الرقابة السورية المسبقة في مرايا "فايسبوك": قفزة هائلة للوراء

المدن - ثقافةالخميس 2025/04/24
GettyImages-2195493914.jpg
هل هذا "تمهيد لمصادرة الرأي وبناء دولة بوليسية"
حجم الخط
مشاركة عبر
هنا بعض مما جاء في منشورات فايسبوك رداً على قرار وزارة الإعلام السورية بإلزام الناشرين بالحصول على موافقة رسمية من مديرية التقييم الإعلامي – دائرة المطبوعات والنشر – على جميع الكتب المزمع نشرها. ولا يقتصر القرار على الإصدارات المرتقبة فحسب، بل يشمل أيضًا الكتب التي طُبعت من دون موافقة منذ تاريخ 8 كانون الأول 2024.

Tamim Hnaidi
معيب أن يصدر بيان كهذا عن اتحاد الناشرين السوريين، لكن رداءة النص والأخطاء اللغوية لا يمكن أن تكون غطاءً لما هو أهم: وزارة الإعلام باتت تشترط موافقة مسبقة على كل الكتب المنشورة. هذا الشرط الرقابي كان موجودًا في عهد الأسد، ولا يزال قائمًا في العديد من الدول حتى اليوم؛ لكننا الآن في مرحلة بناء، نُجرّب الإدارة الجديدة وكوادرها كما يُجرّبوننا، ولدينا فرصة أخيرًا لأن نطالب بسوريا جديدة ومختلفة، لا تفرض رقابة على الكلمة، ولن نفرّط بها.

Soubhi Halimeh
السيد رئيس اتحاد الناشرين السوريين جانب الصواب في حق أراده، فتسبب بـ "ترند" جديد "ما له طعمة". ما فهمته شخصياً من البيان الذي أثار حفيظة من حفيظته مثارة مسبقاً: على الناشرين السوريين الحصول على موافقة (روتينية لن يعوقها أحد)، للتمكن من المشاركة في معارض الكتاب الخارجية (خارج سوريا) التي تشترط وجود هذه الموافقات بحسب قوانينها الموجودة منذ ولادة مطبعة غوتنبرغ. إذا حدا عنده قراءة مغايرة للبيان غير العودة للقرار 2254 يا ريت تنورونا. مع التأكيد على أن وجود وزارة الاعلام برمتها، خطأ ينبغي تصحيحه، ولكن بدون أن يصبح وجودها ذريعة لإنشاء ممر داوود.

د. أحمد جاسم الحسين    
هل رقابة الكتب في سوريا الجديدة مجدية؟
انتشرت قبل ساعات رسالة موجهة من رئيس اتحاد الناشرين السوريين إلى دور النشر حول ضرورة أخذ موافقة على كل كتاب يطبع من مديرية التقييم الإعلامي بوزارة الإعلام، كذلك بأثر رجعي خلال فترة عدم وجود مديرية للرقابة في الشهور الأخيرة.
هذا يثير عدداً من الأسئلة:
- ما جدوى رقابة طباعة الكتب في ظل وجود فضاء الإنترنت المفتوح؟
- كيف تضع معايير للرقابة؟ ومن سيقوم بها؟ وما هي حدود المسموح والممنوع في كل المجالات؟
-كيف نزيل تلك الذكريات السلبية للرقابة في أنفس الكتاب ودور النشر والسوريين عامة؟
- كانت بعض الكتب تحول إلى القيادة القطرية، إلى أين ستحول الآن؟
- هل سيبقى التعاون موجوداً بين اتحاد الكتاب ووزارة الأوقاف من جهة ووزارة الإعلام من جهة أخرى؟
- كيف تحمي الدول الأخرى فضاءها الاجتماعي والحياتي العام من الكتب السيئة؟
- هل من الأفضل أن تكون الكتب بلا. رقابة ويكون الكاتب ودار النشر مسؤولاً عما ينتج؟
- كيف نمنع الكتب الطائفية وخطاب الكراهية والتحريض والعنصرية والتنمر؟
- هل من الأفضل تفعيل رقابة ما بعد الطباعة؟
كل ما سبق يشير إلى أن الرقابة قضية متشابكة، وهي قد لا تكون مشكلة في حد ذاتها، بل في آلياتها وطرقها وحدودها ومن يقوم بها… والخوف من تحولها إلى أداة قمع… بدلاً من كونها آلية تنظيم!
#وبالحب_بدنا_نعمرها
لي أكثر من كتاب تم رفضه من الرقابة في التسعينات من القرن الماضي فاضطررت لحذف نصوص منه وتغيير عنوانه كي يمرق…
ما وجهة نظركم في ضرورة الرقابة أو عدمها؟

Fayez Allam
أما بعد،
غير أنه التعميم مكتوب بلغة ركيكة، ومليان أغلاط، وما تخلّص من لغة حزب البعث....
1- النقابات والاتحادات شغلتها تدافع عن مصالح الي بتمثّلهن، مو تنقل "أوامر" السلطة. وكان المفروض من اتحاد الناشرين السوريين يقاتل منشان إلغاء الرقابة، ووقت يفشل بهالشي، هو وعم ينقل (أوامر) السلطة، يعتذر من الناشرين ويخبرهم أنه حاول بكل وسيلة ممكنة ليحقق مصالحهم، وما طلع بإيده... وبعدين يقلهم أنه هاد الي (انفرض) علينا، بدل ما يتشكر الوزارة وتعاونها!!
2- المفروض تلتغى الرقابة بكل أشكالها، ببلد طلعت ثورة فيه عم تنادي بالحرية.
النظام السابق كان حافظ الأسد معتبر نفسه (الأب القائد)، والأب بيفرض وصاية على ولاده، لأنه هن جاهلين وهو بيعرف مصلحتهن أكتر منهم... فبالتالي من ضمن مليون مصيبة أو جريمة عملها، فهو كمان: فرض رقابة على المطبوعات...
بعتقد نحن خلصنا من زمن "الأب" وفرض الوصاية ونحن منعرف مصلحتك أكتر منك... مو؟ أو مو "مو"...؟
3- في داعي عيد الجملة المكررة أنه بعصر الانترنت، صار منع كتاب شي مضحك؟
مهما كان الكتاب بيحتوي أفكار بتشوفها خطيرة على المجتمع/ على الإنسان/ على الدين/ على أي شي بدك ياه.... فالواحد فينا كل يوم بيتعرض بالسوشال ميديا لأفكار أخطر بمليار مرة وبطريقة أبسط وأسهل وأشد تأثيراً...
ثم أنه أي كتاب عم يتحول لملف (بي دي اف) مجاني، وينزت بمليون مكان على الانترنت، والحصول عليه أسهل بكتير من الحصول على الورقي، ومتاح أمام الجميع...
4- ماذا يحدث عندما تمنع كتاب في سورية؟
بيروح الكاتب بينشر كتابه الممنوع بسورية... بأي بلد آخر...
الناس لما بيعرفوا أنه الكتاب ممنوع بيصير عندهم فضول أعلى تجاهه...
بعرف كاتب نشر روايته بطبعتها الأولى بسورية وما نجحت كتير، وما كانت ممنوعة، بعدين عمل طبعة تانية منها بدار نشر لبنانية وصار يروّج أنها ممنوعة... وصدق أو لا تصدق: بنى مجده الأدبي كاملاً على هالكذبة...
وتخيّل يا رعاك الله أنه روايته باعت بطبعتها التانية أكتر بكتير من طبعتها الأولى الي كان في منها نسخ هائلة وقت انعملت الطبعة التانية!!
المهم، بعد ما ينشر الكاتب روايته ببلد تاني والناس يصير عندهم فضول تجاه الكتاب أكبر مما لو لم يكن ممنوعاً... فأنت ما فيك شو ما عملت تمنع الكتاب فعلياً من الوجود بالسوق...
رواية "القوقعة" لمصطفى خليفة مثالاً... انباعت بسورية -وقت النظام البائد- كميات مهولة منها... مع أنها مو بس كانت ممنوعة... كان ما حدا بيسترجي يحكي عنها مجرد حكي!
رواية "آيات شيطانية" لسلمان رشدي مثالاً آخر... في حدا ترجمها وطبع نسخة منها وصارت هالنسخة تتصور... وهالنسخ المصورة تدور بين الناس... يعني أنا مثلاً وقت قرأتها أعارها لي صديق كان قد أعارها له صديق... هذا أعارها له صديق ثالث... (بوقتها ما كان الانترنت آخد مجده متل اليوم، وبالتالي كانت الوسيلة هي التصوير الورقي لنسخ قليلة وأنه تتداول هالنسخ بين أيدي القراء بحيث يقرأها الشخص ويمررها لشخص آخر...)
الناس عندا فضول دائماً تعرف الأشياء الي منعتها الرقابة، أو الي صار عليها إشكالية ما... أكتر من فضولها تجاه أي شي غير ممنوع... فالمنع بمطرح من المطارح بيجيب نتائج عكسية للهدف الي الأنظمة بدها ياه.
فمنشان هيك، الذكاء بيقول أنه الدولة ما تفوت بطابوسة "المنع" وفرض الرقابة على المطبوعات... لأنه هي ما بتجيب أي نتيجة، إلا أنه بينقال عنها "دولة قمعية وما فيها حرية تعبير"... يعني: لا بتطول عنب الشام ولا بلح اليمن...

Jan Dost
لا يمكن ولا يجوز أن تعاد سيرة البعث في سوريا ما بعد الأسد. الرقابة على الكتب مرفوضة تحت أية ذريعة. يمكن مصادرة كتاب فيه قدح وذم وإهانة لكن لا يجوز بأي حال وضع رقابة على الكتاب قبل صدوره. هذا تمهيد لمصادرة الرأي وبناء دولة بوليسية. بصفتي كاتباً ومواطناً كردياً سورياً أدين هذا القرار التعسفي.

محمد أمير ناشر النعم
قضيت ردحاً من الزمان ناشراً وأنا أردح في وزارة الإعلام جيئة وذهاباً من أجل الحصول على موافقات نشر الكتب التي كنت أود نشرها. وكنّا، نحن الناشرين، نبصق دائماً على هذه السلطة التي تلزمنا بهذه الموافقة ونقارن بين سوريا وبين بقية البلدان العربية التي لا يتطلب النشر فيها أية موافقة رسمية. يبدو أن السلطة الحالية ما زالت تستعذب بعض قرارات السلطة الأسدية، ولا تستطيع أن تخلع عنها عباءة تلك السلطة البائدة في إجراءاتها وقراراتها الرقابية.
وأظن أن أولى مهمات اتحاد الناشرين السوريين هو الاعتراض على هذا القرار بدلاً من تبليغه.

Samar Haddad
اليوم العالمي للكتاب والحقوق
موضوع هذا العام لليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف هو "دور الأدب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، حيث يسلط الضوء على الدور المحوري للأدب في دفع عجلة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وهو يركز على دور الأدب في إلهام العمل والتوعية بالقضايا العالمية الرئيسية مثل الفقر والجوع وعدم المساواة وغيرها. يتم الاحتفال بهذا اليوم عبر نشاطات عديدة تحتفي بالكتاب حيث تتعاون كيانات متنوعة للتشجيع على القراءة وزيادة الوعي بحقوق الملكية الفكرية. مصادفة حزينة أن يتحفنا اليوم "رئيس اتحاد الناشرين السوريين" بكتابه المتعلق بالرقابة!

 

Marwan Adwan
   
قفزة هائلة إلى الوراء...
في الوقت الذي تتجه فيه معظم الدول العربية نحو تخفيف إجراءات الرقابة، أسوة ببقية دول العالم، فإن أحد أول قرارات وزارة "الإعلام" الجديدة هو فرض رقابة مسبقة على الكتب، سواء للتداول داخل سوريا أو خارجها.
على الحكومة الأولى بعد الثورة التي كانت "الحرية" أولى هتافاتها، والتي دفع السوريون ثمناً باهظاً من أجلها، أن تضمن أبسط حقوق الناس في حرية التعبير والنشر.
وعلى اتحاد الناشرين السوريين ألا يكون ذراعاً تنفيذياً لهذا القرار، بل أن يقف في وجهه، ويعارض أي إجراء يعيد الرقابة المسبقة أو يقيّد حرية النشر. يجب أن يوجّه الاتحاد كتاباً رافضاً للقرار إلى وزارة "الإعلام"، لا أن يشكرها ويدعو إلى الالتزام بتعميمها!
دعم صناعة النشر في سوريا لا يكون بتضييق الخناق على الكتّاب والناشرين، بل برفع القيود عن الكتب، وعدم التدخّل في المحتوى، والمطالبة بإلغاء وزارة الإعلام نفسها، واستبدالها بهيئة ناظمة للعمل الإعلامي.
لا للرقابة على النشر
لا لعودة #مملكة_الصمت


التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث