الأربعاء 2022/05/25

آخر تحديث: 12:32 (بيروت)

رحيل جورج شامي... كاتب قلق العصر

الأربعاء 2022/05/25
رحيل جورج شامي... كاتب قلق العصر
increase حجم الخط decrease
رحل الروائي والقاص والصحافي والمترجم، جورج شامي (1931-2022)، بصمت وهو اشتهر بقصصه وكتاباته المتنوعة. والراحل الذي انتسب إلى نقابة محرري الصحافة اللبنانية في خمسينيات القرن المنصرم، كان عضواً في مجلسها، وله عشرات المؤلفات في السياسة والأدب والرواية والشعر...

وقال نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي في نعيه: "بحزن كبير وألم عميق أنعي إلى الأسرة الصحافية والإعلامية في لبنان والعالم العربي جورج الشامي، تلك القامة والهامة التي برزت في عالم المهنة وتألقت، وأدت أدوارًا اساسية في تقدمها ونهضتها وتحديثها، وخلفت بصمات لا تمحى على جبينها. جورج الشامي لم يكن عابرًا في دنيا الصحافة التي أعطاها من عقله وفكره وقلبه حتى الرمق الأخير، لم يخل الميدان وظلّ فيه يصول ويجول، ويعطي، بل يزيد عطاء وهو على مشارف العقد التاسع من عمره. ترأس تحرير كبريات الصحف والمجلات، وتجاوزت كتبه ومؤلفاته الخمسين".

كتب عنه الشاعر أنسي الحاج: "لماذا الإنسان مهدد دائماً في قصص جورج شامي؟ لماذا هو خائب حتى في نجاته؟ لماذا هو مشروع مخنوق؟ لأن جورج شامي قصاص معاصر. أي لأنه هو نفسه في أبطاله في قلق العصر". وكتب خليل رامز سركيس: "قصتك: ماذا بقي من القتال، قصة الوطن الذي لا يستحقه إلا القليلون… إنها عندي من أفضل ما ألّف. لكأنها من لحم شعبنا ومن دمه، ومن نفحات روحه ولفحاتها، على معللات لحمة في بلايا تمزق وإحباط".

وكتب الصحافي سمير عطاالله: "إنه ليس قاصّاً وليس أديباً ولا شاعراً كما قيل عنه.. لقد نزع عن نفسه جميع هذه الهالات ليعمل دليلاً للمآسي وصندوق فرجة. قل أن جورج شامي سيد من أسياد القصة الإنسانية".

وجورج شامي من مواليد الأشرفية بيروت، درس الإبتدائية في مدرسة مار مارون الخيرية، وأنهى دروسه الثانوية في مدرسة الحكمة 1949... بدأ العمل في الصحافة العام 1951 في "النهار"، وانتقل ومنها إلى "صدى لبنان" و"الشراع" و"الحياة" و"العمل" و"الرأي العام الكويتي" و"الاقتصاد اللبناني والعربي" و"الحسناء" و"الأسبوع العربي" و"الأنوار" و"الوطن العربي"(باريس) و"المشهد السياسي"(لندن).

دخل السجن العام 1965 وسجن لمدة شهر، بصفته مديراً مسؤولاً لجريدة "الحياة".

له العديد من المؤلفات والقصص ومنها: النمل الأسود 1955، وألواح صفراء 1959، وأعصاب من نار 1963، وزهرة الرمال 1963، ولماذا يا أخي- نشيد 1977، وأبعاد بلا وطن- قصص 1977، وطن بلا جاذبية 1979، ثورة الذات أو البناء طريق التغيير 1980، وقاديشات ألوهو 1998، وعاشقة بألوان قوس قزح 2000.

وفي الرواية: ماذا بقي من القتال 2003، وأول الذهب 2002، وعصير الزنزلخت 2008، وذكريات عارية 2010، وإذا نطقوا…علامات فارقة 2012، وزمن الحداثة  وقصتي مع منح الصلح 2014، وكلب النافذة 2014، وكتاب شعر بعنوان زورق على شاطئ الإنتحار، ومسرحية بعنوان قلوب شجاعة 2014، وصلاة مزامير في هيكل متداع 2014، وأغمار من المودات في زمن الجحود 2015، في قفص الإتهام 2015، إنطباعات سوريالية بين أزرقين 2016، ومطلات رمادية 2016، والحلم والحنين في الذاكرة الحدباء 2016، سمك لبن تمر هندي 2017، رواية طويلة في سيرة عادية 3 أجزاء -ذكريات 2018، والمحارة الباكية رواية 2020.

وآخر ما كتبه كان بالفرنسية وعنوانه "جورج شامي الثائر والمتمرّد" 2021. وكان يعمل على كتابين: قصص قصيرة ومقتبسات نقدية قبل أن تضعف الهمة ويفتك به المرض.

ساهم في ترجمة كتاب "حضارتنا على المفترق" للكاتب الوجودي رينيه حبشي، منشورات الندوة اللبنانية 1960. وترجم له المستشرق الفرنسي ميشال باربو، أربع قصص إلى الفرنسية العام 1962 ونشرت في مجلة "أوريان". وترجم له الى الألمانية قصة "وشرحنا لك صدرك" 1967. نوّه بأدبه، المستشرق الفرنسي فنسان مونتاي في محاضرته "الأدب العربي المعاصر".

كان جورج شامي أحد أعضاء حلقة الثريا (1952-1960) طوال ثماني سنوات، وسكرتيراً للندوة اللبنانية (1960-1962) وعضو المجمع العلمي لمدرسة الحكمة 1994.

أقام في باريس بين 1985 و1991 واكتسب الجنسية الفرنسية وانتقل إلى لندن 1994-2001.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها