بتجهيز فني...رنيم معتوق تحرّر روح والدها المغيّب بسجون الأسد

المدن - ثقافةالسبت 2025/11/01
تجهيز رنيم معتوق
إهداء إلى والدي خليل معتوق
حجم الخط
مشاركة عبر

أعلنت الفنانة والمصممة السورية رنيم معتوق، ابنة المحامي والناشط الحقوقي خليل معتوق، خبر وفاة والدها بعد 13 عاماً على اختفائه في سجون النظام السوري.

 

وجاء في منشور رنيم:

إهداء إلى والدي خليل معتوق

الذي ينتظرني منذ ثلاث عشرة سنة لأحرره، وأحرر روحي معه.

في هذا العمل، أعلن أنا ابنته، نيابةً عن والدتي وأخي، وفاة خليل معتوق رسميًا — ذلك الإنسان الذي أتقن الضحك في كل الظروف، وربما أيضًا في لحظاته الأخيرة، قبل إعدامه.

بعدما أثقلنا الانتظار، وأرهقنا الأمل بعودته أو بالعثور على أي أثر له، قررنا أخيرًا أن نقطع حبال الأمل، ونحرر روحه لتغادرنا بسلام.

ننهي بذلك رحلة حياة لا تليق بها إلا أكاليل الشهادة — شهيد الحق والكلمة، شهيد العدل والإنسانية.

هنا تنتهي قصة خليل معتوق، لتبدأ قصتنا نحن مع ما تركه لنا من نورٍ وإصرارٍ وحبٍ للحياة.

أشكر من القلب كل من وقف إلى جانبي، وساعدني على تَعلّم الفرح من جديد، لأهدي ضحكاتي وفرحي إلى روح والدي، علّها تؤنسه في رحلته إلى السماء.

قريبًا، سيتم الإعلان عن موعد الجنازة في سوريا وألمانيا – مدينة لايبزيغ،

لنودّعه بالسلام، ونضيء الشموع لروحه.

 

رنيم معتوق

 

وكان خليل معتوق، المدير التنفيذي لـ"المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية"، واعتقل في تشرين الأول/أكتوبر 2012 على أحد الحواجز الأمنية بدمشق، بسبب نشاطه في الدفاع عن معتقلي الرأي ومشاركته في قضايا تتعلق بحرية التعبير وحقوق الإنسان. وانقطعت أخباره منذ اعتقاله بشكل كامل رغم المناشدات الحقوقية المحلية والدولية للكشف عن مصيره.

 

ودافع خليل معتوق عن معتقلي الرأي وحقوق الإنسان في سوريا، وكرس أكثر من 20 عاماً من حياته المهنية للدفاع عن المعتقلين السياسيين في بلد كانت تهيمن عليه حالة الطوارئ والأحكام العرفية المستمرة منذ العام 1963. كما ترأس معتوق "هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير"، وكان من أوائل من تطوعوا لتولي قضايا السجناء السياسيين دون تمييز على أساس الانتماء السياسي أو القومي أو الفكري، ودافع عن معتقلين إسلاميين ويساريين وديموقراطيين وكرد وسريان وغيرهم، في قضايا شملت أحداث القامشلي العام 2004، وإعلان دمشق العام 2007 وغيرها. ودافع عن أفراد من خارج الأطر السياسية المعروفة مثل الشابة طل الملوحي، الفتاة التي اعتقلها النظام السوري السابق بسبب آرائها السياسية، وحكم عليها بالحبس لمدة خمس سنوات ولم يخل سبيلها رغم انقضاء فترة محكوميتها. 

 

رنيم معتوق

 

ورغم معاناته من مرض رئوي مزمن، واصل خليل معتوق نشاطه الحقوقي بلا توقف، متحملاً ضغوطاً أمنية متكررة من أجهزة المخابرات التي استدعته وقيدت سفره منذ العام 2005 وحتى اعتقاله العام 2012. ومع اندلاع الثورة السورية، ازداد حجم المخاطر التي واجهها نتيجة دفاعه عن معتقلي الاحتجاجات السلمية ومتابعته ملفاتهم القانونية، كان مكتبه واحداً من المراكز النادرة التي فتحت أبوابها لأهالي المعتقلين في تلك المرحلة.

 

وفي 2 تشرين الأول/أكتوبر 2012، اختطف معتوق مع صديقه وجاره محمد ظاظا، أثناء توجههما من منزله في صحنايا إلى مكتبه في دمشق، وانقطعت أخبارهما منذ ذلك الحين. ورغم إفادات عدد من المعتقلين المفرج عنهم الذين أكدوا مشاهدته في أحد فروع المخابرات، فإن السلطات السورية لم تقدم أي معلومات عن مصيره، ولم يعرض على أي محكمة.

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث