الجمعة 2022/07/01

آخر تحديث: 15:49 (بيروت)

4 روايات في اللائحة القصيرة لـ"جائزة غسان كنفاني"

الجمعة 2022/07/01
4 روايات في اللائحة القصيرة لـ"جائزة غسان كنفاني"
وزير الثقافة الفلسطينية عاطف أبو سيف
increase حجم الخط decrease
أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية نتائج اللائحة القصيرة لجائزة "غسان كنفاني للرواية العربية"، التي ضمّت الروايات التالية: "قماش أسود" للروائي السوري المغيرة الهويدي، "راكين" للروائية الأردنية نهال عقيل، "أحجية إدمون عمران المالح" للروائي المغربي محمد سعيد أحجيوج، و"قلب على ضفاف الدانوب" للروائي المصري محمد آدم.

وأشارت لجنة التحكيم في مسوغات اختيار الروايات المرشحة للتنافس على الجائزة بوصولها للائحة القصيرة، إلى أن رواية "قلب على ضفاف الدانوب"، اعتمدت بنية تاريخية تحلقت حول مصر في القرن السادس عشر الميلادي، وهو الزمن الذي امتدت فيه سلطات الدولة العثمانية في قارات العالم الثلاث، وتنبئ عن جهد استقصائي كبير تمكن من إضاءة فترة زمنية محددة، وكان قادراً من خلال شخصية الرواية المحورية التي تجوب العالم على التغلغل في إشكالية التجربة الإنسانية في سياق اجتماعي وتاريخ محدد، كما يحسب للرواية تغطيتها للبعد الغائب في الكتابة التاريخية المتمثل في الجانب الدرامي الوجداني، علاوة على التقصي المعلوماتي المدمج بالخيال الفني.

أما رواية "قماش أسود" فترصد حياة سكان "الرقة" السورية وعذاباتهم في الفترة بين "خروج داعش ودخول قسد"، وتقوم على بنية حداثية متتالية، سلطت الضوء على معاناة المرأة في أماكن النزاع المسلح، حيث النساء الضحايا اللواتي، وإن تغايرت فئاتهن العمرية، اشتركن في العيش ضمن ظروف غاية في القسوة. وما يحسب للرواية أن جعلت من النزاعات ميداناً أنثوياً يرصد بدقة الأثر السلبي للسلوك السياسي الذكوري، كما تميزت بقدرتها على وضع شخصياتها في مواقف تكشف الإكراهات التي عاشتها في إطار الحرب المفروضة على المجتمع، والتي جعلتها في زمن أسيرة الخياطة واللباس الأسود، وفي زمن لاحق تستبدله بالقماش الملون.

ووجدت اللجنة أن رواية "راكين" تتوزع بين جماليات الحلم من ناحية ولعنة الواقع من ناحية أخرى، عبر بنية حداثية ترصد تحولات المكان الحضاري والثقافي في المملكة، وخاصة منطقة الجنوب الأردني، الذي يحتضن شخصيات العمل الرئيسة، الذي يحسب له انقسامه بين عالمين تجسدهما امرأتان، صفة الأولى الخواء الروحي والثقافي المحمل بقسط وافر من الخيبات المتتالية، أما الثانية فصفتها هذا القسط الوافر من فضاءات روحيّة متحررة من القيود البالية، في تراوح بين اليومي والرمزي، ويميزها تلك الأنماط اللغوية المتنوعة تماشياً مع طبيعة الشخصيات والمواقف.

وعن رواية "أحجية إدمون عمران" أشارت اللجنة إلى أنها تتوزع ما بين اليهودي "عمران المالح" الناقد المغربي في صحيفة "لوموند" الفرنسية غير المستعد للمشاركة في "عرس الدم الفلسطيني"، وبين اليهودي الماكر "غولدشتاين" الذي يسيطر عليه نوع شيطاني متمرد على الحق، ويحسب لها صياغتها بقدرة فنية لجهة استبطان أعماق شخصيّتين متباينتين في إطار من صراعات درامية متوازنة، تظهر شخصية اليهودي الممزق التائه ويغلب عليه إحساس بالاغتراب، يرافقه تمزق نفسي يعكس قلقاً في المكان والزمان، وهو اليهودي نفسه "الذي لا يجد في أرض الميعاد الأمن الذي وعدته به نبوءة مزعومة"، بحيث تحضر هذه الشخصية قبالة اليهودي المحتمي بظلامية تغير على الحق وأصحابه، وذلك في إطار بنية فنية متماسكة".

وعبّر الكاتب محمد سعيد أحجيوج عن اعتزازه وسعادته لإدراج روايتها على لائحة الجائزة وأسهب: «عندما تواصل معي فريق إدارة التسويق والتواصل في دار هاشيت أنطوان/نوفل يسألني موافقتي لترشيح روايتي لجائزة غسان كنفاني للرواية العربية، في دورتها الأولى، شعرت كما شعرت قبل ثلاث سنوات حين قرأت خبر إطلاق جائزة إسماعيل فهد إسماعيل للرواية القصيرة. كان شعوري يومها خليطًا من السعادة والظفر. فكرت: هذه هي الجائزة التي أريد، فتقدمت بمخطوط روايتي "ليل طنجة" ومرت بضعة أشهر ثم جاء خبر تتويج روايتي. وكذلك فكرت حين رشّح ناشري روايتي لجائزة دولة فلسطين. هذه هي الجائزة التي أريد، قلت، والشعور كان خليطًا من السعادة والترقب المشوب بالأمل. جاء اليوم خبر الإعلان عن اللائحة القصيرة، ومن بين الروايات الأربع المحتفى بها توجد روايتي "أحجية إدمون عمران المالح". هذا تتويج يستحق الاحتفال، وأنا سعيد طبعًا".

وفي كلمة له خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الثقافة في مدينة البيرة المحتلة، وقال وزير الثقافة الفلسطينية عاطف أبو سيف: "يحيي شعبنا هذا العام الذكرى الخمسين لرحيلِ واحدٍ من أبرز قادة حركة التحرر الوطني الفلسطيني، وواحدٍ من أبرز قاماته الأدبية، غسان كنفاني، الذي كتب وقاتل من أجل فلسطين". وأضاف: "في استذكار غسان كنفاني نتذكر كل هذا العطاء في مجالات الأدب والفن والصحافة، عطاء غسان كنفاني الذي ظلَّ يتفاعل ويؤثر ويؤثث لتوجهات شعبنا وقيمه وكفاحه التحرري".

وقالت رزان إبراهيم رئيسة لجنة الجائزة إنه تقدم للجائزة 150 روائيا من مختلف الدول العربية، وقامت اللجنة المختصة بعملية فرز أولية أسفرت عن اختيار 50 رواية انطبقت عليها شروط الجائزة. وأضافت أن هذا العدد تم اختصاره لاحقاً إلى 18 رواية بعد قراءة وتمحيص من أعضاء لجنة التحكيم قبل إعلان اللائحة القصيرة التي ضمت أربع روايات فقط.

وقالت "في تقييمنا للروايات حرصنا على مساءلة ملامح النص الروائي الأسلوبية، وتتبع آليات حركته وتركيبه وفق عناصر جمالية لا تخطئها الذائقة السليمة، وهو النهج ذاته الذي تبناه غسان كنفاني حين صرح بأن عدالة القضية التي يتناولها الأديب لا تحمل صك غفران ولا وثيقة مرور لأعمال أدبية ركيكة". وأضافت: "في عمومها فإن الروايات التي ضمتها اللائحة القصيرة عاينت قضايا عربية راهنة غير منقطعة عن ماضي هذه القضايا، وهي في مجملها كانت موفقة في قراءة مواضع الألم والخلل العربي، وفي ملامسة مشاعر الإنسان العربي وأشواقه وتطلعاته، بما يتفق مع رؤية تدفع باتجاه التفكير بالأدب".

وسيتمّ الإعلان عن الرواية الفائزة بالمرتبة الأولى، في مهرجان إحياء الذكرى الخمسين لاغتيال الكاتب غسان كنفاني، في 17 تموز/يوليو.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها