صدرت عن "محترف أوكسجين للنشر" في أونتاريو-كندا، رواية جديدة للكاتب اليمني الألماني طارق عبّاس زبارة، حملت عنوان "الشيخ شمسان وشركاؤه". وهي أول إصدار روائي للكاتب باللغة العربية.
تبدأ الرواية بمشهدٍ صادم ومفاجئ ومثير للدهشة، كتلك البداياتِ التي ترسخُ في ذهنِ القارئ منذ سطرها الأول: "استيقظ الشيخ شمسان مبكّراً، إثر ألم غريب في صدره، وبدا له أنّه نام طَوالَ الليل متوسِّداً بالوناً منفوخاً بالماء. تحسّس صدره وفوجئ بورمين كبيرين، فانتفض هلعاً من سريره، نازعاً قميص نومه، والمرآة كلّ ما يطلب! فوجئ حين طفت على سطح المرآة كتلتان متناسقتان تماماً في الجهتين اليمنى واليسرى من صدره، وكانتا بلا أدنى شكّ ثديين جميلين متناسقين".
هكذا يضعنا الكاتب طارق عبّاس زبارة، من دون مقدّمات، في قلب المأزق الذي وجدَ الشيخ شمسان نفسَه فيه، هو صاحب المشيخة والسلطة والنفوذ. ولنمضي معه في رحلةٍ لا تنقلُ صوراً كاريكاتورية ومفارقات كوميدية عن حالة الشيخ ومشيخته وعائلته وشركائه فحسب، إنّما تغوص بنا في كواليس ودهاليز السلطة وصراعاتها في اليمن المعاصر.
كلمة الغلاف:
لا يؤمن طارق عباس زبارة بالمقدمات في روايته الأولى هذه، ولا يمهد لعوالم الشيخ شمسان، بل يبدأ مباشرة من معضلته، والكارثة التي تتهدد سلطته ونفوذه، وصولاً إلى رجولته وعنفوانه، فهو سيطالعنا من الصفحة الأولى وقد نبتَ له ثديَا امرأة! سيوقظ هذا الحدث الفضول إلى نهاية الرواية، سنشهد تحولات ومتغيرات الشيخ والمشيخة، جنباً إلى جنب مع مصائر شخصيات كثيرة أخرى هم شركاؤه أو زوجاته أو أبناؤه وصولاً إلى سيادة الرئيس. إنها رواية تنبش عميقاً في الواقع اليمني المعاصر، وتتخذ من مجازها معبراً إلى تعريته، وتعرية العلاقات الاجتماعية والسياسية الاقتصادية في صنعاء، من دون أن تفارقها المتعة والإثارة والسخرية.
شخصيات طارق عبّاس زبارة في روايتهِ لن تكون غريبةً عن القارئ وهو يتفحّص تصرّفاتها وطبائعَها وسيَرها. يقدّمها لنا بلغةٍ موجزة ومكثّفة، راسماً ملامحها من واقعٍ اختبَره روائياً بجرأةٍ، وفكّك أسرارَه بحسٍّ ساخر، راصداً سلسة من الأحداث والمصائر التي تتناغم هنا وتتصادم هناك، كما لو أن الفساد والظلم والسعي للقوة والنفوذ والمال في صراع أبدي مع الحب والأخلاق والإخلاص. يقول قائد المعسكر لـ زيد المغترب العائد إلى اليمن وزوج ريم حفيدة الشيخ شمسان: "أنت لن تغيّر البلاد، اليمن هكذا وستبقى هكذا، ما دام أحمد بن شمسان مسيطراً، فلن يترك لك حفرة في اليمن إلّا يوقعك فيها.
تضع رواية "الشيخ شمسان وشركاؤه" التي جاءت في 112 صفحة، رحلة تحوّل الشيخ شمسان الجنسية في عمقِ تحوّلات أخرى نقع فيها على مؤامراتٍ وخيانات ومحاولات مستميتة للنجاة من مختلف المآزق. روايةٌ تجاوز فيها الروائي طارق عبّاس زبارة عتبة البدايات الأولى بأسلوبه النثري المحكم، وذلك على امتداد اثنين وعشرين فصلاً هي أشبه بعربات قطار سريع يخترق كل ما هو مغيّب أو محرّم.
المؤلف
طارق عبّاس زبارة، كاتب وباحث يمني ألماني. درس الآداب وعلوم اللغات في "جامعة لودفيغ ماكسيميليان" في ميونخ وحصل منها أيضاً على الدكتوراه في التاريخ والعلوم السياسية. له خبرة واسعة في تحرير وترجمة الأعمال الأدبية من لغات عديدة إلى الألمانية. "الشيخ شمسان وشركاؤه" هي أول إصدارته بالعربية.
