السبت 2024/11/30

آخر تحديث: 14:53 (بيروت)

"ويُقال أعمى.." لخلف علي الخلف: المكان والغجر والموسيقى والرقص

السبت 2024/11/30
"ويُقال أعمى.." لخلف علي الخلف: المكان والغجر والموسيقى والرقص
«وا أسفاه لم يعد للهزيمة معنى»
increase حجم الخط decrease
عن دار جدار للثقافة والنشر بالإسكندرية، صدر ديوان الشاعر السوري السويدي، خلف علي الخلف، الموسوم بـ"ويُقال أعمى". جاء الديوان الصادر في الربع الأخير من 2024، والثامن في مسيرة الشاعر، في 112 صفحة من القطع المتوسط، وضمّ أكثر من خمسين نصّاً موزعة على ستة أقسام، ختمها الشاعر بقصائد إيلينا.

المجموعة هي كتابة للمرحلة الأندلسية حيث عاش الشاعر كما يتضح في نصوصها، وضمّت نصوصا كتبت في ملقة والأندلس وألمرية وجزر الكناري، وقد عبّرت عن موضوعات المكان وشخوصه والغجر والموسيقى والرقص.

كما تناولت الحب من وجهة نظر ثقافية منظوراً إليه من خلال الزمن كما في قصائد إيلينا التي جاءت في آخر المجموعة كقسم منفصل، إذ نجد أن النص منذ البداية سيأتي محمّلاً بفكرة الحب وليس الحب: "ليتني رقصةٌ! رقصة ولدتْ في الكاريبي، كالباتشاتا. أعني سأكون روحاً، تهاجر للدنيا كلها، وتحل في أجساد البشر الفرحين دون خشية الموت"، كما يعالج الهزيمة بوصفها أمراً لا مفرّ منه: " من المؤسف يا إيلينا / ألا يكون للهزيمةِ معنى!"، و: "هناك تأويلات كثيرة لعبارة "وا أسفاه لم يعد للهزيمة معنى" وقد نقولها بشكل مختلف أيضا "حتى الهزيمة يا إيلينا لم يعد لها معنى". في رقصة البرق نحو مصيره تفقد أشياء كثيرة معناها".

يذكر أن خلف علي الخلف، شاعر وباحث ومسرحي وناشر، يحمل الجنسية السويدية ويقيم في مدينة مسقط العُمانية بعد تنقله في مدن وبلدان أوربية وعربية، وصدر له شعراً: نون الرعاة (2004)، التنزيل (2007)، كحل الرغبة (2008)، نواح الغريب: حكاية لم ينقرها الطير (2008) نص، قصائد بفردة حذاء واحدة (2009)، يوميات الحرب القائمة (2015)، العبرة في الحواس (2018)، لنكتب عن السويد (2024). كما تُرجمت له دواوين ونصوص إلى الألمانية والإنكليزية والاسبانية. وفاز بجائزة الفجيرة الدولية لنصوص المونودراما في دورتها الأولى عن عمله «گلگامش بحذاء رياضي».


من نصوص المجموعة:
أشبيلية بعيون صوفي 

حينما قررتْ صوفي أن تزور أشبيلية التي يسميها الإسبان سيفيّا، كنتُ مكتئباً، كنت أعدُّ النجوم من نافذة غرفتي لأغفو، أراجع تاريخ أجدادي السومريين وأتلو على مقام النسيان أغنية بصوت إنخيدوانا لأتعلم نسيان الإعراب والحزن، كنت ميتاً لا يريد الاعتراف بذلك. ذهبت صوفي لوحدها إلى إشبيلية.
كنت أمشي قريبا من دوار Los Hermanos حينما شعرتُ أن كائناً خفيّاً، كقصيدة هاربة من كتاب التساؤلات لنيرودا، تعلق برقبتي وصار محمولاً على ظهري. خطر في بالي أن ذلك من أعمال الجن والهلوسات، فأينما استدرت يبقى التساؤل معلقاً برقبتي ومحمولا على ظهري. لمست يديّ التساؤل، فعرفت أنها صوفي.
بعد أن نزل التساؤل عن ظهري، قلت لها بشغف: كيف رأيت أشبيلية؟ بالإنكليزية.
قالت أنها مدينة عظيمة ولكنها لم تشعر أنها Home كـ ملقا. أضافت بعد نظرة مخاتلة: ربما لأنك في ملقا ولستَ في أشبيلية.
في ذلك الحي الغجري حيث يعيش السكان وفق قوانين قلَّمتها الحضارة الغربية، حضنّا بعضنا كعاشِقَين من زمن اندثر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها