في خطاب قبوله جائزة نوبل في الأدب العام 2017، أثار بوب ديلان جدلاً واسعاً منذ إعلان فوزه بالجائزة، وهو ما يُشكّل "أدباً" بحق: "لو أخبرني أحدهم يوماً أن لديّ فرصة للفوز بجائزة نوبل، لظننتُ أن فرصي في الفوز تُضاهي فرص الوقوف على سطح القمر". لكن جائزة نوبل لطالما ازدهرت بالمفاجآت.
في شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، وبينما يستعد 18 عضواً في الأكاديمية السويدية لكشف الاسم الفائز ــ المتوقع في كثير من الأحيان، والغامض أحياناً ــ والذي سينضم إلى سلسلة جوائز نوبل في الأدب، يسيطر توتر غريب على العالم الأدبي.
الجائزة التي فازت بها العام 2024 الكورية الجنوبية، هان كانغ، "لكتابتها الشعرية العميقة التي تُواجه الصدمات التاريخية وتُظهر هشاشة الحياة البشرية"، بدأت هذه الجائزة العام 1901 بتوصية من ألفرد نوبل، ولم تُمنح الجائزة في الأعوام 1914 و1918 وبين العامين 1940 و1943 بسبب الحربين العالميتين. وفي العام 1935 ، لم تُمنح الجائزة لعدم وجود مرشح مناسب، كما قيل.
بين 1901 و2024، مُنحت جائزة نوبل في الأدب 117 مرة لـ121 فائزً، لم تحصل سوى 18 امرأة على جائزة نوبل في الأدب، مقابل 103 رجال. الشاعر والكاتب الفرنسي سولي برودوم، هو الحائز على أول جائزة نوبل في الأدب، وسلمى لاغرلوف من السويد، أول امرأة تحصل على الجائزة تقديرًا لكتاباتها المثالية السامية، وخيالها الواسع، ورؤيتها الروحية.
فازت فرنسا بـ16 جائزة، تليها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بفارق ضئيل. فاز بها رابندراناث طاغور العام 1913 عن ديوانه الشعري "جيتانجالي". وكان أول هندي وأول شخص غير أوروبي ينال الجائزة. وكان نجيب محفوظ أول عربي يفوز بها وبقي وحيداً، بينما الشاعر السوري أدونيس مرشح دائم لها. أول أفريقي فاز بالجائزة هو الكاتب النيجيري وولي سوينكا العام 1986.
في العام 1964، رفض الفيلسوف الوجودي الفرنسي جان بول سارتر الجائزة بسبب آرائه المناهضة للمؤسسة. ورفض الكاتب الروسي بوريس باسترناك الجائزة العام 1958 خوفًا من انتقام الحكومة السوفياتية. وتسلم ابن باسترناك الميدالية نيابةً عنه العام 1989. كان أول شخص يرفض نوبل للأدب، هو الكاتب الإيرلندي جورج برنارد شو، وذلك العام 1925، باعتبار أن ما يقدمه في هذا المجال يمتاز بالمثالية والإنسانية. وقد عبّر برنارد شو عن عدم إيمانه بقيمة الجائزة، مشيراً إلى أنها تُعطى في الأساس لمن هم ليسوا محتاجين للدعم أو التقدير، بسبب نجاحهم الفعلي.
لكن بعد مرور سنة على رفضه الجائزة، عاد وطلب الحصول عليها العام 1926، فيما رفض استلام قيمتها المالية، وطلب أن تُستخدم في ترجمة كتب زميله الكاتب المسرحي أوغست ستريندبرغ من اللغة السويدية إلى الإنكليزية. ومن الأسماء البارزة التي لم تفز بالجائزة، ميلان كونديرا، فرانز كافكا، بورخيس، هنري ميلر، يوكيو ميشيما، تولستوي، جورج أورويل، روبرت فروست، جيمس جويس، هنريك ابسن، أنطوان تشيخوف....
وبحسب لجنة نوبل، المعيار الوحيد للفوز بالجائزة هو الجدارة والجودة الأدبية. ومنذ أيام والتوقعات محلّ سجال حول من سيفوز غداً بجائزة 2025.
يبرز اسم الكندية مارغريت أتوود في لائحة التخمينات المطروحة لنيل الجائزة، فهي أحد أبرز الأصوات الأدبية في العصر الحديث، وهي شاعرة وروائية وناقدة أدبية. ومن آسيا، ورد ضمن التخمينات اسم الكاتبة الصينية كان تشوي، أو تسان شيويه، ومن الأسماء الأخرى المطروحة الكاتبة الأميركية جامايكا كينكيد، والشاعرة الكندية آن كارسون. كما يجري تداول أسماء مثل مرسيا تشارتريشه من رومانيا، بالإضافة إلى أسماء الكاتب الأسترالي جيرالد مورنان، والروائي وكاتب السيناريو المجري لازلو كراسناهوركاي، والكاتبة المكسيكية كريستينا ريفيرا غارزا، والكاتب الأميركي توماس بينشون،. وهناك من يتداول اسمَي أدونيس والليبي إبراهيم الكوني، إضافة إلى البريطاني سلمان رشدي، والياباني هاروكي موراكامي، الكاتب المفضل لدى المراهنين منذ زمن طويل.
