حجم الخط
مشاركة عبر
يتابع المخرج المسرحي لوسيان بورجيلي، أعماله التي تلامس المحظورات والمحرّمات شكلاً ومضموناً. منها الأعمال المستندة إلى نصوص عالمية شكلت علامات فارقة في تاريخ المسرح ونقده السياسي والاجتماعي. ومنها الأعمال التي يكتبها أو يعمل عليها، بدءاً من مسرح الارتجال والطروحات التي تواجه -بلغة مباشرة- ما آلت اليه الحروب في لبنان من ظواهر اجتماعية وفساد سلطة.
قد يكون عمله الجديد الكوميدي "ب برسلونة" مختلفاً عن أعماله السابقة في اللغة والمباشرة والفضح السياسي. وهو مخرج "حبيبة قلبي أنت"، العمل الذي منع ملصقه الجمهور دون سن الثامنة عشرة من الدخول لمشاهدته، وتناول قصة حب في علاقة عصب عينين وتكبيل يدين وتلاعب وقسوة أمام حبيب مفترض، حتى الوصول إلى نقطة تحول تكشف أن العاشق ليس سوى الحاكم الفعلي الممسك واقعياً بلعبة السلطة والاعلام.وفي "ب برسلونة"، يتابع بورجيلي طرح المحظور، وهذه المرة بلغة كوميدية رشيقة ونقاط تحول يحترفها في مسرحه، لينقل العمل دائماً من حالة إلى حالة، وينقل المتلقي من متابع إلى متورط ومتهم أو مستلب ومستسلم للأوهام العاطفية، بدءا من أقرب المقربين منه، إلى الآخر الغريب الذي دعاه إلى غرفته بحثاً عن أوهام في مدينة هو الغريب فيها والمندفع إلى حب المغامرة وكسر الضوابط الاجتماعية والموروثات التي يعيشها في مدينته الأم.
بيع الأوهام
قبل ساعات معدودة من نهاية رحلة سياحية لـ"بوب" وزوجته "سارة"، وبعدما حُزمت الحقائب للعودة إلى "بيروت"، تبدأ مغامرة مفتعلة بين الزوجين، إذ يدعوان غريبين لزيارتهما في غرفة الفندق. هكذا، تنقلب ليلتهما الأخيرة في مدينة برشلونة، إلى عاصفة من الأوهام والمفارقات التي تنسجها الزوجة لزوجها، والتي ينسجها الغريبان "ماركوس" و"مايا" للزوجين معاً. ساعة من الفانتازيا والضحك تنتهي بالانهيار، شأنها شأن الأوهام التي سُوّق لها في السِّلم والاجتماع والاقتصاد اللبناني وانتهت إلى ما انتهت إليه.
وعن منع دخول الجمهور دون سن الرشد، يقول بورجيلي لـ"المدن": "لو جاء مخرج أجنبي وعرض المسرحية نفسها في بيروت، فإن الرقابة لن تتوقف عندها. لكن، ولمجرد أننا نتكلم لغة البلاد، فممنوع عليك أن تطرح القضايا الاجتماعية والمحظورات والعلاقات الملتبسة بين الأزواج وغيرها من المواضيع التي يعريها النص. وكأن الغريبَين "ماركوس" و"مايا" مسموح لهما بالتحدث بجرأة عن كل شيء من دون أن يلتفت أو يعارض الجمهور طروحاتهما غير الجدية وغير الواقعية. ومن جهة ثانية، سيأخذ الجمهور ردود أفعال "بوب" الشخصية المحلية على محمل الجد، وسيتبنون مقولاته وحتى نكاته، وسيبقى الأمر كذلك حتى نقطة التحول وقلب الأدوار في العرض، ليخرج المشاهد ضاحكاً على كل شيء، بما في ذلك الأوهام التي بيعت له".
وعن الرقابة، يقول بورجيلي: "لي باع طويل مع الرقابة، وقد حُذفت أجزاء من العرض، أما منع الجمهور غير الراشد من الدخول فجاء من ضمن قناعتنا وقبل أن تطلب الرقابة ذلك. أردنا في المواقف والحوارات أن نأخذ المُشاهد إلى سقوف عالية من الأوهام. لنضحك معاً عليها وعلى أنفسنا وعلى كل مَن باعنا أوهاماً مثلها أو أكثر في هذا البلد، قبل أن يسرقنا".
(*) "ب برسلونة"، في مسرح "المونو". تأليف لوسيان بورجيلي وإخراجه، ويؤدي بطولة المسرحية كلٌّ من: عبد الرحيم العوجي، وفرح شاعر، ومجد المصري، وأليس عز الدين. للاستعلام: 01/202422
وعن منع دخول الجمهور دون سن الرشد، يقول بورجيلي لـ"المدن": "لو جاء مخرج أجنبي وعرض المسرحية نفسها في بيروت، فإن الرقابة لن تتوقف عندها. لكن، ولمجرد أننا نتكلم لغة البلاد، فممنوع عليك أن تطرح القضايا الاجتماعية والمحظورات والعلاقات الملتبسة بين الأزواج وغيرها من المواضيع التي يعريها النص. وكأن الغريبَين "ماركوس" و"مايا" مسموح لهما بالتحدث بجرأة عن كل شيء من دون أن يلتفت أو يعارض الجمهور طروحاتهما غير الجدية وغير الواقعية. ومن جهة ثانية، سيأخذ الجمهور ردود أفعال "بوب" الشخصية المحلية على محمل الجد، وسيتبنون مقولاته وحتى نكاته، وسيبقى الأمر كذلك حتى نقطة التحول وقلب الأدوار في العرض، ليخرج المشاهد ضاحكاً على كل شيء، بما في ذلك الأوهام التي بيعت له".
وعن الرقابة، يقول بورجيلي: "لي باع طويل مع الرقابة، وقد حُذفت أجزاء من العرض، أما منع الجمهور غير الراشد من الدخول فجاء من ضمن قناعتنا وقبل أن تطلب الرقابة ذلك. أردنا في المواقف والحوارات أن نأخذ المُشاهد إلى سقوف عالية من الأوهام. لنضحك معاً عليها وعلى أنفسنا وعلى كل مَن باعنا أوهاماً مثلها أو أكثر في هذا البلد، قبل أن يسرقنا".
(*) "ب برسلونة"، في مسرح "المونو". تأليف لوسيان بورجيلي وإخراجه، ويؤدي بطولة المسرحية كلٌّ من: عبد الرحيم العوجي، وفرح شاعر، ومجد المصري، وأليس عز الدين. للاستعلام: 01/202422

التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها