لازلو كراسناهوركاي يحصد نوبل للأدب: روائي كآبة المقاومة

المدن - ثقافةالخميس 2025/10/09
لازلو كراسناهوركاي
لازلو كراسناهوركاي
حجم الخط
مشاركة عبر

أعلنت الأكاديمية الأسوجية، اليوم الخميس، فوز الكاتب المجري لازلو كراسناهوركاي بجائزة نوبل في الأدب للعام 2025، "لأعماله الآسرة والرؤيوية التي تُعيد، في خضم رعب نهاية العالم، تأكيد قوة الفن". وأضافت الأكاديمية في بيانٍ لها: "لازلو كراسناهوركاي كاتب ملحمي عظيم في تراث أوروبا الوسطى، يمتد من كافكا إلى توماس برنهارد، ويتميز بالعبثية والإفراط الغريب". وقالت: "لكن لديه جوانب أخرى، وهو يتطلع أيضًا إلى الشرق بتبنيه لهجة أكثر تأملًا ودقة".

 

يُعتبر اسم لاسلو كراسناهوركاي جديدًا بعض الشيء أو نسبياً على القارئ العربي، مع أن بعض أعماله ترجمت إلى العربية لدى دار التنوير منها "كآبة المقاومة" و"تانغو الخراب"، لم تأخذ حيزاً في النقد والقراءات الصحفية، بالرغم من مكانة لازلو كراسناهوركاي الأدبية الراسخة عالميًا، فهو نال جائزة بوكر الدولية، ومن المرشحين لنوبل، وأعماله كسيناريست مُحترف قدم للسينما روائع كبيرة، بالاشتراك مع مواطنه المجري بيلا تار، أبرزها "تانغو الشيطان"، عن روايته "تانغو الخراب"، وتعتبر تحفة أدبية سوداوية الطابع تدور أحداثها في قرية معزولة على مدى بضعة أيام ماطرة. قلة قليلة من السكان تبقى في هذه القرية البائسة. مخططاتهم الفاشلة، وخياناتهم، وانكساراتهم، وأحلامهم الضائعة. رقصوا رقصة الموت... ودخل إلى عالمهم شخص أوهمهم أنه مخلّصهم. تتميز هذه الرواية بالوصف الدقيق والمفصَّل لشرح أفكار الشخصيات وأفعالها للقارئ، فندخل بهذا إلى عقول أولئك الأشخاص، ليس فقط بالاستماع إلى كلامهم؛ بل أيضًا بقراءة أفكارهم، حتى إن كانت أفكارًا غير منطقية.

 

أما الفيلم الآخر فهو "تناغمات فيركمايستير"، عن رواية "كآبة المُقاومة" التي قيل إنها "تماثل ما نراه في أرواح ميتة لغوغول، وتتجاوز أشواطًا كل ما تتناوله الكتابات المعاصرة". رواية سوريالية لها مكانة فاصلة في عالم الأدب، تصوّر سلسلة حوادث غامضة في مدينة صغيرة في هنغاريا. يصل إلى المدينة سيرك يعرض حوتًا محنطًا هو الأكبر في العالم، فيثير وصوله شائعات عجيبة. تسري أقاويل تزعم أن للعاملين في السيرك غاية سرية خفية، فيتشبث السكان المذعورون بأى شكل للنظام يستطيعون العثور عليه. في الرواية شخصيات يصعب نسيانها: السيدة إيزتر الشريرة التي تهدف إلى الاستيلاء على مقاليد الأمور في المدينة، وزوجها الضعيف؛ وفالوسكا، بطلنا ذو الحظ العاثر صاحب الرأس السابح بين الغيوم، المركز الهش المؤلم في الرواية كلها، الشخص النقي الوحيد ذو الروح النبيلة.

 

لازلو كراسناهوركاي

 

وُلد كراسناهوركاي، ثاني مجري يفوز بالجائزة، التي تمنحها الأكاديمية السويدية، بعد إمري كيرتيش في العام 2002. في بلدة جيولا الصغيرة جنوب شرق المجر، قبل عامين من دخول القوات السوفياتية إلى بودابست. درس الحقوق واللغة المجرية وآدابها، وبعد تخرجه عمل صحافيًا وناقدًا أدبيًا لفترة قبل مُغادرته المجر في العام 1987، ليُقيم في برلين الغربية لفترات طويلة. كما تنقل بين عدة دول، منها منغوليا والصين واليابان، وأميركا واليونان وإسبانيا، قبل عودته مؤخرًا للاستقرار في بلده. وقد تأثرت نشأة لاسلو بفترة الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي عصفت بأوروبا الشرقية، وفترة الحُكم الشيوعي، ثم انهيار الشيوعية، وقد تجلى هذا بشدة في كتاباته. واستلهم لاحقًا من شرق آسيا - وخاصةً منغوليا والصين - لأعمال مثل "سجين أورغا" و"الدمار والأسى تحت السماء". أثناء عمله على "الحرب والحرب"، سافر على نطاق واسع في أنحاء أوروبا، وأقام لفترة في شقة ألين غينسبيرغ في نيويورك، واصفًا دعم شاعر "البيت" الأسطوري بأنه عامل حاسم في إكمال الرواية. 

 

أما روايته الرائدة "ساتانتانغو" فولدت في العام ١٩٨٥، في منطقة ريفية نائية مشابهة، وحققت نجاحًا أدبيًا كبيرًا في المجر. وصرحت الأكاديمية أنها: "تُصوّر الرواية، بعباراتٍ مُوحيةٍ للغاية، مجموعةً من السكان المُعدمين في مزرعة جماعية مهجورة في الريف المجري، قبيل سقوط الشيوعية". 

 

يُوصف كراسناهوركاي غالبًا بأنه من رواد ما بعد الحداثة، وهو معروفٌ بجمله الطويلة والمعقدة، ومواضيعه الديستوبية والكئيبة، وشدته التي لا تلين، مما دفع النقاد إلى مقارنته بغوغول وميلفيل وكافكا. وصفت سوزان سونتاغ الكاتب بأنه "أستاذ أدب نهاية العالم المجري المعاصر"، في حين أشاد دبليو جي سيبالد بعالمية رؤيته. كتب الناقد الأدبي جيمس وود ذات مرة أن كتبه "تُتداول كالعملات النادرة".

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث