آيات الزعبي تقصّ وتُلصق لتُعيد ترتيب المكان

سوزان المحمودالجمعة 2025/10/24
آيات الزعبي
حجم الخط
مشاركة عبر

افتتح السبت 18 تشرين الأول في غاليري "مشوار" في دمشق معرض بعنوان "مكان" للفنانة التشكيلية آيات الزعبي، بحضور عدد من فناني سوريا المعروفين ومن المهتمين بالفن التشكيلي.

 

المعرض عبارة عن لوحات من الكولاج الورقي فقط، يعيد صياغة الأماكن وأزمنتها، حيث تقوم قصاصات من أوراق المجلات الملونة بخلق عوالم وفضاءات جديدة، تعيد شظايا الأوراق الملونة والأشكال والأجساد والأثاث والكلمات ترتيب نفسها لخلق عالم مفترض تتجاور فيه المساحات اللونية المدروسة مع عناصر الطبيعة ومع منتجات الإنسان وآثار المدن لتنتج مكاناً متخيلاً بعيداً عن كل الأمكنة لكنه يتضمنها جميعها. 

 

آيات الزعبي

 

الفنانة آيات الزعبي خريجة كلية الفنون الجميلة - جامعة دمشق - قسم الرسم والتصوير العام 2021، وتقول لـ"المدن": "مكان" هو معرضي الفردي الثاني، استخدمت فيه تقنية الكولاج الورقي. بينما كان معرضي الفردي الأول منذ ثلاث سنوات عبارة عن كولاج استخدمت فيه الأقمشة فقط في معظم اللوحات، وكان هناك كولاج ورقي في بعض اللوحات". وعن الأثر الذي تركه معرضها الأول في المتلقي تقول: "تركت تجربتي الأولى انطباعاً جيداً لدى الناس وأنا أحببت هذه التجربة مع الكولاج، وقررت أن أقوم بتطويرها أكثر فتفرغت للعمل على الكولاج الورقي، بعد انتهاء معرضي الأول، وشاركت في معارض جماعية قدمت فيها بعض لوحات من الكولاج الورقي، ومن خلال عملي لمدة كافية أصبح لدي نتاج كامل لإقامة هذا المعرض اليوم". 

 

آيات الزعبي

 

وعن عنوان المعرض وطريقة تنفيذ عملها تقول الزعبي: "مكان" يتحدث عن مجموعة أمكنة في سوريا قصدتها في زيارات ورحلات، وكنت أحمل دائماً في حقيبتي المجلات والأدوات التي استخدمها. وأحببت دائماً أن أعيد تركيب كل مشهد أراه بطريقتي الخاصة ووفق منظوري، فأنا أعمل دائماً من ذاكرتي وليس من صورة واقعية، لأني لا أهتم بالشكل الواقعي بقدر ما اهتم بانطباعي الخاص عن هذا المكان، وكيف تمثّل في ذاكرتي. فالمشاهد متنوعة، تصور تدمر ومعلولا ودمشق ومعظم الأماكن التي زرتها". وعندما نسألها عن الكولاج الورقي وإن كان مستخدماً بهذا الشكل سابقاً في سوريا، تقول: "أنا اعتمد فقط على الورق، معظم الفنانين يستخدم الكولاج المتعارف عليه وهو مواد مختلفة ويضيفون لها اللون، لكني أفضل الاكتفاء بالورق وبلون الورق والمجلات التي استخدم قصاصات منها وهي تحتوي على الوان متنوعة جداً ومساحات جميلة وفيها أشكال جميلة حاولت الاستفادة منها، ومن اللون والشكل وكل التفاصيل الممكنة، فيغنيني ذلك عن استخدام الألوان".

 

آيات الزعبي

 

تضيف الزعبي: "الهدف هو تجربة جديدة تحتاج الكثير من التفكير ودراسة الألوان قبل تطبيقها على اللوحة، الموضوع فيه صعوبة وفيه تميز في الوقت نفسه"، وتستذكر تجربة معرضها السابق قائلة: "المعرض الفردي الأول كان عبارة عن لوحات كبيرة ومتوسطة وصغيرة تعتمد على كولاج من الأقمشة فقط، وكانت التجربة تعتمد على التبسيط والتجريد في الوقت نفسه، لأن الأقمشة لا تعطينا طيفاً من التدرجات اللونية، وكانت اللوحة عبارة عن مساحات أقمشة ملونة تقدم لي المشهد الذي أرغب فيه بشكل تجريدي". وتروي: "منذ الطفولة، كنت أجمع بقايا قصاصات الأقمشة التي ترميها والدتي لأعيد خياطتها، وكانت دفاتر الرسم جزءا أساسياً من حياتي حتى دخلت كلية الفنون الجميلة".

 

وكتب الناقد التشكيلي سعد القاسم عن معرض آيات الزعبي "مكان": "إنها العين لا الأوراق - تشي لوحات آيات الزعبي بالوقت الطويل الذي أمضته في بنائها وإنجازها، ومتعة العمل عليها. والنتيجة: عالم لوني مدهش في غناه وتناغمه، يتيح وصفها بجدارة بأنها ملونة بارعة ذات تجربة فريدة. تراكم جدة التجريد بإيقاع متصاعد. سواء كانت لوحتها واقعية تنبض بروح المكان. أم تجريدية ذات أصل واقعي. أو تجريدية بنائية أبدعتها مخيلتها الرحبة، وذاكرتها البصرية المترفة، وحسّها الإبداعي وعينها المرهفة".

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث