الأربعاء 2022/11/30

آخر تحديث: 15:48 (بيروت)

معرض بيروت للكتاب 2022: تشاؤل و"ريجيم" دور النشر

الأربعاء 2022/11/30
معرض بيروت للكتاب 2022: تشاؤل و"ريجيم" دور النشر
أدى رفع صور قاسم سليماني في أحد الأجنحة الإيرانية، العام الماضي، إلى إشكال وتضارب (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
تحت عنوان "أنا أقرأ بتوقيت بيروت"، يفتتح "النادي الثقافي العربي" و"نقابة اتحاد الناشرين"، "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" في دورته الـ64، في الفترة الممتدة من 3 إلى 11 كانون الاول/ديسمبر2022 في قاعة "سي سايد" واجهة بيروت البحرية.

ويأتي المعرض الآن بعد موجة أزمات، اقتصادية وأمنية وصحية، بل حتى قاعة المعرض كانت قد تضررت بفعل انفجار مرفأ بيروت. وحين قرر النادي الثقافي العربي فتح دورة للمعرض، في آذار الماضي، حصل خلاف مع اتحاد الناشرين، وقاطعته معظم الدور الأدبية البارزة، وشاركت الدور الإيرانية العام الماضي، بكثافة، ما تسب بأزمة سياسية بسبب وجود صور قائد فيلق القدس قاسم سليماني في أحد الأجنحة.

واعتبرت سلوى بعاصيري، رئيسة النادي الثقافي العربي، في تصريح لـ"فرانس برس"، أن ما حدث في الدورة السابقة في هذا الشأن "لم يكن مقبولاً"، مؤكدة أن "الكل سيلتزم طبيعياً شروط الاشتراك، وهذا معرض كتب فقط ليس لملصقات ومواقف سياسية". وشددت على "حياد المعرض" الذي يشكّل "فضاءً ثقافياً رحباً للجميع" و"يجب الاّ يتصف بلون معين"، مشيرة إلى أن الإدارة تمنت على كل دور النشر "التقيد باحترام المكان والثقافة والرأي الاخر".

وقالت بعاصري في مؤتمر صحافي عقدته في مقر النادي الثقافي العربي في الحمرا: "يأتي انعقاد معرض بيروت العربي الدولي للكتاب كما جرت العادة ليلبي تعطش اللبنانيين إلى حياتهم الثقافية بكل زخمها وانشغالاتها، فهو من أبرز أدوات التداول الثقافي وهو ساحة لقاء مفتوح وحيز رحب لتبادل الأفكار ومنبر للكلمة الحرة، فضلاً عن كونه مرآة لشبكة علاقات متسعة تربط مختلف الأطراف العلمية والفكرية والثقافية بكل مكوناتها لترفد فعاليات المعرض بأفكارها ورؤاها والتي من شأنها أن تشكل منارة نستضيء بها في وجهتنا نحو الآتي من الأيام ". ورداً على اسئلة الصحافيين حول أسعار الكتب، قالت: "إن هذا الأمر متروك لدور النشر مع التمني عليهم مراعاة أوضاع وظروف الناس الإقتصادية والإجتماعية".

وحول ما أثير عن ضيق المساحات المعطاة لدور النشر، قالت: "إن المساحة المتاحة تبلغ 2220 متراً بينما كانت قبل إنفجار المرفأ 10 آلاف متراً مربعاً، وهذا ما جعلنا نسعى جاهدين لتأمين مشاركة أكبر عدد ممكن من دور النشر وفق المساحة المتاحة".

واليوم يعود المعرض، وسط "تشاؤل" في خضم انشعال الجمهور بمونديال 2022 في قطر، وارتفاع الدولار. وتشمل الدورة الحالية، إلى جانب مشاركة الناشرين اللبنانيين والعرب، مشاركة لدور النشر المستورِدة للكتب الفرنسية كما الدور الفرنسية المتعاونة معها، الأمر الذي "يؤشر الى الريادة المعهودة لبيروت في عملية النشر والى الدور المحوري لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب في نشر الثقافة وانفتاحها على سائر الثقافات العالمية"، كما جاء في بيان للنادي الثقافي العربي في بداية الشهر.

لكن الريادة التي تحدث عنها البيان تنفيها الوقائع المعلومات، فسلوى السنيورة بعاصيري قالت إن ما يميز النسخة الحالية هو الإصرار على المضي في إقامتها في ظل أزمة اقتصادية حادة أدت إلى انهيار العملة الوطنية واتساع دائرة الفقر والبطالة، ما شكّل إلى جانب جائحة كوفيد-19 وتبعات انفجار مرفأ بيروت عوامل مهمة في تراجع حركة النشر في لبنان. إلا أنها لاحظت في تصريح أن لـ"فرانس برس"، "وجود إصدارات عديدة حديثة يعني أن حركة النشر لم تتوقف وكذلك حركة الكتابة"، مؤكدة أن "الفكر اللبناني متقد ولم يتوقف أيضاً".

وانخفض عدد دور النشر المشاركة في المعرض من أكثر من 240 من لبنان والبلدان العربية والعالم، إلى 133 هذه السنة، بعدما كان قد بلغ نحو 79 في الدورة السابقة في آذار/مارس الفائت. وتستمر المشاركة العربية "خجولة"، بحسب بعاصيري، في النسخة الجديدة من المعرض والتي تضم دور نشر من مصر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وأضافت: "ثمة دور نشر اعتادت أن تأخذ مساحات واسعة، لكننا اضطررنا للأسف إلى مراعاة الجميع بغض النظر عن حجم كل دار، وحددنا المساحات المطلوبة، وأعطينا فرصة لدُور ناشئة تُعتبر حديثة مقارنة مع دور نشر لها عراقة تاريخية".

تقلّص مساحة معرض بيروت، يحصل في مرحلة انتعاش المعارض الخليجية في أكثر من عاصمة، ويأتي بالتوازي مع انخفاض نسبة النشر في بعض الدور بنسبة 70 في المئة، بسبب أزمة الدولار من جهة وأزمة شراء الكتب الورقية من جهة ثانية، اذ بات معظم الناس يستخدمون الهواتف للقراءة (لنا عودة لأبرز إصدارات المعرض غداً)...

وتزخر فعاليات المعرض ببرنامج ثقافي، يتضمن ندوات عن "صعود الرواية" بمشاركة الكسندر نجار وعباس بيضون وحسن داوود، ومناقشة كتب الراحل فارس ساسين بمشاركة مارلين كنعان ورشا الأمير وشبلي الملاط، ومئوية فرح أنطون ويتحدث فيها خالد زيادة وكرم الحلو بإدارة انطون سيف، وندوة حول كتاب "الديوان الأخير" لخليل حاوي، بمشاركة سليمان بختي ومحمود شريح... ومناقشة كتاب "زواج المبدعين" لشوقي بزيع، وندوة حول كتاب "تاريخ لبنان المعاصر" لمسعود ضاهر. و"اليوم العالمي للغة العربية 24/24" بمشاركة كلّ من: يحيى جابر وهادي زكّاك. إلى جانب ندوات أُخرى متنوّعة المواضيع، حول واقع المسرح، والتنمية العربية، والدستور والميثاق وأدب اليافعين ومناقشة كتب وتكريمات أدبية لأدباء رحلوا مثل جبور الدويهي ووجيه فانوس وميشال جحا وسماح ادريس وملحم شاوول ورياض الريس وسواهم.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها