حجم الخط
مشاركة عبر
ظل الاختفاء المفاجئ للفنانة إيمان الطوخي قبل 28 عاماً يكثف حضورها الدائم في أذهان من علقت بذاكرتهم أدوارها القليلة والمؤثرة وعلى رأسها شخصية اليهودية "إستر بلونيسكي" في المسلسل الشهير "رأفت الهجان" مطلع تسعينيات القرن الماضي، أو قل أن غيابها المثير قد خلف وراءه سيلاً من علامات الاستفهام من قبيل: لماذا اختفت؟ وهل غادرت مصر إثر مضايقات من جانب لاعبين رئيسيين فى السياسة المصرية؟ وما حقيقة علاقتها بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ودور زوجته سوزان في إبعادها عن مصر؟ إلى آخر هذه الأسئلة التي ظلت بلا إجابات شافية، فظلّت الطوخي متشحة بالصمت والغياب الإعلامي في مشهد بدا وكأنه أرض خصبة للقيل والقال، ومادة ثرية لدى منتهزي الفرص الباحثين عن "الترند" عبر الفضاء الإلكتروني.

ورغم أن الاهتمام الدائم بسيرة إيمان الطوخي لم ينقطع منذ انسحابها من الحياة الفنية العام 1997 والذي ازداد بشدة في أعقاب تغييب شخص الرئيس المصري الراحل حسني مبارك بفعل ما جرى في كانون الثاني العام 2011، فإن الأيام الأخيرة تحديداً دفعت باسم إيمان الطوخي إلى مقدمة المشهد إثر محادثة هاتفية أجرتها إحدى الصحافيات مع مطرب شاب ينتمي إلى فرقة "أيامنا الحلوة" ويعد من الأصوات المبشرة بدار الأوبرا المصرية. المطرب الشاب اسمه أحمد محسن، وهو ابن شقيقة إيمان الطوخي الذي أخذ على عاتقه تصويب ما لحق بسيرة خالته، فقال إنها لم تتزوج ولم تنجب (من دون أن يسمى حسني مبارك أو غيره) وأنها لم تترك مصر مطلقاً، لكنها اعتزلت الحياة العامة تقريباً، ولا تختلط إلا بالقليل من أقاربها لا سيما بعد وفاة والدتها التي كانت تقوم على رعايتها قبل ثماني سنوات. غير أن إجابات ابن شقيقة الطوخي لم تشبع نهم الباحثين في لغز اختفاء "إستر بلونسكي" المتيمة بحب رأفت الهجان في المسلسل الشهير، خصوصاً في ما يتعلق باقتران اسمها بساكني قصر العروبة في القاهرة حسني مبارك وزوجته سوزان.
وحقيقة الأمر أنني كنت من أواخر من التقوا بها أثناء تصوير دور "غرام خاتون" في الجزء الثالث من حلقات "بوابة الحلواني" للمؤلف محفوظ عبد الرحمن والمخرج إبراهيم الصحن العام 1997 وهو العمل الفني الأخير الذي أطلت به على جمهورها قبل اختفائها. كان اللقاء في قاعة العرش بقصر عابدين وسط القاهرة، بصحبة الممثل محمد وفيق الذي لعب أمامها دور الخديوي إسماعيل حاكم مصر بين العامين 1863 و1879 قبل أن يعزله ابنه توفيق ويعتلي سدة الحكم. في هذا اللقاء لم تكن هي إيمان الطوخي التي أعرفها منذ منتصف الثمانينيات، فقد بدت ساهمة غير منطلقة في الحديث كعادتها، فخيّل إليّ أنها منشغلة بأمر ما، أو أنها تريد الانتهاء من أداء دورها في أسرع وقت. يومها، سألتها عن جديد أعمالها؟ فردت باقتضاب أنها تعدّ مجموعة من الأغاني من دون الإفصاح عن تفاصيل، ساعتها همس في أذني الممثل محمد وفيق بأن إيمان تمر بظروف نفسية خاصة تعكر صفو الوجه الصبوح.
وحقيقة الأمر أنني كنت من أواخر من التقوا بها أثناء تصوير دور "غرام خاتون" في الجزء الثالث من حلقات "بوابة الحلواني" للمؤلف محفوظ عبد الرحمن والمخرج إبراهيم الصحن العام 1997 وهو العمل الفني الأخير الذي أطلت به على جمهورها قبل اختفائها. كان اللقاء في قاعة العرش بقصر عابدين وسط القاهرة، بصحبة الممثل محمد وفيق الذي لعب أمامها دور الخديوي إسماعيل حاكم مصر بين العامين 1863 و1879 قبل أن يعزله ابنه توفيق ويعتلي سدة الحكم. في هذا اللقاء لم تكن هي إيمان الطوخي التي أعرفها منذ منتصف الثمانينيات، فقد بدت ساهمة غير منطلقة في الحديث كعادتها، فخيّل إليّ أنها منشغلة بأمر ما، أو أنها تريد الانتهاء من أداء دورها في أسرع وقت. يومها، سألتها عن جديد أعمالها؟ فردت باقتضاب أنها تعدّ مجموعة من الأغاني من دون الإفصاح عن تفاصيل، ساعتها همس في أذني الممثل محمد وفيق بأن إيمان تمر بظروف نفسية خاصة تعكر صفو الوجه الصبوح.

في تلك الأثناء كانت ابنة الممثل الإذاعي محمد الطوخي، صاحب الصوت الرخيم، قد أعلنت عقد قرانها على الملحن متعدد الزيجات محمد ضياء الدين، وبعد نحو ثلاث سنوات من عقد القران، أعلن الطلاق قبل إتمام الزفاف، ولاذت إيمان بالصمت حول أسباب الانفصال فيما نسب لضياء قوله أنها لم تكن تريد إنجاب أطفال على عكس رغبته. ولم يكن هذا التبرير مقنعاً لأن أمر الاتفاق على الإنجاب من عدمه لا يحتاج إلى ثلاث سنوات من الارتباط. لكن كل القريبين من الممثلة والمطربة المعروفة كانوا يؤكدون أنها خرجت من التجربة العاطفية منهكة نفسياً لدرجة جعلتها زاهدة في كل شيء وفاقدة حتى للحماس لاستكمال مسيرتها الفنية. ويبدو أن هذا ما قصده زميلها محمد وفيق بالظروف النفسية الصعبة، ويبدو أيضاً أن تلك الظروف هي التي جعلتها بلا زواج حتى اليوم، وقد بلغت عامها السابع والستين.

أما مسألة علاقتها بحسني مبارك وإنها أنجبت منه، وأن زوجته سوزان مبارك أبعدتها من مصر، فقد ردت عليها إيمان الطوخي بنفسها في لقاء عابر ووحيد بعد كانون الثاني 2011 حين وصفت تلك الشائعة بالسخيفة، وأن إعجاب الرجل بمشاركاتها المعتادة في احتفالات نصر أكتوبر كان في إطار ثنائه على كل المشاركين في الاحتفالات السنوية ليس أكثر. وما لم تقله الطوخي أن احتفالات نصر أكتوبر كانت السبب في اقتران أسماء فنانات عديدات، سلباً أو إيجاباً باسم الرئيس المصري الراحل، أمثال وردة الجزائرية ونادية مصطفى.

(نفرتيتي وإخناتون فى مسلسل "لا إله إلا الله")
وربما ما عزز شعور الناس بالمفاجأة جراء اختفاء إيمان الطوخي، أنها كانت تبشر بمستقبل باهر، على أثر النجاحات المتتالية التي حققتها منذ تخرجها في كلية الإعلام جامعة القاهرة وانطلاقتها الأولى عبر ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، مُشاركةً في نشيد "الأرض الطيبة" العام 1981، ثم توالى أعمالها كممثلة ومطربة، مثل أفلام: الحكم آخر الجلسة، ودماء على الأسفلت أمام نور الشريف، ولا تدمرني معك أمام عزت العلايلي، وبيت الكوامل أمام نادية الجندي، واللقاء الدامي أمام حسين فهمي، فضلاً عن مسلسلات: جمال الدين الأفغاني، الطريق إلى القدس، ابن عمار، لا إله إلا الله، ألف ليلة وليلة، بين السرايات، بوابة الحلواني، بالإضافة إلى درة أعمالها التلفزيونية رأفت الهجان أمام محمود عبد العزيز.
ولئن كانت إيمان الطوخي قد أعطت ظهرها لكل تلك النجاحات، واعتزلت الحياة الفنية في ذروة تأجج ظاهرة حجاب الفنانات طوال عقد التسعينيات، فإنه لم يثبت أنها ارتدت الحجاب، أو حرَّمت الفن. بل إن مقربين منها يؤكدون أنها تقضي وقتها في عزلتها الاختيارية في منزل الأسرة بحي الدقي في متابعة برامج التلفزيون والقراءة المتنوعة، وتحيا حياة بسيطة غير مهتمة بوسائل التواصل الاجتماعي، مكتفية بتواصلها التقليدي مع عدد محدود من الأصدقاء وأفراد الأسرة.
وربما ما عزز شعور الناس بالمفاجأة جراء اختفاء إيمان الطوخي، أنها كانت تبشر بمستقبل باهر، على أثر النجاحات المتتالية التي حققتها منذ تخرجها في كلية الإعلام جامعة القاهرة وانطلاقتها الأولى عبر ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، مُشاركةً في نشيد "الأرض الطيبة" العام 1981، ثم توالى أعمالها كممثلة ومطربة، مثل أفلام: الحكم آخر الجلسة، ودماء على الأسفلت أمام نور الشريف، ولا تدمرني معك أمام عزت العلايلي، وبيت الكوامل أمام نادية الجندي، واللقاء الدامي أمام حسين فهمي، فضلاً عن مسلسلات: جمال الدين الأفغاني، الطريق إلى القدس، ابن عمار، لا إله إلا الله، ألف ليلة وليلة، بين السرايات، بوابة الحلواني، بالإضافة إلى درة أعمالها التلفزيونية رأفت الهجان أمام محمود عبد العزيز.
ولئن كانت إيمان الطوخي قد أعطت ظهرها لكل تلك النجاحات، واعتزلت الحياة الفنية في ذروة تأجج ظاهرة حجاب الفنانات طوال عقد التسعينيات، فإنه لم يثبت أنها ارتدت الحجاب، أو حرَّمت الفن. بل إن مقربين منها يؤكدون أنها تقضي وقتها في عزلتها الاختيارية في منزل الأسرة بحي الدقي في متابعة برامج التلفزيون والقراءة المتنوعة، وتحيا حياة بسيطة غير مهتمة بوسائل التواصل الاجتماعي، مكتفية بتواصلها التقليدي مع عدد محدود من الأصدقاء وأفراد الأسرة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها