يرى زغزغي الذي في إمكانه أن يروي مئات النوادر عن حياته وسط الحيوانات البريّة، أن الإنسان "يميل إلى تطبيق الأشياء التي يشعر بها على الحيوانات. لكنها في الحقيقة مختلفة عنا. نقطة على السطر".
بدأت قصة ميشال زغزغي مع التصوير في العام 2006، عندما تأخرت الطائرة التي كانت ستقلّه إلى لندن ليُشاهد مباراة "بولو". فقرّر بلا سابق تصوّر أو تصميم أن يشتري آلة تصوير في انتظار الرحلة. وخلال المباراة التقط عشرات الصور التي يصفها اليوم بالسيئة. لكنه وقع أسير الصورة. فجأة، وجد نفسه في العام 2022، وقد عاش آلاف الساعات في الطبيعة مع كائناتها التي لا تُريد منّا أكثر من أن نتركها لقدرها. وزار عشرات البلدان التي تستضيف الكائنات المفترسة المُهددة بالإنقراض. من الهند إلى القطب الشمالي وصولاً إلى المحيطات الجنوبيّة.
"على الإنسان أن يحترم مساحتها، وقوانينها. هذه الحيوانات لا تقتل بدافع إجرامي. الإفتراس من العناصر المحوريّة في طبيعتها. لكنها اليوم تعيش تحت رحمتنا". فسمك القرش، بحسب زغزغي، ليس القاتل في هذا الكوكب، بل "هو الضحية. أقل من 10 أشخاص يُقتلون بفعل هجوم أسماك القرش، سنوياً، في حين أننا نحن البشر نقتل أكثر من 70 مليون منها".
يعشق ميشال زغزغي القطط. لا يمل من تصويرها. وهي من أكثر الكائنات المهددة بالإنقراض في العالم. على سبيل المثال، يذكر أن النمور الطليقة لا تتعدّى البضعة آلاف، "ومن المستحيل إدخال نمر أسير إلى البريّة، إذ إن الأم تحتاج إلى ما يقارب السنتين لتمرّن صغيرها على حماية نفسه وكيفية التعامل مع الحيوانات الأخرى ومع الإنسان".
هذه الحيوانات التي نصفها بالمفترسة وعديمة الرحمة، يُمكن أن تكون، بحسب زغزغي، الأكثر حناناً مع أبناء جنسها، "وهي تفترس للتمكن من البقاء على قيد الحياة".
في صوره الأقرب إلى لوحات تشكيليّة، يستمتع زغزغي كثيراً بلعبة الضوء. "الإضاءة الطبيعيّة تضيف الكثير من السحر إلى الصورة. نادراً ما أتوسّل الفوتوشوب. المسألة بالنسبة إلي كمصوّر، تكمن في لعبة الضوء وإنعكاسه. أعشق الضباب في الصُور. أعتبره من العناصر الأكثر غموضاً. في الحقيقة لا أميل إلى الصور التي تطل من خلال إضاءة واضحة. كما لا أحب الطقس الجميل عندما أريد التصوير. أريد أن ألتقط المشاهد التي تخرج من الظلمة وتلك التي تستريح على الغموض أو الصوفيّة".
يعمل ميشال زغزغي حالياً على كتاب جديد، مع الإشارة إلى أنه وقّع العديد من الكتب خلال السنوات الماضية ونال جوائز عالميّة. "أمنيتي الكبيرة تبقى أن يفهم الإنسان أنه لا يملك الكرة الأرضيّة. نحن مجرّد كائنات نزورها برفقة كائنات أخرى. أستطيع أن أتحدّث لساعات عن الإحباط الذي يغلّفني كمصوّر عندما ألمس بطريقة مباشرة ما يقترفه الإنسان من جرائم بحق الطبيعة. بإمكاني أن أصف الحزن العميق الذي أشعر به في داخلي عندما أكتشف بأن جهودي لن تنجح في نشر الوعي. جلّ ما يمكنني أن أقوله ببساطة هو أن هذا الكوكب ملك للحيوانات أيضاً".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها