الخميس 2023/02/16

آخر تحديث: 11:16 (بيروت)

اللوحة التشكيلية السورية.. لدعم متضرري الزلزال

الخميس 2023/02/16
increase حجم الخط decrease
في كارثة كبيرة مثل الزلزال، يجد الفنان التشكيلي نفسه أمام عجز كبير. وبينما يدرك أن لجوءه لفرشاته وممارسة عمله المعتاد لن يؤمن خيمة لمنكوب أو قطعة حطب لتدفئة طفل يرتجف من البرد، يكون عَرض إبداعه السابق للاقتناء من قبل بعض ميسوري الحال من المتبرعين هو الحل الأمثل لمقاومة الشعور الجارف بالتقصير. 
قاوم الفنان التشكيلي ياسر الغربي عجزه أمام الفاجعة، بإطلاق حملة بيع اللوحات لصالح المنكوبين، وهو يعتبر أن "العجز يزيد الكارثة". ومن مبدأ "قاتل بنفسك وحرض الفنانين الآخرين وبشكل عفوي ومباشر بلا أي تنسيق" عرض الغربي ثلاثة أعمال للبيع، وحفزته الاستجابة من بعض المشترين على عرض بقية لوحاته للاقتناء في موقعه الرسمي، على أن يختار مقتنو اللوحات الجهة المستحقة التي يستهدفها على شكل تبرّع.
 

وعن التجاوبن يلمّح الغربي إلى حدوثه على صعيدين: "تواصل الفنانين الآخرين وتحفزهم على المشاركة، وإقبال المقتنين على التبرع وبلسَمة جراح المنكوبين والمساهمة في العمل الإغاثي، والتجاوب كان سريعاً، وأتمنى ألا تتوقف هذه الحملات. هبّة الناس والعفوية في التصرف تجاه الكارثة، تلزمها مساهمات متواصلة من الفئات كافة". يضيف الغربي: "شعور الذهول والألم منذ اليوم الأول للكارثة أشعرنا بالضعف والعجز وقلّة الحيلة بشكل لا يوصف، كنا جميعاً في اليوم الأول، كسوريين من كل مشاربنا وبكل أطيافنا، تحت الركام".

أما الرسامة سارة خياط  فتتحدث عن تجاوب جيد من قبل مقتني أعمالها لصالح المنكوبين. رسائل الكترونية عديدة وصلتها من سوريين، فلسطينيين، لبنانيين، وأردنيين. عجز وأفكار مختلطة تسببت بها الصدمة وخففت حدّتها المشاركة في المبادرة. وأمام هذه المشاعر عرضت سارة لوحاتها للاقتناء عبر فايسبوك أيضاً، ونجحت في الوصول إلى متبرعين لم يكونوا يمتلكون دراية كافية بطريقة إيصال مساعداتهم إلى من يستحقها. 

تضيف سارة: "طريقة التبرع هذه سهلة جداً، لا تتطلب أكثر من الدخول إلى لينك الخوذ البيضاء والمساهمة بسعر اللوحة، مع إرفاق صورة الوصل ثم استلام اللوحة عبر البريد الإلكتروني". 


تسعى سارة لتمارس دوراً ما في المجتمع. كرسامة تشكيلية تحاول المساعدة، سواء بالرسم أو بعرض إبداعها للعمل الخيري، وتقول إن "أي فعل حتى ولو كان صغيراً يمكن أن يحدث فرقاً، البلاد تعيش في كارثة منذ أكثر من عقد والكارثة الجديدة زادت مآسي الناس، ولآخر لحظة يمكن للفن أن يعطي وأن يواكب وجع الشارع". 

وفي ظل الكارثة وجدت الفنانة والمهندسة المعمارية ريما الزعبي نفسها أمام مشهد مهول، ماذا يفعل الفنان في هذه اللحظة؟ تقول بأنها لجأت إلى فايسبوك لعرض أعمالها للاقتناء: "الفئة المستهدفة كانت الأصدقاء والمعارف المغتربين وكان تجاوبهم كبيراً من كل البلدان العربية". 
ولأن الظروف المأسوية التي يعيشها السوريون، والتي ضاعف الزلزال من قسوتها، تحتّم على الجميع العمل وفقاً الإمكانات المتاحة، تضيف ريما بأن "إخواننا اللبنانيين لم يقصروا معنا، والشعوب العربية خيرة... المحاولة بحد ذاتها جديرة بالاهتمام، هناك فنانون من دول عربية لجأوا إلى الفكرة نفسها وهم يرسلون ريع أعمالهم إلى سوريا". تتمنى الزعبي أن تمتلك قدرة أكبر على المساعدة لكنها تساهم ضمن المتاح، الخسارة كانت كبيرة جداً ومن بقوا على قيد الحياة بحاجة إلى يد مساعدة ممدودة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها