الأربعاء 2022/05/25

آخر تحديث: 12:38 (بيروت)

ساره شعّار: بيروت، مثلي، تتأرجح في فضاء حدّي

الأربعاء 2022/05/25
increase حجم الخط decrease
خلال إقامتها الفنيّة في كولومبيا، مع صديقها الفنان الفرنسي أنطوان بوغييه، والتي استمرّت 3 أشهر، عبرت مسارات مع السكّان الأصليّين الذين يصنعون الزخارف والرموز ذات المعاني الخفيّة المُشبعة برسائل تغمز إلى حضارة المايا. لفتت انتباهها بقدرتها على سرد قصص شعوب بكاملها وأرادت استكشاف لغتها المرئيّة الشخصيّة من خلالها. وراحت تشتري الأقمشة المُنمّقة التي تتميّز بها مختلف البلدان، وحاولتْ التفاعل معها متوسّلة بلغتها المرئيّة الإنسيابيّة، هي التي يقول عنها النقّاد في نيويورك أنها تنقل أحاسيسها المُخمليّة ونبضها الأنثوي إلى الكانفا.

تستعد الفنانة الشابة ساره شعّار لمعرضها الفردي المُرتقب الذي سيفتتح في آب المُقبل، في صالة عرض "توم كريستوفرسون" التي تتخصّص بالفن الحديث والإنتقائي في كوبنهاغن. تقول لـ"المدن" أثناء تنقلها بين باريس ونيويورك: "كثّفت بحوثي حول الموضوع خلال الشهرين الأولين من الإقامة الفنيّة قبل أن أكتشف الطريقة التي سأعالج من خلالها هذه الزخارف، بحيث أضع لمستي الشخصية عليها من جهة وأسمح لها من جهة أخرى أن تكشف قصصها وخفاياها. في الواقع جذبتني القصص التي تتربّص خلف هذه الزخارف التي ينسجها بعض السكّان الأصليين، لا سيما أن معظمها من توقيع النساء اللواتي واجهن الإحتلال والصعاب والتحديات ومشقّات الحياة، تماماً مثلنا نحن العرب. وها أنا كامرأة عربيّة أعيش في الغرب وأحاول أن أجد نفسي من خلال هذه الرموز الصغيرة وأن أخلق حوارات بيني وبينها". 

وإثر عودتها إلى محترفها في نيويورك، تقول: "تابعت عملي على هذه السلسلة مع الإشارة إلى أنني جلبتُ معي كل الأقمشة التي سحرتني وأردتُ بأي ثمن أن أتحاور معها مرئياً".

اختارت عنوان "The Liminal Space" (الفضاء الحدّي) على اعتبار أنه يُجسّد المرحلة الانتقاليّة من حالة إلى أخرى: "هو الإنتقال من إحساس إلى آخر على سبيل المثال. أو إذا أردنا أن نتعامل مع الموضوع من الزاوية المعماريّة، فإن الفضاء الحدي قد يتجسّد في الأروقة، وفي المطارات هي الممرات المديدة. عندما نكون في الفضاء الحدي نحن نتأرجح بين مكان وآخر، وبين حالة نفسيّة أو جسديّة وأخرى. وفي هذا المكان بالتحديد، نحن ننمو ونتطوّر. في هذا الفضاء نختبر المواقف الجديدة والتجارب التي تجعل حياتنا الداخليّة أكثر ثراءً".

وفي ما يتعلّق بتوسّلها الأقمشة في أعمالها الجديدة، "أنا في الحقيقة وضعتها بدورها في فضاء حدي. في مرحلة انتقاليّة. لم أعمد إلى إزالة دورها وقصتها بل قمت بتغطيتها بتجربتي الخاصة ولغتي الفنية الشخصيّة. تم محوها تقريباً. لكنها ما زالت موجودة، حاضرة في مكان ما".

الإستعارة تُشبه حالة الشابة في هذه المرحلة من حياتها، "هذه المرحلة الإنتقاليّة التي أعبر خلالها جسر التغيير. أحاول أن أكتب قصّة جديدة. وأن أجد بعض الاستقرار وأيضاً بعض التغيير في عملي. ومن هنا استعمالي لكلمة (Liminal) التي تغمز إلى المرحلة الانتقاليّة". 

ومنذ مغادرتها لبنان "إلى أجل غير مُسمّى" في العام 2021، تعيش "مرحلة انتقاليّة... هجرتُ استقراري غير المُستقر في موطني لأكتشف هويتي كلبنانيّة خارج حدود البلد. تجميعي لهذه الأقمشة والزخارف من الأماكن البعيدة عن موطني كانت طريقتي في وضع نفسي في العالم خارج حالتي المعتادة". 

وتُشارك سارة حالياً، وحتى 22 من الشهر الجاري، في معرض "مينار" الجماعي في باريس، وهو أول معرض دولي للفن المعاصر مُخصص لفنانين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. على أن تعرض في أيلول في لندن، في غاليري "ماري – جوزيه" التي تركز بدورها على الفن الحديث. وتقول: "بيروت اليوم تعيش بدورها مرحلة إنتقاليّة. هي تقف حالياً على عتبة مرحلة أخرى وقصة جديدة. بيروت تتأرجح حالياً في فضاء حدّي".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها