"المورد الثقافي" يحتفل بـ20 عاماً على تأسيسه: ملتقى في بيروت

المدن - ثقافةالسبت 2025/10/25
الما سالم
ألما سالم المديرة الجديدة للمؤسسة
حجم الخط
مشاركة عبر

بمناسبة مرور عشرين عاماً على تأسيس مؤسسة المورد الثقافي، اختارت المؤسسة أن تجتمع في بيروت، «لأنها عاشت سنواتٍ شديدة الصعوبة»، وفق رئيسة المجلس الفني للمورد، الجزائرية حبيبة لعلوي. وقد اجتمع نحو مئة فاعلٍ ثقافيٍّ وفنّان من بلدان عربية عديدة في سينما متروبوليس خلال المنتدى الذي عُقد تحت عنوان "نسيج حيّ: منتدى النُّظُم الثقافية" بدأ أمس الجمعة ويستكمل اليوم السبت، 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

 

سعى "النسيج حيّ: ملتقى المنظومة الحيويّة الثقافيّة" إلى نسج الخيوط المعقّدة لما أصبح اليوم شبكة واسعة من الشركاء عبر العالم العربي، يعملون في ميادين الإنتاج الفني والأدبي والثقافي عموماً، وهي خيوط ما تزال هشّة ومهدَّدة باستمرار بفعل الظروف السياسية والاقتصادية المتقلّبة التي تشهدها المنطقة.

 

إيلينا ناصيف وحبيبة لعلوي

 

وأُعلن انتقال إدارة المورد الثقافي من إيلينا ناصيف إلى ألما سالم. وقد حظيت بتصفيقٍ حارّ من الحاضرين من العاملين في الحقل الثقافي، بعد أن استعادت إيلينا ناصيف أمامهم أبرز محطات تجربتها قائلة: "حَملتُ مسؤوليةَ الإدارةِ في مرحلةٍ انتقاليةٍ في ظلِّ ظروفٍ بدت طبيعيةً لكن سرعانَ ما تبدّلت. أصابَنا الانهيارُ الاقتصاديُ في لبنان، وجائحةُ الكورونا، وتبعاتُ انفجارِ مرفأِ بيروت، وارتداداتُ الهزةِ في شمال سوريا وتركيا ثم الزلزالُ في المغرب، وآلامُ الحربِ في اليمن وسوريا والسودان،  والمخاطرُ، والخَساراتُ، والفَقدُ، ثم هولُ الإبادةِ، والعدوانُ الأخير على لبنان، وقفنا نحدّقُ في الهاويةِ التي تبتلعُ أهلَنا، تبتلعُنا جميعاً".

 

جمهور المورد

 

واستند الملتقى إلى تقاطعات رئيسة تجمع بين التكنولوجيا وحقوق الإنسان والتعليم والبيئة، مسلّطاً الضوء على مبادرات أطلقها المورد خلال السنوات الأخيرة، أبرزها «ثقافة 3.0»، و«لنستعد المشاع» (الدعوة المفتوحة في الذكرى العشرين)، و«البرنامج التجريبي لتعزيز المنظومة الحيوية الثقافية. كما أنشأ الملتقى فضاءات حوار بين الأجيال في العالم العربي، دعت إلى إعادة التفكير في الدور الاجتماعي والسياسي للعمل الثقافي في منطقة مثقلة بالعنف وتصاعد النزعات الفاشية. وتناولت النقاشات محطات مفصلية في تاريخ المنطقة منذ مطلع الألفية الثانية مروراً بالربيع العربي وصولاً إلى الإبادة في غزّة، كما بحثت في إمكانيات استعادة «المشاع» بوصفه ممارسةً حيّة، وفي أسئلة اللغة، والتمويل، والرقابة، وحدود الرفض. وتضمّن البرنامج ورش عمل عملية عرضت أدوات لتقاسم الموارد، ومقاربات نقدية للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي والتحوّلات الرقمية، واستراتيجيات لدعم الممارسة الفنية والانخراط المدني معاً.

 

وفي كلمتها بعد تسلّم الإدارة، أكّدت ألما سالم أهمية استعادة الإرادة الجماعية، وتعزيز الثقة بعملنا المشترك باعتباره ركناً أساسياً في منظومة ثقافية حيّة ومتنامية، داعيةً إلى التفكير في ما ينبغي الحفاظ عليه أو تطويره أو تجاوزه، من أجل بناء مستقبلٍ يكون فيه الإنسان في صميم الفعل الثقافي في منطقة: "ليست حدودًا على ورق؛ بل فكرةً للتشكيل، تتبدّل كلّما تخيّلناها (...) بين المشرق والمغرب والخليج تولد اليوم بنيةٌ ثقافية جديدة لا تعرف المركز والهامش؛ بل التفاعل حيث تتبادل المدنُ الخبرات بدلاً من تأطيرها بتراتبية (...) نحن لا نرث المنطقة نحن نبتكرها  في الفنّ، في الكلمة، في الخيال، وفي الطريقة التي ننظر بها إلى الإنسان والزمان والمكان كلّ مرة نختار فيها أن نبدع بحرية، نكون قد أعَدنا تعريف المشرق والمغرب والخليج بوصفه فضاءً واحداً من الإمكان والممكن".

 

 

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث