الثلاثاء 2022/10/04

آخر تحديث: 20:18 (بيروت)

نوبل للآداب بين روسيا والإسلاموفوبيا والمغرب... هل تكون مفاجأة؟

الثلاثاء 2022/10/04
نوبل للآداب بين روسيا والإسلاموفوبيا والمغرب... هل تكون مفاجأة؟
الطاهر بن جلون مرشحا لنوبل
increase حجم الخط decrease
قالت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها إن الأوساط الأدبية تترقب، الخميس، اسم الفائز بجائزة نوبل الآداب هذه السنة، لمعرفة هل سيكون أحد الكتّاب الكبار، أم اسماً يشكّل اكتشافاً، ولا يستبعد البعض مفاجأة من المنظمين الميّالين إلى إبراز المؤلفين المغمورين.

فبمنحها الجائزة في العامين الأخيرين على التوالي، للشاعرة الأميركية لويز غلوك، وللروائي الزنجباري البريطاني عبد الرزاق قرنح، اختارت الأكاديمية الأسوجية المسؤولة عن الجائزة الأدبية الأشهر إبراز مؤلفين لم تُترجَم مؤلفاتهم كثيراً وغير معروفين حتى لدى دوائر قطاع النشر.

وتقرّ رئيسة قسم الأدب في الإذاعة الوطنية السويدية لينا كالمتيغ بأن توقع اسم الفائز بالجائزة "بات أكثر صعوبة" بعد نتيجة العام الفائت، وروت كيف عمّت المفاجأة الاستوديو عند الإعلان عن فوز قرنح. أما رئيس القسم الثقافي في صحيفة "داغينز نيهتر" السويدية، بيورن فيمان، فيقول: "أعتقد أن ثمة رغبة في اسم معروف أكثر هذه السنة نظراً إلى مفاجأة العام الفائت".

والأكاديمية اليوم في طور التعافي من أزمة طويلة بعد فضيحة تندرج إطار موجة #مي_تو شهدتها العام 2018، والضجة التي أثارها في العام التالي منح جائزة نوبل للكاتب النمسوي بيتر هاندكه، الذي اتخذ مواقف عنصرية ومؤيدة للرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش المسؤول عن فظائع في البلقان.

ويلاحظ بيورن فيمان، في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن "الاكاديمية باتت مهتمة بصورتها في ما يتعلق بالتنوع وتمثيل الجنسين بطريقة مختلفة تماماً عما كانت عليه قبل فضيحة 2017-2018". ويضيف: "لقد انضم إليها أشخاص جدد كثر، لديهم آفاق أخرى ومراجع أخرى". كذلك استحدثت الأكاديمية العام 2020 مجموعة خارجية جديدة من الخبراء في مناطق لغوية مختلفة بعدما تعرضت للانتقاد لافتقارها إلى التنوع في اختيار الفائزين.

ومنذ الهزة التي أحدثتها فضيحة الفرنسي جان-كلود ارنو، زوج عضو الأكاديمية الشاعرة كاتارينا فروستنسون، والاضطرار إلى تأجيل الإعلان عن جائزة 2018 لمدة سنة، فازت بالجائزة سيدتان هما البولندية أولغا توكارتشوك، ثم الأميركية لويز غلوك، فيما حصل عليها رجل واحد. وتشكّل هذه الغلبة النسائية في الأعوام الثلاثة الأخيرة مدعاة تفاؤل للمؤلفات المُتداوَلَة أسماؤهن كمؤهلات للفوز، ومنهنّ الأميركية جويس كارول أوتس، والفرنسيتان آني إرنو، وماريز كوندي، والكندية مارغريت أتوود. وقد حصلت 16 امرأة على الجائزة الأدبية المرموقة منذ تأسيسها، كانت أولاهنّ الكاتبة السويدية سلمى لاغيرلوف العام 1909.

ومن بين المحتمل منحهنّ الجائزة أيضاً الروسية لودميلا أوليتسكايا التي سيكون فوزها، لو حصل فعلاً، بمثابة رسالة مناهضة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. ويرى فيمان أن من شأن منح أوليتسكايا الجائزة "أن يجعل الناس يتفاعلون”، إذ يسلّط الضوء على معارضة المؤلفة للكرملين، وعلى الثقافة الروسية في خضم الحرب في أوكرانيا. ويشدد على أن "هذا النوع من الجدل الفكري حول جائزة نوبل مطلوب ومرغوب".

مراهنات على الإسلاموفوبي الفرنسي ويلبيك
وبحسب "فرانس برس"، ففي مواقع المراهنات، تبدو كفّة الفرنسي ميشال ويلبيك المرجّحة، وهو معروف بمعاداته للإسلام، ونشر في 2015 رواية بعنوان "الاستسلام" تخيل فيها وقوع فرنسا في مستقبل قريب (في 2022 حتى!) تحت سلطة حكومة إسلامية! وثمة جدل كبير بين معجبيه الذين يعتبرونه خليفة للماركيز دي ساد وشارل بودلير، وبين منتقديه الذين يعتبرونه "بائعاً متجولاً ببضاعة فاسدة". وهو يتقدم على الشاعرة الكندية آن كارسون، أو سلمان رشدي الذي نجا من محاولة قتل في آب/أغسطس. ولم تشجب الأكاديمية إلا في العام 2016 الفتوى التي استهدفت مؤلّف "آيات شيطانية"، من منطلق حرصها على الحياد، ما أثار استياء عدد من أعضائها.

ومن الأسماء المتداولة دائماً أيضاً الكيني نغوغي وا ثيونغو، والمجري لازلو كراسزناوركي، والأميركيان توماس بينشون ودون ديليلو. ويقول الناقد الأدبي في "داغينز نيهتر"، يوناس ثينتي: "روايات ما بعد الحداثة الأميركية لم تحصل على أي جائزة حتى الآن". ومن المرشحين الآخرين، النروجيان جون فوس وكارل أوف كناوسغارد، اللذان قد يعيد فوز أي منهما، إذا حصل، نوبل إلى مهدها الاسكندنافي، بعد أكثر من عشر سنوات على منح جائزة الأدب للسويدي توماس ترانسترومر.

أما الناقدة الأدبية في صحيفة "غوتبورغز-بوستن"، ماريا هيمنا رامنيهيل، فتفضّل فوز الفرنسي المغربي طاهر بن جلون، أو الكرواتية دوبرافكا أوغريسيتش. وتشرح قائلة: "أعتقد أن لكليهما، ولو بطريقة مختلفة، مؤلفات تتناول الهويات". وتضيف: "يتحدثان عن هويتيهما بطريقة معقدة ويسلطان الضوء على واقع متشابك يصعب فهمه ولا يمكن تفسيره بحلول بسيطة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها