"عالهوى سوا" عنوان تلفزيوني لعرض مسرحي مبني على فكرة ستوديو برنامج صباحي داخل المسرح. مذيع ومذيعة التقيا في سنوات دراستهما وتزوجا وأصبح لديهما برنامج مشترك. من ثنائية المكان تبدأ المسرحية مع مدير مسرح يخاطب الجمهور ويطلب منه الدخول في لعبة الضحك والتصفيق داخل البرنامج، فيما خارجه سيتابع الجمهور حكاية الزوجين اللذين قررا الانفصال، وما يرافق هذا القرار من جفاء ومشاجرات خارج هواء البرنامج / داخل المسرح. ثنائية مشغولة بحرفية سامر حنا، المخرج الشاب الذي يشارك في العمل كمنتج تلفزيوني ويتدخل بين الحين والآخر من داخل غرفة الكونترول.
"عالهوى سوا" حوارات طريفة ورشيقة يتخللها رقص وغناء، وهو الأسلوب الذي يعمل عليه سامر حنا، وهذه المرة سيدخل المشاهد في حقيقة الاستوديوهات المباشرة الصباحية والفقرات التقليدية الثابتة من طقس وأبراج وإرشادات منزلية بشكل ساخر وضاحك على البرنامج اليومي الذي انطلق في لبنان منذ التسعينيات وانتشر مع تكنولوجيا الفضائيات ليصل إلى كل بيت عربي. هذا البرنامج الذي أصبح من كلاسيكيات وضروريات البرمجة التلفزيونية، ستقدمه مسرحية "عالهوى سوا" مع كل تحولاته وخروج المهنية الإعلامية منه، مقابل دخول ما يعرف بمؤثري مواقع التواصل الاجتماعي وصناعة محتواهم.
"تحت الهوا"
يبدو الزوجان كاتيا (جوانا طوبيا) وكريم (شربل ابي نادر) ثنائياً مثالياً أمام الكاميرا، وبحقيقة مغايرة عندما تطفأ الكاميرا أو ما يعرف بـ"تحت الهوا". وبين لعبة داخل الكاميرا وخارجها، يتدخل الجمهور بإشارة من مدير المسرح، ليتحول إلى جمهور مسرح وجمهور تلفزيوني في لعبة ثنائية ومفارقات ضاحكة بين الواقع الحقيقي المسرحي، والواقع المصنع في التلفزيون، وليكتشفوا أن ما يشاهدونه في الشاشة وتحت الأضواء، لا يتطابق مع الواقع من مشكلات وانهيارات علاقات بلغت شفير الطلاق رغم تدخل مدير المسرح الدائم ودعواته تصنع التصفيق والضحكات من قبل الجمهور. هذا الواقع المتأزم سيتمظهر مع دخول عنصر التنافس في البرنامج المرتبط بالجمهور: ماريا بشارة، الآتية من عالم مواقع التواصل الاجتماعي، بسذاجتها وسطحية مضمونها، والتي ستضفي على العرض حضوراً ملفتاً وصاخباً، بليونة الحركة المبالغ فيها، إلى جانب ضيوف شرف يظهرون عبر الشاشة على شكل تصوير خارجي. أسماء ستزيد العرض حرارة وسخرية وضحكاً، مع طلال الجردي وزينة دكاش وفؤاد يمين، بالإضافة إلى شخصية المنتج (سامر حنا) بصوته الآتي من غرفة ستوديو الإرسال، وإرث والده في العمل التلفزيوني بعدما حوّل مهنة الإعلام ومحتواها ووضعها في أيدي مؤثّري ومؤثّرات مواقع التواصل الاجتماعي.
نحو ساعة ونصف من الضحك والسخرية والاستعراضات الغنائية التي يتقنها سامر حنا بحرفية عالية، وقد اختار موسيقى الثمانينيات والتسعينيات ليولفها مع كلمات كتبتها جوانا طوبيا للعرض المسرحي. في "عالهوى سوا"، يحل التلفزيون ضيفاً على المسرح، حيث يعريه سامر حنا ويرسل رسائله الساخرة والضاحكة في الاتجاهات كافة، مع فريق عمل يتقن حنا إدارته من دون ادعاء وبشكل حرفي وجذاب.
