الأغاني الساخرة.. العنوان واضح، ويصبح أوضح عندما نفهم من مواضيع نشاطات بينالي مؤسسة "أمار"، المدى الجغرافي الذي يطاول مناطق عديدة في العالم العربي، طوال القرن الماضي.
الجديد في الأمر، إلى حد ما، اهتمام "أمار" بهكذا موضوع، المؤسسة التي عُرف من إصداراتها اهتمامها الأساسي بقوالب معينة من الغناء والعزف، الخاصة بموسيقى النهضة العربية، كالأدوار والموشحات، والتقاسيم والبشارف والسماعيات… أما هنا، فتطغى قوالب وأنماط أخرى، كالطقاطيق والمونولوجات والدويتات والأناشيد والمارشات، تحديداً في مصر وبلاد الشام، أو الشعبي والقبائلي في الجزائر، والقناوة في المغرب.
وبطبيعة الحال، يطغى أيضاً البعد الخاص بالكلمة، على البُعد الموسيقي. فالخيار هو إلى ما تحمله هذه الأغاني من نقد وسخرية على الصعيد السياسي والاجتماعي العربي.
قد يعود سبب إختيار هذا العنوان، للدورة الأولى لبينالي "أمار" إلى أمرين: الأول توثيقي وبحثي بحت، نظراً لندرة الدراسات المتوافرة حول الموضوع، ومصادفة وجود كمّ من التسجيلات القيمة حول الأغنية الساخرة في أرشيف "أمار". أما السبب الثاني، ولعله الأهم، فهو احتمال رنين صدى المضمون في هذه الأغاني، الآتية من زمن مضى، مع واقعنا الحالي ومحاكاته.
هل تتلاقى الأصوات المعارضة والساخرة من القرن الماضي، مع الأصوات المعارضة والساخرة من القرن الحالي؟ وهل ما زالت الأغنية الساخرة، بطريقة ما، مؤشراً لإلتقاط علل مجتمعاتنا؟ يقيناً منا بأن مدح العورات لا يزيد من الروعات... هنا مقالات متنوعة العناوين نشرتها "المدن" بالتزامن مع البينالي:
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها