسيطر على المدينة، والتي غالبا ما تكون ذات ايديولوجية اسلامية أصولية، قد قاموا بسرقة المئات من السيارات التي تعود ملكيتها لأفراد أو مؤسسات حكومية، كما قاموا بنهب منازل تعود لسكان المدينة وخصوصاً الأثرياء منهم.
يقول نشطاء آخرون، مثل محمد خير واحدي، عبر "فايسبوك" ان الممتلكات العامة المسروقة شملت مخازن مديرية الزراعة في المدينة، وكذلك معدات مكتب الزيتون، وهو الهيئة المسؤولة عن الاشراف على قطاع الزيتون في البلاد. اضافة الى تقارير تفيد بسرقة آلات ومعدات من معمل الغزل في ادلب، وهو معمل ضخم كان يعمل فيه آلاف العمال.


وغدت مناطق أخرى من الشمال السوري، والتي سيطرت عليها مجموعات المعارضة في السنوات الثلاث الماضية، ضحية فوضى منتشرة على نطاق واسع، وكذلك ضحية عمليات النهب والسرقة، فعلى سبيل المثال شهدت مدينة حلب عمليات نهب لمئات المعامل.
ومع ذلك أمل الكثيرون ألّا تتعرض ادلب للمصير نفسه، معلقّين آمالهم على التحذيرات التي أطلقتها مجموعات المجتمع المدني، وعلى تصريحات قادة الثوار، بأنّ الأخطاء نفسها لن تتكرر ثانية. ولكن الفوضى التي تجتاح المدينة تطرح مجددا قضية قدرة المعارضة السورية على ادارة المناطق التي تخرج عن سيطرة النظام.


في نهاية شهر آذار الماضي،  وبعد سقوط ادلب، طلب الائتلاف الوطني، وهو المجموعة الرئيسية غير المسلحة في المعارضة، من المجموعات المسلحة تأمين الحماية للممتلكات الخاصة والعامة، والمحافظة على مؤسسات الدولة وضمان استمرار عملها بشكل طبيعي "لنثبت للعالم ان بمقدور السوريين ادارة بلادهم بشكل صحيح".
علماً أنّ إحدى المشكلات تتلخص في ان تأثير المجموعات المدنية العاملة في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة، سواء كانت في ادلب أو في مناطق أخرى من سورية، هو تأثير محدود في ما يتعلق بإدارة هذه المناطق. وعلى الارض فان تأثير "الائتلاف الوطني" نفسه هو تأثير محدود جدا. وعندما يكون أداء المعارضة جيداً نسبياً كما كانت الحال في حلب حتى نهاية عام 2013 تقريبا، كان النظام يعمل جاهداً كي لا يسمح لهذه التجربة بالنجاح وذلك بقيامه بقصف المدينة بالبراميل المتفجرة مجبراً مئات الآلاف من المدنيين، والمؤسسات التي اسستها المنظمات المدنية، على الهروب بعيداً من المدينة. وقد قام النظام بالامر نفسه في مدينة ادلب، حيث لجأ الى قصف المؤسسات الحكومية بالبراميل المتفجرة مباشرة بعد سقوط المدينة.


حالياً، يقتصر التعبير ضد النهب والسرقات في ادلب بالاحتجاج عبر وسائل الاعلام. ولم يسمع حتى الآن عن احتجاجات في الشارع على ممارسات المجموعات المسلحة. لكن من المحتمل أن يختلف نمط التعبير، مثلما حدث في الغوطة الشرقية حيث شهدنا احتجاجات ضد تجاوزات "جيش الاسلام".
وبعد مرور ما يزيد على أربع سنوات على انطلاقة ثورة الشعب السوري تستمر أعمال النظام والمجموعات الاسلامية الاصولية في جعل الحياة مستحيلة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ويستمر بشكل متزايد تراجع حضور القوى التي تمثل فعلياً مصالح الشعب السوري على الأرض.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها