الأربعاء 2013/05/22

آخر تحديث: 00:27 (بيروت)

البيوت الجاهزة حل دائم؟

الأربعاء 2013/05/22
البيوت الجاهزة حل دائم؟
البيوت الجاهزة خلال مرحلة التصنيع (المدن(
increase حجم الخط decrease
 في ظلّ واقع صناعي متهالك، تطلّ علينا شركة "دلال"، الّتي تشكّل تجربة صناعيّة لبنانيّة متميّزة. تقوم الشّركة بصناعة البيوت الجاهزة و"الهنغارات"، وتدخل في منافسة إقليميّة في هذا المجال. وهي ليست الشركة الوحيدة في لبنان التي تصنع هذه المنتجات فهناك على سبيل المثال "شركة مندلون". لكن، وبرغم عدم الانتشار الواسع للسكن في المنازل الجاهزة في لبنان، واقتصار ذلك على حالات السكن الموقت، يشكو عدد من الزبائن من ثغرات عديدة ومشكلات تحول دون اعتبار هذه المنازل مثالية أو أفضل من المساكن العادية. وفيما تتدلل المنازل الجاهزة في عملية التصنيع، يبقى العمال متروكين بلا ضمانات ولا حماية.
يأتي إسم الشّركة من إسم العائلة النّواتيّة المالكة "دلال"، بعد أن كانت تُسمّى ب “Industrico” وكان المستهلكون رغم ذلك يُطلقون اسم "بيوت دلال" على المنتجات . توضح رنا توفيق دلال، وهي إحدى مالكي الشّركة في حديث مع "المدن" أنّ رأسمال الشّركة يُقدّر ب 30 مليون دولار وأنّ الشّركة إعتمدت منذ تأسيسها على الكثير من القروض الممنوحة من قبل مصارف محليّة تمّ تسديد معظمها لاحقاً، لكن يبقى هذا الباب مفتوحاً لتمويل عمليّات الإنتاج الضّخمة الضّروريّة أحياناً.
للشّركة مكاتب رئيسيّة للتّسويق والبيع في بيروت ومعملين للإنتاج الأوّل في البقاع، يصنع أغلبيّة المنتجات، والثّاني في الشويفات. يعتبر الحديد المكوّن الرئيسي لصناعة البيوت والهنغارات ويشكّل 80% من مكونات المنتج، وهو يستورد من دون رسوم جمركيّة كما يُوضح مدير التّصنيع في معمل البقاع مروان مواسي، أمّا موادّ التّصنيع الأخرى فهي: الألواح العازلة، الرّغوة "Foam " والتّمديدات الكهربائيّة والصّحيّة، التي تشتريها الشّركة من الأسواق المحليّة.
تشرح دلال أنّ البيت الجاهز يحتاج من 3 إلى 4 أيام ليصبح منجزاً. وأنّ الإنتاج هو بمعدّل 30 بيت تقريباً في اليوم الواحد ، أما فترة انهاء العمل فتتأثر بمشاكل تقنّيّة غالباً ، كالتّأخّر في استلام الموادّ أو ضغط العمل أو عطل مفاجئ في إحدى الآلآت. كذلك فإنّ هذه البيوت تعتبر عمليّة ولديها فرصة المنافسة مع البيوت التّقليديّة بسبب سعرها الأرخص، السّرعة في الإنجاز وإمكانيّة نقلها من مكان إلى آخر، مّا جعلها أيضاً حلّاً مثاليّاً للحكومة اللّبنانية والدّول المانحة في إسكان أهالي المنازل المدمّرة بعد حرب تمّوز 2006  كما في إعادة إعمار مخيّم نهر البارد. ويتمّ تصنيع البيوت بحسب خرائط موضوعة ضمن مواصفات الطّلب، وتحتاج إلى رخصة ليتم تركيبها. أمّا الآلآت المستخدمة في المعملين فهي مستوردة من إيطاليا والصّين وأميركا.
يتمّ تصريف 60% من إنتاج الشّركة في السّوق المحلّيّة في حين يُصدّر الباقي إلى أفريقيا إجمالاً كما يتمّ التّصدير بشكل خجول إلى الدّول العربيّة. وفيما يخصّ السّعر تقول دلال:" سعر المتر الواحد بين 250$ و 350$ حسب البيت ومواصفاته".
لكن ماذا يقول سكان هذه البيوت؟ يشرح عدد من هؤلاء أن للبيوت الجاهزة سلبيات وإيجابيات، إذ تبين أن بنيتها ضعيفها وأرضيتها سريعة التلف. كذلك يعتبر عازل الحرارة ضعيف ويقول أحد السكان: "بالصيف فرن وبالشتا براد". اما إمدادات الكهرباء فهي جيدة وكذلك متانة السقف ومواده العازلة، أيضاً تتمتع هذه البيوت بعازل صوت جيد في حين ان الإمدادت الصحية سيئة وسريعة العطب.
وفيما يخصّ العمّال، فبين الموظّفين والمياومين، صيف وشتاء تحت سقف معمل واحد!
تقول دلال أن: " عدد العمّال يراوح بين 100 و200 عامل وهم لبنانيّون وأجانب، النّسبة الأكبر من الأجانب هم بنغلادشيّون، والعمّال في شركتنا كلّهم يتمتعون بضمانات صحيّة ونحن لا نميّز بين عامل وآخر في هذا الموضوع". وعن رواتبهم تقول: "عنّا عمّال بيقبضوا الحدّ الأدنى للأجور 675000  ليرة لبنانية وفي عمّال بتزيد رواتبهم أكثر." دون أن تحدد معنى عبارة "أكثر". 
ولكن خلال إستطلاعنا عن هذا الموضوع تبين أنه يوجد  حوالي 200 عامل يدخلون يوميّاً إلى المعمل، منهم من يأتي يوميّاً بشكل دوري ومنهم من يأتي أيّاماً ويغيب أخرى. وقد علمنا أن بينهم فلسطينييّن وسورييّن مياومين في المعمل . وأوضح أن العمّال السابقين أن في الشركة عمّال مياومين لبنانيين وأجانب يتقاضون أجرهم بشكل يومي وهو أجر زهيد وليس لديهم أية ضمانات ولا يعملون وفق عقود عمل وأسماؤهم غير مسجّلة بين أسماء الموظفين في الشركة.
 
increase حجم الخط decrease

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب