الأربعاء 2022/11/30

آخر تحديث: 11:13 (بيروت)

روميو لحود مع صباح.. عشرة أعوام قبل القطيعة(1)

الأربعاء 2022/11/30
increase حجم الخط decrease
بدأ روميو لحود مسيرته الفنية مع صباح في بعلبك العام 1963 حيث أشرف على تقديم مسرحية "الشلال". استمر التعاون بين الشحرورة والفنان الناشئ في السنوات التالية، وتحوّل إلى شراكة متينة بين 1967 و1972، غير أن هذه الشراكة تصدعت بشكل دراماتيكي في مطلع 1973، وتحوّلت سريعاً إلى قطيعة تامة.

في العام 1963، اختارت لجنة مهرجانات بعلبك روميو لحود ليشرف على "الليالي اللبنانية"، وكان يومها وجهاً جديداً. قدّم الفنان الناشئ مسرحية "الشلال" من بطولة صباح، من دون أي يكون له أي دور في تأليفها وفي تلحينها. كتبت القصة شقيقته ألين، وصاغ الحوار يونس الابن، ووضع الموسيقى وليد غلمية وتولّى إدارتها، وصمّم الرقصات نهاد شهيب وسركيس باسكاليان، وأشرف على التدريب فرانز باور بانتولييه، واكتفى روميو بالإشراف على تنفيذ هذا العمل الاستعراضي.

بعد "الشلال"، أنشأ روميو فرقة خاصة به، وقدّم في مسرح فندق فينيسيا استعراض "موّال"، "أوّل البرامج الفولكلورية اللبنانية"، بحسب الإعلان. في الواقع تبنّى هذا البرنامج بشكل كامل، التقليد الذي دشّنته لجنة مهرجانات بعلبك في صيف 1957، وشكّل استمرارية له. تحت إشراف صبري الشريف ورعايته، أنشأت اللجنة البعلبكية فرقة للرقص الشعبي، ورفعت شعار الفولكلور اللبناني. من هذه الفرقة، انبثقت "الفرقة الشعبية" التي أسّسها صبري الشريف مع الأخوين رحباني في 1960، وفرقة "الأنوار" التي أسّسها سعيد فريحة في الحقبة نفسها. بدوره، انشأ روميو فرقة أخرى حملت لواء الفولكلور، وضمّت هذه الفرقة العديد من الوجوه التي شاركت في "الشلال"، وحملت في أول عهدها اسم "فرقة موال لمسرح فينيسيا"، وأحيت "مهرجان الأرز الدولي الثالث" في الصيف، حيث قدّمت عرضاً بعنوان "أحلام الأرز".

في هذا العرض، استعاد روميو لحود لوحات قدمها في "موال"، وقدّمها ضمن قصة وضعتها شقيقته ألين، مؤلفة قصة "الشلال". كتب موريس عواد الحوار والأغاني، وشارك يونس الإبن بتأليف أغنيتين، وأشرف بيرج فازيليان على الإخراج، وصمّم الرقصات سركيس باسكاليان، وقام انطوان كرباج بدور الراوي. جاء هذا العرض بعدما قدّم الأخوان رحباني وصبري الشريف مع الفرقة الشعبية في صيف 1964 مسرحية "بياع الخواتم" في الأرز، وافتتحت فيروز يومها هذه العروض بقصيدة جبران خليل جبران "أعطني الناي" من تلحين نجيب حنكش. اتّبع روميو لحود هذا الخط في "أحلام الأرز"، وافتتح العروض بقصيدة أخرى لجبران هي "الشحرور" من تلحين وليد غلمية، وإداء عصام رجي.

تابع روميو لحود هذه المسيرة بخطى ثابتة على خشبة مسرح فينيسيا، وقدم في مطلع 1966 "ميجانا"، وساهم زكي ناصيف في تلحين هذا الاستعراض الذي لمعت فيه صباح كضيفة شرف. وجاء في الإعلان: "أضخم انتاج مسرحي لبناني، سبعة مشاهد، ثمانون فنان وفنانة، ساعتان من أروع المشاهد، انتاج روميو لحود". دخل الأخوان رحباني عالم السينما مع "بياع الخواتم" في 1965، وسارع روميو لحود إلى الدخول في هذا العالم، وقدّم فيلم "موّال".  افتتحت أولى عروض هذا الفيلم في خريف 1966، وكان من انتاج وتوزيع الشركة السينمائية للإنتاج والتوزيع، ومن "بطولة صباح وفرقة مسرح فينيسيا"، كما جاء في بطاقات الدعوة لعروض حفل الافتتاح. حمل الفيلم توقيع محمد سلمان الذي كتب كذلك القصة والسيناريو، وأشرف وليد غلمية على قيادة الموسيقى، وصممّ سركيس باسكاليان الرقصات، وأشرف شفيق هاشم على الاستعراضات التي قدّمتها "فرقة فينيسيا للرقص الشعبي".

من بعلبك إلى باريس
واصل روميو لحود مشواره في صالة فينيسيا، وقدّم العام 1967 استعراض"عتابا"، "وكان مشتملاً، الى جانب الفن الشعبي اللبناني، على مشهد من البادية يظهر التقاليد العربية العريقة بأبهى مظاهرها، كما ضمّ مشهداً جرت أحداثه تحت البحر، وذلك بواسطة التفنن في الديكور"، كما كتبت "الشبكة" يومها. في ذلك العام، أعلنت مهرجانات بعلبك عن مسرحية جديدة من إعداد روميو لحود، بطلتها صباح، وعنوانها "القلعة"، لكن هذا العرض تأجل بسبب هزيمة 1967، واستعيض عنه بحفلة منوعات أعدّها روميو لحود. قُدّمت "القلعة" في العام التالي، وفي هذا العمل، ظهر اسم روميو كمؤلف وملحن للمرة الأولى، فكانت "يا مسافر وقف عالباب" من تأليفه وتلحينه، وكانت "قديش قضينا سوا" من تأليفه وتلحينه بالمشاركة مع وليد غليمة، كما كانت "قلعة كبيرة وقلبها كبير" و"مش عيب تكذب" من تأليفه وتلحين وليد غلمية، وكانت "مش كل السني" من تلحينه وتأليف موريس عواد.


في مطلع العام 1969، سافر روميو لحود إلى باريس مع فرقته الفولكلورية إلى باريس لإحياء حفلة في 20 كانون الثاني على خشبة "صالة الأولمبيا"، وشاركت صباح في هذا العرض كضيفة شرف. حملت الحفلة عنوان "الليالي اللبنانية"، وهو العنوان التي عُرفت به الليالي المحلية في مهرجانات بعلبك الدولية، وحوى برنامجها المعلن مجموعة من لوحات غنائية راقصة قدّمتها فرقة روميو لحود في السابق ضمن عروضها الاستعراضية في مسرح فينيسيا. بعد باريس، توجه روميو لحود مع فرقته إلى بلجيكا لتقيم خمس حفلات في أربع مدن، أولاها حفلة في بروكسيل، وشاركت صباح كذلك في هذه الحفلات.

إثر هذه الرحلة، اضطر روميو لحود إلى ترك مسرح فينيسيا في شباط 1969، بعدما قضت محكمة الاستئناف المدنية في بيروت بإعلان افلاسه، غير أنه تابع العمل من دون كلل، وبعد بضعة أشهر، سافر من جديد مع فرقته وصباح إلى العراق بدعوة من السيد عبد الله الشريف وإسهام وزارة السياحة اللبنانية. بدأت هذه الجولة الفنية في بغداد في 13 أيار، حيث جرى تقديم عشر حفلات، تلتها سلسلة من العروض في عدد من الألوية العراقية. مع صباح، ايضاً وأيضاً، قدّم روميو لحود في نهاية ذلك العام سهرة تلفزيونية من انتاجه حملت عنوان "المواسم"، وفيها غنت الشحرورة من كلماته ومن تلحين عصام رجي "يا ناس الدنيي دولاب".


في هذه الحقبة، نشب الخلاف بين روميو لحود ورفيق مسيرته وليد غلمية، وقال الأخير "انه كان يستشير روميو في بعض الألحان التي كان يعدها للمهرجانات التي تعاون فيها معه"، منها لحن "يا مسافر وقف عالدرب" التي غنتها صباح، ولحن "قديش قضينا سوا" التي أداها عصام رجي، ولحن "مش كل السني" التي أداها الكورس. أنفصل روميو لحود عن رفيق دربه وليد غلمية إثر هذا الخلاف، وعاد إلى بعلبك في 1970 حيث قدّم مغنية شابة تُدعى نزيهة مكرزل، اكتشفها وأطلق عليها اسم "مجدلا". في المقابل، لعبت صباح دور البطولة في مسرحية قُدّمت في جبيل تحت عنوان "الوهم". غاب روميو عن هذه المسرحية، وحضر فيها العديد من الذين الذي شاركوا في صناعة أعماله السابقة، ومنهم موريس عواد الذي كتب قصة المغناة وشعرها، وليد غلمية الذي وضع اغلب ألحانها، وبيرج فازيليان الذي قام بإخراجها.

(*) يتبع حلقة ثانية عن خلاف لحود مع زوج صباح، النائب جو حمود.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها