دمّر النحات السوري، خالد ضوا، عمله الفني الضخم خارج مقر الأمم المتحدة في جنيف، تنديداً بعشرات الآلاف من حالات الاختفاء القسري في سوريا. وفي اليوم العالمي للمخفيين قسراً، ساعد أقارب السوريين المختفين، الفنان، في تفكيك التمثال المصنوع من الخشب والجص والرغوة، باستخدام المناشير والمطارق.
وقال النحات البالغ من العمر 39 عاماً ويعيش لاجئاً في فرنسا، لوكالة فرانس برس: "نحن هنا للاحتجاج ضد النظام، ولنقول كفى. لنا الحق في معرفة الحقيقة".
ويصور تمثال ضوا الضخم، "ملك الثقوب"، والذي يرتفع أكثر من ثلاثة أمتار، حاكمًا بجسد ضخم، ما يعكس إدانة الفنان للقوة القمعية، قبل أن يدمّره بلا هوادة. وجاءت فكرة الاحتجاج من منظمة حقوق الإنسان "حملة سوريا"، التي اقترحت إزالة التركيب الموجود خارج مقر الأمم المتحدة.
وقال خالد ضوا إن "تدمير التمثال، في اليوم العالمي للمختفين، هو وسيلة لإظهار هشاشة نظام الأسد وجميع الأنظمة المبنية على الظلم والعنف والقمع. وهو تذكير بأن محاكمة النظام والإفراج عن جميع المختفين قسرياً يجب أن يكونا أساس أي عملية سلام سياسية في سوريا.
مثل العديد من السوريين، لدي تجربة مباشرة مع وحشية نظام الأسد. تم احتجازي تعسفيًا في العام 2013. عندما أطلق سراحي شعرت وكأنها ولادة جديدة لي، لكني أحمل معي سؤالًا ثقيلًا: ماذا عن الباقين؟"
وكان ضوا في مرسمه في مايو/أيار 2013، عندما أصيب بجروح بالغة بشظايا رصاص أطلقتها مروحية حكومية، وسُجن شهرين بعد مغادرته المستشفى. وللتعبير عن الصراع، فإن ساقي "ملك الثقوب" ووجهه وذراعيه مليئة بالثقوب الصغيرة. وقال ضوا: "نحن في جنيف للمطالبة بمزيد من التقدم لإنقاذ أصدقائنا وأحبائنا. لقد مر عام منذ أن وعدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء مؤسسة جديدة هنا لمعرفة مصيرهم، لكن لم يتم فعل ما يكفي حتى الآن. الرجاء المساعدة في زيادة الضغط بإرسال رسالة إلى ممثل بلدك في الأمم المتحدة - لحثهم على الإسراع في البحث عن أحبائنا المفقودين في سوريا".
أضاف ضوا:"عرضتُ ملك الثقوب، للمرة الأولى العام 2021 في باريس، حيث أعيش الآن، ثم تركته عمدًا لتتدهور بشكل طبيعي لمدة عامين في غابة عامة. أردت تقويض الصلابة الواضحة لرمز القمع هذا. وفي ذلك الوقت، لم تتوقف عمليات الاعتقال والاختطاف، فكان يتم الإبلاغ عن اعتقالات جديدة كل شهر. في الواقع، الوقت ينفد للعثور على أحبائنا، وقد قُتل عشرات الآلاف بالفعل تحت وطأة التعذيب أو المجاعة. وآمل أن يحث عملنا الأمم المتحدة على اتخاذ خطوات ملموسة لكشف الحقيقة بشأن المفقودين في سوريا".
واختفى 157 ألف شخص تم اعتقالهم تعسفياً في سوريا، أو اختطفوا عند نقاط التفتيش أو من منازلهم وأماكن عملهم.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها