الإثنين 2022/06/27

آخر تحديث: 07:45 (بيروت)

قضية اغتصاب... تفضّ الشراكة الفنية بين "آفاق" و"معازف"

الإثنين 2022/06/27
قضية اغتصاب... تفضّ الشراكة الفنية بين "آفاق" و"معازف"
increase حجم الخط decrease
غداة الاعلان عن حفلة فنية تقيمها مؤسسة "أفاق" في ميدان سباق الخيل في الذكرى الـ15 لتأسيسها، بالتعاون مع موقع "معازف" (مجلة موسيقية الكترونية)، نشرت مديرة مكتبة "برزخ" في بيروت فاطمة فؤاد، شهادة عن تعرضها للاغتصاب العام 2019 من أحد الموسيقيين في حفلة نظمها موقع "معازف"، وتتضمن الشهادة تفاصيل دقيقة عن وقائع الجريمة في تلك الليلة، من قبل "الموسيقي" وبمساعدة صديقته الفنانة...

بإزاء هذا، تفاعلت القضية في مواقع التواصل الاجتماعي، وحملت الكثير من ردود الأفعال المندّدة بالمجرم والمتضامنة مع الضحية، وانعكست على تنظيم حفلة ميدان سباق الخيل، إذ نشرت مؤسسة "آفاق" بياناً جاء فيه: "على خلفية الشهادة التي نشرتها الناجية فاطمة فؤاد أمس والتي تدين فيها، إلى جانب الفنانين الجانيين، إدارة مؤسسة معازف تحديداً لصمتها وتسترها عنهما وعدم اتخاذها موقفاً من الفنانين المذكورين، وإذ تتزامن هذه الشهادة مع تحضيرات مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق لحفل "ميدان" الشهر المقبل احتفالاً بعيدها الخامس عشر، يهمّ آفاق توضيح ما يلي:

"- نحن في آفاق نتضامن كلياً مع فاطمة فؤاد في ما تعرّضت له وشاركته أمس، ونصدّق الناجيات دوماً ونرفض أي شكل من أشكال التعدي والانتهاك، من دون مساومة.
- إن آفاق لم تكن لديها أية معرفة مسبقة بالحادث الذي شاركته الناجية، لا جملة ولا تفصيلاً، قبل نشر الشهادة ليل أمس.
- إن حفلة ميدان المقرّرة إقامتها يوم 16 تموز/يوليو في بيروت هي حفلة آفاق، فكرة وتنظيماً، احتفالاً بعيدها الخامس عشر وليست حفلة تنظّمها معازف بدعم من آفاق..
- إنّ الشراكة مع مؤسسة معازف في حفلة "ميدان" هي شراكة فنية، شاركت معازف من خلالها مع آفاق في وضع البرنامج الفني للحفلة.
وعليه، وفي ظلّ الاتّهامات الحالية لإدارة مؤسسة معازف، وإيماناً منّا بالمسؤولية التي تحتّم على أي مؤسسة/جهة/فضاء التعامل مع أي اعتداء بحماية الناجيات منه أولاً ومحاسبة المعتدين/ات ثانياً، نعلن فض الشراكة مع معازف فوراً وإنهاء أي دور لها في تنظيم الحفلة وإقامتها.
يتماشى موقفنا هذا مع مبادئنا الراسخة برفض وإدانة أية اعتداءات، ومع إيماننا بضرورة أن تكون المؤسسات الثقافية والفنية مساحات آمنة للعاملات والعاملين فيها ولمرتاديها، محصّنة بآليات واضحة تضمن المحاسبة وتحمّل المسؤولية".

وانعكست القضية سلباً على موقع معازف الذي يتبنى "المعاصرة". فكتب الروائي أحمد ناجي عن القضية في صفحته "وسع خيالك": "المؤسسات الداعمة والممولة لموقع معازف عليها مسؤولية في ضرورة التحقيق في ما حدث ويحدث، وازاي تحول موقع ومشروع نشر، لعصابة إجرامية بتتصرف بالشكل دا. موقع معازف بدأ ولسنين بمبادرة ودعم من عشرات الكتاب والكاتبات اللى كانوا بيكتبوا وينشروا بشكل تطوعي ومجاني ومنهم أنا، بعدها استمر نمو الموقع اعتماداً على دعم مؤسسات وتمويل جهات ثقافية إقليمية وأوروبية، وكلنا كنا فرحانين بأن المشروع يكبر ويتحول لكيان راسخ. لكن واضح أن استمرار إدارة المشروع بصفته عزبة خاصة لأصحابه من دون مجلس أمناء، ومن دون شفافية مالية أو تحريرية، خلاه زي أي كيان ثقافي فاسد عربي، من جهة هو مشروع نشر، لكن ايديهم في السوق كشركة انتاج وتنظيم حفلات... وأي مصلحة وهي مروّحة، كل دا بدون رقابة أو مراجعة مالية أو إدارية أو تحريرية... والنتيجة شبهات فساد، وتستر على جرائم جنائية، ومدير بيستغل منصبه في دعم أعضاء عصابته والتغطية على جرائمهم". وأضاف: "أتمنى لو فيه عاقل (ايوه بقصد مريم النزهى) في معازف أو قريب من الإدارة ينبههم لخطورة اللى حصل وبيحصل وضرورة مراجعة نظم الإدارة والتحقيق وإعلان موقف وبيان واضح من الاتهامات الأخيرة. والمؤسسات الداعمة والممولة انتم مش زكيبة فلوس، وورش التدريب وبرامج الإدارة الثقافية المعيبة اللى بتعملوها هى وصلتنا للجريمة الجنائية الحالية".

من جهته كتب الزميل شادي لويس في صفحته في فايسبوك، تعليقاً على القضية: "بخصوص المؤسسات الثقافية والتستر على جرائم الاغتصاب والجرائم عموماً، واحدة من المشاكل هو أن كتير من المؤسسات اللي عندنا، إن لم يكن معظمها، هي مشاريع فردية، يعني يملكها رسمياً ويديرها شخص واحد أو اتنين تلاتة قرايب أو اصدقاء، وعملياً يملك شخص واحد القرار النهائي في كل شيء، فلما تطلع بيانات تقول "المؤسسة" هتتحقق مع فلان أو علان اللي هو واحد من المتهمين وفي نفس الوقت هو نفسه مالك المكان، فالواحد بيضحك الصراحة. لأنه في هذه الحالة، مفيش مؤسسة ولا في تحقيق طبعاً، يعني مالك المكان هيجيب الموظفين اللي عنده يحاسبوه، وبعدين لو طلع مدان هيعملوا ايه؟ هيفصلوه مثلاً؟ والمشكلة لا يبدو إنه فيه مخرج غير أنه مالك المشروع يقفله وخلاص. وده مثال واضح تاني على ضرورة المأسسة لأي مشروع ثقافي عشان لما تحصل كوارث من النوع ده ما يحصلش هذا التطابق الكامل بين الجرم الشخصي والمؤسسي، أو بالأصل ما كان هيتم التستر على جريمة بكل هذه التفاصيل المرعبة".

ونشر موقع "معازف"، في حسابه في فايسبوك، ما سمّاه "بياناً أولياً على خلفية الجريمة التي تعرّضت لها فاطمة فؤاد في حفلة معازف 2019 في بيروت"، غير أن التعليقات تحت المنشور جاءت سلبية للغاية، وأشار كثر إلى بيان/ات سابق/ة تم حذفها على الأرجح، وأن البيانَين لا يرقيان إلى مستوى الجريمة، بل إنهما يحتويان على تناقض من قبيل عدم معرفة الإدارة بما حصل، وادعاء حذف المواد المرتبطة بالمعتدين من الموقع.

وهذه ليس المرة الأولى التي يضج فيها الوسط الثقافي اللبناني والعربي بقضية تتعلق بالاغتصاب والتحرش، فثمة أكثر من قضية ينظر فيها القضاء(اللبناني)، والمتهمون يعملون في المسرح أو الإخراج... وقضية فاطمة فؤاد سنعكس سلباً في وجدان كثر من المشاركين والمشاركات في الحفلات الفنية...
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها