الأحد 2023/10/01

آخر تحديث: 07:25 (بيروت)

وداعا خالد خليفة... لقد أبكيتنا يا صديق، أبكيتنا جداً

الأحد 2023/10/01
وداعا خالد خليفة... لقد أبكيتنا يا صديق، أبكيتنا جداً
خالد خليفة رحيل مفاجئ
increase حجم الخط decrease
في العام 1997 أو ربما قبلها أو بعدها بقليل، لست أذكر تماماً، كنت أعمل في دار المدى للثقافة والفنون بمقرها الكائن في منطقة ركن الدين الدمشقي. كنت قرأت للتو كتاب "خريف البطريرك" لغابرييل غارثيا ماركيز الذي ترجمه محمد علي اليوسفي.

وذات نهار صيفي دخل إلى الغرفة الصغيرة المواجهة للمدخل، كاتب شاب معروف في الوسط الثقافي والفني، تعرفت عليه في مقهى الروضة، هو خالد خليفة (1964- 2023) حاملاً مخطوطة رواية سماها "دفاتر القرباط". والقرباط هم الغجر. كان يود نشرها في المدى. كنت أقرأ معظم المخطوطات التي ترد الدار للنشر، قلت لخالد خليفة انتظرني بضعة أيام حتى أقرأ المخطوط، وقد قرأت لخالد قبل ذلك رواية اسمها "حارس الخديعة" لم استطع التفاعل معها، وهي تحمل ثغرات التجارب الأولى للكتابة، لكن "دفاتر القرباط" كانت رواية جميلة ومؤثرة، تفاعلت معها وجذبتني إلى أجوائها الأسطورية والساحرة. وتعود بأمكنتها إلى حلب التاريخية وأسرها ونسائها ومعاناة بشرها، لكنني لاحظت أن الرواية تقع تحت هيمنة ماركيز وطريقته في القص، وذلك في "مائة عام من العزلة"، و"خريف البطريرك"، و"قصة موت معلن" و"الحب في زمن الكوليرا" وغيرها من الروايات والقصص، إلا أنني لم أتجرأ على التوصية بنشرها لأن الرواية تدين بشكل واضح الواقع الحزبي والسياسي في سورية. وهو خط أحمر أعرفه جيداً، فقلت لخالد رأيي بذلك لكنني أخبرته بالحقيقة، ثم تابعت لخالد مسلسل سيرة آل الجلالي الذي أخرجه هيثم حقي، وكان يعرض على شاشة التلفزيون السوري، وتمتعت كثيراً بحلقات المسلسل، وشخصياته الحلبية، وتقلبات حياتها وفضائها الاجتماعي.

غادرت سورية إلى العراق مودعاً كتّابها وأماكنها ومقاهيها، وسمعت بوصول رواية خالد خليفة في "مديح الكراهية" إلى القائمة القصيرة للبوكر في العام 2008، ولم أقرأها حتى اليوم. لكن في العام 2014، وبعد وصول روايته "لا سكاكين في مطابخ المدينة" إلى القائمة القصيرة للبوكر تهيأ لي نسخة ب دي أف.

لم أقرأ خالد خليفة منذ "دفاتر القرباط"، لذلك جئت إلى رواية "لا سكاكين في مطابخ المدينة" بفضول، خاصة وهي تتنافس مع رواية كاتب عراقي هو أحمد سعداوي وعنوانها "فرانكشتاين في بغداد". كنت أريد معرفة التطور الذي سار فيه خالد في كتابة الرواية بعد "حارس الخديعة" و"دفاتر القرباط". وجدت تأثير ماركيز ما زال لاصقاً بنمط خالد في كتابة الرواية، وهو أمر لم يدهشني كثيراً، كون معظم الكتاب العرب تأثروا، بهذه الطريقة أو تلك، بأسلوب ماركيز في القص.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها