الجمعة 2014/04/25

آخر تحديث: 20:42 (بيروت)

تمويل السلسلة بين إزدواج الضريبة وتوحيدها

الجمعة 2014/04/25
تمويل السلسلة بين إزدواج الضريبة وتوحيدها
هل يسمع موظفو الدولة أنباء تنصفهم أول الأسبوع المقبل (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
انقضى القسم الأكبر من الـ15 يوماً الإضافية التي أقرها مجلس النواب لدراسة سلسلة الرتب والرواتب. خلالها تعرضت سلسلة الرتب والرواتب من قبل اللجنة النيابية المؤلفة إلى عملية ترشيق لا تزال حيثياتها سرية. فاللجنة تبحث عن مشاريع حلول تتماهى مع سلطة المصارف وتضبط إيقاع الشارع الواقف عند حافة الانفجار الاجتماعي. المشهد الداخلي، بعد ترميمه النسبي، بات في ظاهره منقسماً بين فريقين، هيئة التنسيق النقابية كممثل فعلي لـ220 ألف عائلة لبنانية تقريباً، وحلف السياسة والمال من جهة ثانية. 
لا يختلف اثنان على ان مقاربة 8 و14 آذار واضحة وضوح الشمس، إن بالنسبة للهيئات الإقتصادية أو بالنسبة لهيئة التنسيق. غير ان مشهد شدّ الحبال وتماسك المطالب، كسره وجود ضابط إيقاع قادر على توزيع الأعباء بين الطرفين، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي اشار الى إمكان مساهمة المركزي بنحو 20  في المئة من تمويل السلسلة، وهو نفسه الذي صرح قائلاً أن دفع ألفي مليار ليرة دفعة واحدة أمر يهز الاقتصاد، موجداً لغة توفق بين الفريقين، وربما تجمع الطرفين، من خلال إقرار السلسلة بعيداً من إثارة غضب المصارف.
والحال أن المهلة الجديدة لإعادة دراسة ملف السلسلة  شارفت على الانتهاء، والبحث الأساسي يدور فعلاً في مدى مناقشة ما بعد الإقرار أو ربما ما بعد التأجيل؟ بين الإقرار والتأجيل، هيئة التنسيق تتوعد بالتصعيد، فيما المصارف "تعمل على صيغة تستبعد الثغرات القانونية المتعلقة بالإقتراحات الضريبية المطروحة". لعل أبرز مثال على ذلك ما أشار إليه رئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل حول الضريبة على الفوائد، التي وصفها بأنها غير قانونية، نظراً للإزدواج الضريبي، المتعلق بدفع ضريبتين في الوقت عينه، ضريبة على الأرباح وضريبة على الفوائد؟ 
الازدواج الضريبي، ورقة أمسكت بها جمعية المصارف للعب بها، فإلى أي مدى تحمل هذه الورقة أرقام رابحة؟
 استاذ القانون المالي والاداري  في الجامعة اللبنانية فوزت فرحات يشرح معنى الازدواج الضريبي قائلاً: "الإزدواج الضريبي هو ان  يدفع المكلف ضريبتين متشابهتين على المادة نفسها الخاضعة للضريبة في الفترة عينها، أو أن يقوم المكلف بدفع الضريبة نفسها على دخل معين  في مكانين مختلفين، كأن يدفع ضريبة عن راتب يتقاضاه في دولة معينة ويدفع الضريبة نفسها عن الدخل عينه في دولة اخرى، وهناك أنواع مختلفة للازدواج الضريبي، فقد يكون إزدواجاً داخلياً، عندما تقوم سلطتان منفصلتان بفرض الضريبية نفسها على المكلف خلال فترة معينة، او أن تقوم الإدارة بفرض الضريبة نفسها على المكلف نفسه بطريقة مختلفة. هذا بالإضافة الى وجود الإزدواج الضريبي الدولي، وهنا تقوم الدولة وفق الاتفاقيات الدولية والمواثيق بحل هذا الإزدواج".
 
وفي ما يتعلق بالإزدواج الضريبي بين ضريبتي الفوائد والأرباح، يقول فرحات: "الإزدواج هنا يقع لأن الإدارة تريد فرض ضريبة على  فوائد المصارف من اكتتابها لسندات الخزينة، علاوة على فرضها ضريبة على جني الأرباح من هذه الاكتتابات، وبالتالي لا يمكن فرض ضريبتين في هذا الاطار، لذا من الافضل فرض الضريبة مجتمعة على جني الأرباح أو على فوائد الإكتتاب دفعة واحدة".
الإزدواج الضريبي المتعلق بإكتتاب سندات الخزينة بات اليوم محور كل المناقشات التي تخوضها اللجنة المكلفة دراسة السلسلة. إذ يوضح مصدر نيابي لـ"المدن" ان اللجنة التي كلفت اعادة دراسة موضوع سلسلة الرتب والرواتب تقوم بدراسة هذه الجزئية الخاصة بالازدواج الضريبي، وتعمل على ايجاد الية تخرج فرض الضرائب من هذه الخانة، وبالنتيجة إيجاد وعاء ضريبي قادر على تمويل السلسلة من أرباح المصارف دون فرض الضريبة نفسها على المادة نفسها، كاشفاً ان اللجنة تعيد دراسة تكاليف السلسلة بأطر قانونية".
الخبير الإقتصادي إيلي يشوعي يرى أن الازدواج الضريبي موجود في ما يتعلق بفرض ضريبة على فوائد الأرباح المتأتية من الإكتتاب في السندات، ورفع معدّل الفائدة، لكنه يسأل في الوقت عينه عن مدى أهمية هذه الفقرة بالنظر الى ما يمكن أن تكون عليه إيرادات الخزينة من الضرائب لتمويل السلسلة.
"اعتقد انه من الأجدى للإدارة الضريبية التوقف عن البحث عن فرض ضرائب جديدة، وأن تقوم فعلاً بجمع الإيرادات من المكلفين الذين يتهربون من دفع الضرائب"، يقول يشوعي، مشيراً الى "اننا نسمع دائماً عن تخلف المكلف عن سداد الضريبة، لككنا لا نسمع عن إجراءات الإدارة الضريبية لتحصيل الضرائب".
15 يوماً لاعادة تصويب الثغرات القانونية ولاعادة دراسة عناصر تمويل السلسلة لم يتبقّ منها سوى بضعة أيام فحسب. فهل سيسمع موظفو الدولة أول الأسبوع المقبل أنباء تنصفهم وتمنحهم حقوقهم، أم ان اللجنة المكلفة دراسة السلسلة ستحيل أحلام الموظفين كوابيس؟  
 
increase حجم الخط decrease