رحيل إسكندر حبش: "شارع الحمرا لن يفتقدنا لأنه مات قبلنا"

المدن - ثقافةالجمعة 2025/10/31
اسكندر حبش
الشاعر والصحافي والمثقف...والمترجم الذي أثرى المكتبة العربية
حجم الخط
مشاركة عبر

رحل الشاعر والصحافي والمترجم إسكندر حبش، عن 62 عاماً بعد صراع مع المرض.

وُلد الناقد والأديب الراحل في بيروت العام 1963 لعائلةٍ من أصول فلسطينيّة من مدينة اللدّ، منذ الثمانينات، وكان من بين الوجوه التي أسّست لمشهدٍ شعريّ جديد في لبنان والعالم العربي، وأسهم في إطلاق مجلاتٍ شعريةٍ مثل "ميكروب"، كما أدار الصفحة الثقافية في جريدة السفير اللبنانية في شهورها الأخيرة.  

أصدر عدداً من المجموعات الشعرية التي عبّرت عن انشغالاته الوجوديّة والفكريّة والسياسيّة، نذكر منها: "بورتريه رجل من معدن" (1988)، "نصف تفاحة" (1993)، "تلك المدن" (1997)، "أشكو الخريف"، "لا أمل لي بهذا الصمت" (2009)، "لا شيء أكثر من هذا الثلج" (2013)، "إقامة في غبار" (2020)،  

 

كما كان من أبرز المترجمين العرب الذين نقلوا إلى العربية أصواتاً عالمية مؤثرة، فعرّف القارئ العربي على فرناندو بيسوا، أمبرتو إيكو، مارغريت دوراس، ألساندرو باربكو، وميخائيل بولغاكوف، وأثرى المكتبة العربية بترجماتٍ ومؤلفاتٍ رفيعة، منها: "أجمع الذكريات كي أموت"، "نجهل الوجه الذي سيختتمه الموت"، و"هكذا تكلّم أمبرتو إيكو". وكان آخر عطائه كتابه الحواريّ "ضوء الأمكنة المتناغمة" الصادر عن أكاديمية دار الثقافة ودار الفارابي، وهو شهادة شعرية على رؤيته للكتابة كبحثٍ دائمٍ عن النور الإنساني داخل الكلمة.

 

ومما ورد في الفايسبوك في رثائه: 

 

حسين جلعاد

 في وداع الصديق الشاعر إسكندر حبش

رحل الصديق الشاعر والصحفي إسكندر حبش، بصمته الخفيض ووجعه الطويل.

عرفته منذ نحو عشرين عاما، حيث جمعنا الشعر والصحافة في عمّان وبيروت، ثم واصلنا أحاديثنا بين الدوحة وبيروت عبر الهواتف، نتبادل الأخبار والقراءات، ونكمل ما لم نقله وجها لوجه.

في سنواته الأخيرة قاوم المرض بصبرٍ لافت، يكتب من بين جولات العلاج ما يشبه الاعتراف الهادئ بالحياة والموت، كأن اللغة عنده صارت ملاذا أخيرا في مواجهة الألم.

ظلّ وفيّا للشعر كما لو أنه حبل النجاة الوحيد، يترجم ليبقي النار مشتعلة في قلب اللغة، ويكتب ليظل في العالم.

كتب عن تجربتي الشعرية ذات يوم بمحبة نقدية رفيعة، وحاورته أنا عن شعره وترجماته ومشاريعه الكثيرة التي كان يرى فيها امتدادا لروحه القلقة الباحثة عن المعنى.

كان حديثنا عن الشعر لا ينتهي، كأننا نكتب القصيدة نفسها من ضفتين.

اليوم، وأنا أستعيد صوته من وراء الغياب، أراه كما كان، شاعرا يفيض صدقا، وصديقا يندر مثله في هذا الزمن السريع الزائل.

سلامٌ لروحه،

ولبيروت التي احتضنته شاعرا ومترجما وصحفيا نادر الحسّ والنقاء.

 

 جوزف عيساوي

كنّا سوا بنشرة "الأخير اوّلاً" الشعرية اللي كنت اصدرها منتصف التمانينات ب"بيروت الشرقيّة"، يجمع اسكندر حبش قصايد الشعرا اللبنانيين والعراقيين والسوريين والفلسطينيين من "بيروت الغربية"، ويقرالي ياها عالتلفون لإنشرها اذا ما قدر فادي ابو خليل يقطع ع"الغربيّة" يجيبها. كنت إبعتلو خمسين نسخة يحطّها بكيوسكات الحمرا، نبيعها لنطبع بطريقة الستانسل البسيطة العدد الشهري الجديد. كانت صداقتنا اللي ولدت عالتلفون، بدفع من عباس بيضون، ومن شغف بالشعر، أجمل من الشعر نفسو، ومن الحياة، وقضايا الحروب كلها. كتب اسكندر "اشكو الخريف" من زمان واليوم جاوبو الخريف، وداب متل غيمة خمر وحبر اشتاقت للمحيط. وداعاً اسكندر ومش مطوّلين، "ما دام كل سنة في خريف".

 

عباس جعفر الحسيني

مات الرفيق اسكندر حبش 

مات الشاعر والكاتب والمثقف اللامع 

ماتت ايقونة الشعر المترجم من الفرنسية

تعرفت اليه في الجامعة اللبنانية قبل سفري الى الاتحاد السوفياتي وعمري 17 سنة وفي اول جلسة كان يشرح ويفند بشكل فلسفي مبدع وخلاق اغنية فيروز "قصقص ورق ساويهن ناس" فبهرني وجذبني فكره..

مات مناضل يساري اخر عاشق لفلسطين وللحرية

مات المتواضع الحزين وبموته تضاء له نجمة في عتمة الحضارة الانسانية لن تطفئ.

 

أحمد قعبور

ألم نتفق ان نلتقي قريبا.. وداعا يا صديقي

وداعا إسكندر حبش.

 

إسماعيل حيدر

رحل الصديق الشاعر إسكندر حبش بعد صراع مع الحياة..

لم ينكفئ هذا الرجل عن عطائه، رغم آلام المرض وتعقيدات الحياة، ومرارة العيش، بل ظل في خضم الحراك الثقافي والإعلامي شاعراً وناقداً ومترجماً ومحاوراً بارعاً، وواحداً من الوجوه المشرقة في الساحة الأدبية اللبنانية والعربية.

إسكندر الذي عرفته للمرة الأولى عبر مجموعته الشعرية "بورتريه لرجل من معدن"، كتب الشعر، وترجمه، وعمل لسنوات طويلة في ثقافة "السفير"، وكان أحد أبرز الشعراء الشباب في الثمانينات، الذين تركوا بصمات خاصة في الحركة الشعرية اللبنانية الحديثة، وفي قصيدة النثر على وجه الخصوص، وكان لهؤلاء بيانهم الخاص عبر أكثر من مجلة ونشرة تميزت بنصوصها المختلفة عن السائد في ساحة الشعر.

في هذه الصورة التي جمعتنا في دبي، قبل عامين، أخبرني بمرضه، وكان متوازناً، وصلباً في حديثه وتعامله مع حالته الصحية، غالبت شعوري بالصدمة والحزن، وحاولت أن أجاريه في صلابته، بأن استعيد بعض الأحداث والذكريات المبهجة في "السفير" وفي شارع الحمراء، الذي كان "مربط خيلنا".. وجلسات المقاهي، وسهرات الأنس مع الصحبة الطيبة في ذلك الزمان.

وداعاً يا إسكندر.. كنت جزءاً غالياًِ من ذاكرتنا وستبقى..

 

سعيد الباز

مات إسكندر حبش أعزّ الشعراء اللبنانيين في حياته وشعره وعمله الصحافي ظلّ كبيرا وصامدا. غلبه المرض ولم تغلبه الذاكرة.. كان قويا في داخله عمق لم أستطع أن أعرف كنهه إلّا في ليلة عابرة في الدار البيضاء كان يلفّ سيجارته وينفث دخانها بعيدا كأنّه يطرد الواقع بعيدا عنه. الآن، فهمتُ جيدا، لماذا تزيح مجال الرؤية عن وجهك وترسلها طواعية إلى أكثر الأمكنة سرية في حياتك. أنا حزين، لكنّي مطمئن أن الحزانى أيامنا قليلون، والباقي لم تعد لديهم ما يكفي من المشاعر ليدركوا ماذا يعنيه موت شاعر.

 

زياد عبدالله

صباح الخسارة وقد مر الوقت سريعا يا اسكندر ولم يكن من أمل يرتجى من هذا الصمت أو أنها قصيدتك من " أشكو الخريف":

لا أصفك

لكنه الكلام...

لا أناديك

لكنها المدن

تسترجع رسائلك.

ها هي ظلالك التي تهرب

من يدي.

أنحني 

لألتقط

اسما لغيابك

لأيامك الممحوة

من كثرة الذكريات.

لا أصفك

ولكنني أسيّج جسرا

وأعيد ترتيب الفصول

لتمر بجانب هذا النهر.

 

يحيى جابر

مات اسكندر حبش. عشنا صداقة شعر ونثر وكبة نية وسجق وميكروب شبيب الأمين ومقهى الويمبي وجريدة سفير وكاس شي اندريه، عشنا كثيرا ثم افترقنا بصمت ودخلنا في غيبوبة صداقة. اسكندر من فلسطيني لا يرغب بالعودة الى فلسطين، الى العائد كل ليلة الى حيفا.

مات المترجم لجيلنا. مات فتى الحانة والراقص بكأس العرق على صلعته. اسكندر المثقف الإسكافي بلغته، مضى بلا حذاء. يا اسكندرنا، شارع الحمرا لن يفتقدك ولن يفتقدني لأن شارع الحمرا مات قبلنا. سرطانك كان أسرع من سرطاني ههههه الحياة والموت مزحة. اضحك يا إسكندر.

 

محمد مظلوم

 اسكندر حبش

ها انا ارثيك من بغداد

وهي مرثية عجلى ليس إلا٠

الاسبوع الماضي اتصلت بك متمنيا ان تخبرني عن جديد (مقاومتك) وانتصاراتك على (السيد س)

فقبل أشهر وعدتني حين زرتك في بيروت ان هناك المزيد لتنجزه قبل ان ينتهي الصراع المحسوم سلفا

حاولت ان تكون (اسكندرا حبشيا) وانت تواصل التدخين والكتابة رافضا الاستسلام المبكر

لكن ارادة الحياة، مهما كانت الروح سامية، محكومة بذبول الجسد

الاسبوع الماضي جاء صوتك على الهاتف ضعيفا ولمحت فيه اعترافا بانها الجولة الاخيرة في الصراع مع (السيد س) لكنك لم تنس ان تسأل عن صحة اصدقاء محتضرين ومرضى من جيلنا حتى وانت في احتضارك

نرثي الاصدقاء لكننا في الواقع نرثي العمر٠

انه عمر من الصداقة صداقة بعمر منفاي (35 عاما) 

منذ اول حوار صحفي معي في المنفى اجريته ونشرته في "السفير" عمر بين بيروت ودمشق ومدن لبنانية وسورية شتى

عمر بين مكتبك في "السفير" ونهاراتنا في المودكا والويمبي وليالينا في الحانات الارمنية الصغيرة واحلامنا في الشعر والترجمة ورثاء الاخرين من احياء وموتى

عمر نشترك فيه بتاريخ الميلاد ونفترق بتاريخ الرحيل٠

هل هو فرق كبير؟

هل كان العمر هباء بكل احلامه وخيباته؟

ايهما النار وايهما الرماد؟

هل اجهزت الخيبات على الاحلام؟

هل اتممت كتبك المكدسة في ملفاتك ورأسك ليكتمل طقس رحيلك حيث ما من مزيد يستحق البقاء؟

في هذه الليلة لا طقوس سوى الحزن 

اودعك يا اسكندر

اودعك ايها الصنو

اودعك من بغداد الى دمشق وبيروت؟

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث