الجمعة 2022/05/13

آخر تحديث: 12:50 (بيروت)

محمد مظلوم... سركون بولص و"ملائكة الاسلام" وتهذيب "الكرمل"

الجمعة 2022/05/13
محمد مظلوم... سركون بولص و"ملائكة الاسلام" وتهذيب "الكرمل"
سركون بولص
increase حجم الخط decrease
كتب الصديق أحمد هاشم في صفحته في فايسبوك، إشارة لافتة تتعلق بمقارنة ممكنة بين ترجمتي لقصيدة عواء لألن غينسبرغ ضمن أعماله الشعرية والنثرية الصادرة مؤخراًعن منشورات الجمل، وترجمة سركون بولص للقصيدة نفسها ونشرها في مجلة الكرمل أوائل التسعينيات. اختار أحمد عبارة واحدة على سبيل التمثيل: "Mohammedan angels" وكيف ترجمها سركون إلى "ملائكة الإسلام" متجنباً الإساءة للإسلام تحت وطأة "حس الأقلية" كونه مسيحياً، منوهاً إلى تهذيبه لعبارات أخرى تتصف بالمجون وقد لا تسمح حتى رقابة فايسبوك بمناقشتها!

لا شك إنها انتباهة لافتة وذكية في التشخيص والتأويل. لكن من أجل أن تكون القصة أوضح، أذكِّر أولاً بما كتبته في مقدمة ترجمتي لأعمال غينسبرغ حول ترجمة سركون: "لا شكَّ أن تلك الترجمة كانت محكومةً بشيء من الرقابة، لا نعرف حتى الآنَ ما إذا كانت رقابة ذاتية مارسها سركون على ترجمتهِ، أم مورستْ من قبل مجلة "الكرمل" لا سيما أنها نشرتْ لاحقاً ترجمة مشوَّهة تماماً لنص آخر لغينسبرغ عند رحيله العام 1997".
وبالعودة لتفسير أحمد اللافت، إن سركون نفسه أخذ على ترجمة جبرا لشكسبير، المأخذ نفسه، وفسَّره بتفسير أحمد ذاته تقريباً.

وللتوضيح أكثر أتذكر مقالاً قصيراً لسركون نشر في مجلة فراديس (أرسلها لي الصديق خالد المعالي من كولن-ألمانيا ربما العام 1992) عن ترجمة جبرا لشكسبير: عن مدى دقتها ومشاكلها الأسلوبية. في المقدمة التي ربما كانت مشتركة مع عبد القادر الجنابي – لأن فيها إشارات لترجمات كاظم جهاد عن الفرنسية- هناك إشارة لحذف جبرا كلمات ترد على لسان عطيل في الفصل الخامس-المشهد الثاني حيث بتباهى عطيل، وهو المسيحي، بأنه قتل "ذات مرة بحلب" تركياً مسلماً وصفه بـ"كلب مختون" وقد حاول عطيل من خلال العبارتين استثمار مشاعر التعصب المسيحي ضد المسلمين لترسيخ مكانته في المجتمع الفينيسي المسيحي. عبارتا "ذات مرة بحلب" و"كلب مختون" حذفهما جبرا "المسيحي أيضاً" من ترجمته. وتصف تلك المقالة حذفهما بنوع من المراعاة الدينية وعدم جرح مشاعر القرّاء المسلمين على حساب دقة النص. كانت مقالة سركون تلك متزامنة تقريباً مع نشره لترجمة عواء في "الكرمل"! والواقع أن هناك الكثير من الرقابة (الأخلاقية والدينية) مورست على نص عواء في الترجمة المنشورة! لكن وفق المعطيات التي أسلفت، ربما يحتاج الأمر إلى التأكد من النسخة الخطية الأصلية لترجمة سركون، كما رأى الصديق خالد المعالي عند مناقشتنا للأمر، لنتبين ما إذا كانت الرقابة والتخريجات اللغوية مصدرها رقابة ذاتية لسركون نفسه؟ أم أنها تدخلات "تهذيبية" من مجلة الكرمل؟

(*) مدونة نشرها الشاعر والكاتب العراقي محمد مظلوم في صفحته الفايسبوكية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها