وافق مجلس إدارة معهد العالم العربي في باريس بالإجماع، على تعيين الشاعر والديبلوماسي العراقي شوقي عبد الأمير مديراً عاماً جديداً للمعهد.
وفي كانون الأول 2023، تبنى مجلس إدارة المعهد، برئاسة جاك لانغ، قرار مجلس سفراء الدول العربية المؤسِّسة للمعهد، وبالاجماع، ترشيح الشاعر العراقي شوقي عبد الأمير، الى منصب المدير العام. وكان عبد الأمير هو المرشح الوحيد لهذا المنصب المخصص للعرب في إطار البروتوكول المعمول به والذي جعل للرئاسة لفرنسي(ة) والإدارة العامة لعربي(ة).
وكانت وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة، ريما عبد الملك، اختارت الشاعر العراقي شوقي عبد الأمير، شخصية العام 2023 الثقافية في فرنسا، ومنحته وسام الفارس في الفنون والآداب. وأدلى انذاك بتصريح إعلامي قال فيه: "إنَّ هذا التكريم يأتي ليسعدني ويكافئني كشخص، عملت منذ 40 عاماً في هذا الوسط، وهذا الجانب جاءني في الواقع من الآخر قبل أن يأتيني من الوطن الأم، ومن اللغة الأم، جاءني من اللغة الأخرى، ومن الثقافة الأخرى، وهذا العرفان، بقدر ما يسعدني، يثير في نفسي السؤال الأساسي.. مَنْ يجب أن يكرمني أولاً؟".
وشغل عبد الأمير مناصب دبلوماسية عديدة أبرزها: مندوب دولة العراق الدائم لدى منظمة اليونيسكو، ومستشار ثقافي لرئيس الوزراء العراقي، مستشار وناشط في مجال العلاقات الدولية لمنظمة اليونيسكو، ومن خبراء العلاقات الثقافية الدولية فيها. أسّس مشروع "كتاب في جريدة" الذي يعدّ أكبر مشروع ثقافيّ عربيّ تمّ تحت رعاية منظمة اليونيسكو، وما زال إلى الآن رئيس تحريره منذ انطلاقه العام 1996.
قبل منصبه الجديد، كان مستشاراً لرئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ.
تمتد تجربته على أربعة عقود ونيّف من الكتابة الشعرية والتجريب والترجمة، وتشكيل حلقات وصل بين الثقافة العربية المعاصرة والمشهد الفرنسي.
ترأس تحرير عدد من الصحف العربية والمجلات مثل "الصباح" و"بين نهرين". كما عمل ضمن هيئة تحرير مجلة "مواقف" وما زال عضواً في هيئة تحرير مجلة "poésie" الفرنسية.
شعرياً، عبرت تجربته أشكال الكتابة الشعرية المتعددة، فقد كتب الموزون والتفعيلة وقصيدة النثر، وأصدر فيها عناوين معدودة فاقت المجلدات الثلاث على مدى أربعين عاماً.
من عناوينه: "أبابيل" - "حديث نهر" - " ديوان الاحتمالات " - "ديوان المكان" - "خيلاء" - "مقاطع مطوقة - " أنا والعكس صحيح" وعناوين أخرى عديدة متنوعة في السرد والترجمة.
تُرجمت مختارات من قصائده، وبعض دواوينه إلى الفرنسية والإنكليزية ونال جائزة ماكس جاكوب للشعر المترجم في فرنسا.
شكّل عبد الأمير جسراً ذا اتجاهين، وصِلَة وَصل بين الثقافة الفرنسية والمشهد الثقافي العربي. فقد نقل من الفرنسية، ضمن سلسلة نشر التراث الثقافي العربي الإسلامي، كتاباً بعنوان "رقائم الهجرة" - أعمال الحلاج الكاملة. كما ترجم إلى العربية بيكيت وغيوفيك وإكسيلوس، ونقل عن الفرنسية تجربة الشاعر الصيني يو جيان تحت عنوان "الطائرة المؤمنة".
على صعيد آخر نقل إلى القارئ الفرنسي أدونيس وسعدي يوسف وأنطولوجيا الشعر العراقي واليمني.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها