الإثنين 2022/01/10

آخر تحديث: 12:05 (بيروت)

أشرف العشماوي لـ"المدن":الكتابة عن المهمشين مغرية..شرط أن تحتوي جديداً

الإثنين 2022/01/10
أشرف العشماوي لـ"المدن":الكتابة عن المهمشين مغرية..شرط أن تحتوي جديداً
القاضي والروائي: لا يشغلني موقعي بين الكتّاب.. لكني أخشى من الزمن على ذاكرتي وشغفي
increase حجم الخط decrease
جمعية سرية قد تقابل أعضائها في أي مكان حولك. يحاولون تخفيف معاناة غيرهم وتصحيح أخطاء سنوات من الظلم والممارسات الخاطئة؛ يساعدون المحتاج ويكسون العاري ويوظفون العاطل ويعالجون المريض ويحتوون المنبوذ، لكنها ليست جمعية تقليدية للتكافل الاجتماعي، فخدماتها قد لا تتم بالضرورة بالطرق الشرعية، وأعضاؤها لا يجدون غضاضة في الالتفاف على القانون ما دام لم ينصفهم وأدار لهم ظهره من البداية، فبماذا فادتهم النزاهة، وما الضير لو اضطروا لبعض المخالفات للحصول على القليل من الحياة الآدمية؟! أعضاء تلك الجمعية، هم أبطال أحدث روايات الكاتب أشرف العشماوي ومنهم استمد عنوانها "الجمعية السرية للمواطنين".

تبدأ أحداث الرواية من لحظة سرقة لوحة "زهرة الخشاش" من متحف محمود خليل في القاهرة في سبعينيات القرن الماضي، وتنتهي مع بداية الألفية الجديدة تقريباً، راصدة تحولات القاهرة خلال كل تلك السنوات الطويلة، التحولات السياسة والاجتماعية التي غيرت شكل المدينة وألقت بظلالها على مواطنيها فرسمت وحددت ملامح حياتهم. اختار العشماوي 16 منهم كعينة عشوائية رسمهم في لوحة عملاقة نرى من خلالها كيف يمكن تحويل المواطن العادي إلى قنبلة موقوته!

عبر نماذج واضحة يطرح العشماوي في روايته أسئلة حول قيمة الحقيقة وقوة تأثير الزيف في مواطنين مهمشين يحاولون شق طريقهم في حياة تعاندهم، ويسأل: لماذا تركوا غريب (عضو مجلس الشعب الفاسد) عشرين عاماً يقيم العشوائيات، ويمد لها المرافق ثم يطالبون من ساروا خلفه بسداد الضرائب؟ ولماذا تركوه يسرق لوحات غيره وينسبها لنفسه واعتبروه فناناً بل ربما وزيراً قد يحلف اليمين في أي لحظة؟ لماذا تركوا الإخواني مدحت الصيدلي وأصحابه يوزعون الملازم التعليمية ومواد التموين بدلاً منهم؟ لماذا تركوا لهم الزوايا والمساجد وحرّموا على الباقين المعارض الفنية وحاربوا الندوات الثقافية؟ لماذا يسهل القبض على المواطنين ويصعب حل مشاكلهم التي دفعوهم إليها؟ لماذا تركوا لهم الحبل على غاربه بلا مبالاة وفجأة يلفونه حول رقابهم في تسرع وعصبية؟! لا يزعم العشماوي تقديم إجابات لكنه يحاول على الأقل تفسير لحظة الانفجار التي انتهت عندها أحداث الرواية.

هنا يتحدث العشماوي إلى "المدن" عن الرواية بالتفصيل...

- أعرف أن بعض أعمالك كتبت قبل سنوات من نشرها، ونشرت بعد ذلك متتابعة بما أوحى بأنك تصدر عملاً كل عام. لكن هذه المرة، العمل الجديد كتب وصدر بالفعل بعد عام واحد من صدور سابقه. لماذا دفعت بهذه الرواية بالتحديد للنشر مباشرة، رغم أن كثيرين ينصحون بالتمهل في النشر، ما حكايتها؟

هذه الرواية مختلفة عن سابقتها، كانت سلسة للغاية في الكتابة، بدأت الكتابة في يناير الماضي وانتهيت في مايو كمسودة أولية، وظللت أراجع مسوداتها حتى نوفمبر وعدلت فيها كثيراً. ناشري ومن قرأها معي رأى أنها مكتملة، وشعرت في المسودة الأخيرة أنني لن أضيف لها حرفاً مهما صبرت عليها، هي مثل دفقة خرجت مكتملة للمرة الأولى في حياتي، مسألة التمهل في النشر منطقية ومقبولة طبعاً، وطوال مسيرتي كنت استغرقُ عامين أو أكثر في كتابة رواية، لكن أحياناً يكون هناك استثناء وهذه هي المرة الأولى التي يحدث لي ذلك، فلا بأس. حكايتها ولدت أثناء مراجعتي لرواية "صالة أورفانيللي" تحديداً في العام 2020، بدأت الفكرة تغزو رأسي، لكني كنت منشغلاً في كتابة "صالة أورفانيللي" وبالتالي كل ما فعلته أنني رسمت بورتريه فقط لشخصيات رواية الجمعية السرية التي تخيلتها مع الفكرة، وتركت الأمر في الدرج لمدة عام، وفي يناير الماضي بدأت الكتابة منطلقاً من بورتريه كتبته لكل شخصية ووجدتُ نفسي أعمل يومياً لأكثر من ثماني ساعات في سلاسة غريبة، الشخصيات واضحة والفكرة أكثر وضوحاً. أنا نفسي مندهش، لم أصادف هذه الحالة من قبل في أي رواية. لكن، أصدقك القول إنني قررت منذ ديسمبر الماضي التوقف قليلاً عن الكتابة وكثيراً عن النشر، أريد تقييم تجربتي بهدوء وأريد استراحة لتصفية ذهني الذي أشعر بأن الإرهاق أصابه، وأيضاً أرى أن التطور في الكتابة يحتاج لمراجعة وهدوء، لدي أفكار لروايات، لكني لو شرعت في الكتابة بعد شهر أو شهرين، كما أفعل كل مرة، لا أظن أنني سأتطور بالصورة التي أريدها أو التي سترضي طموحي، أحتاج هدنة طويلة.

هل كانت الرواية في شكلها الحالي منذ البداية؟ كيف كانت مراحل تطورها؟ ومن أول مَن يقرأ مسودات أعمالك؟

كانت على شكل بورتريهات طويلة، بورتريه لكل شخصية، لكن بالتفصيل، أكثر من عشرين ألف كلمة تقريباً في رسم الشخصيات فقط، استعنت ببعضها طبعاً في السرد، حتى أنني فكرت للحظة في كتابتها بهذا الشكل لكني سرعان ما تراجعت، لم ترق لي التجربة ووجدت في الراوي العليم المحدود ضميراً مناسباً للحديث عن الشخصيات من خلال البطل معتوق رفاعي – راوي كاميرا -  مع كسر الإيهام كل بضعة فصول من خلال تدخلي كراوٍ عليم أو مؤلف يعلم كل حدث وما سيحدث. راق لي الأمر وكتبت بهذه الطريقة. أول من يقرأ معي ناشري ومحرري الأدبي، لكن بعد اكتمال المسودة الأولى، وأحياناً ألجأ إلى بعض المقربين الذين أثق في ذائقتهم الأدبية ولا يجاملونني وهذا هو الأهم بالنسبة إلي في هذه المرحلة، مثل المخرجة هالة خليل والفنان أسامة أبو العطا وابني الأكبر عمر العشماوي...

مرّرت الكثير من الآراء السياسية عبر أعمالك السابقة، لكن الجرعة السياسية مكثفة هذه المرة.. السياسة الصريحة إن صح التعبير. لماذا؟

أرى غير ذلك، وكل من قرأ المسودة، اتفق معي. الرواية اهتمت بتكثيف الجرعة الإنسانية لكل شخصية وجعلت السياسة في الهامش على خلفية المشهد، بالطبع السياسة حاضرة وربما تكون الجرعة كبيرة في بعض الفصول الأخيرة، لكنها بلا شك عندي، ووفقاً لكثيرين قرأوا الرواية ومسودتها، أنها بغير تكلف أو صوت عال أو شعارات أو نمطية. لم يظهر صوتي كمؤلف طوال الرواية، وكنتُ حريصاً على ذلك بالطبع، السياسة لا بدّ أن تكون موجودة في هذه الرواية، لكن البعد الانساني هو الذي حرصت على تواجده بكثافة، أكثر من أي شيء آخر، لأن الفكرة التي راودتني تقوم على مواطن تراه الحكومة مجرد شهادة ميلاد وشهادة وفاة، أما ما بينهما فعلى مسؤوليته الشخصية، ثمّ إن الحكومة كانت سبباً في انحراف غالبية أبطال العمل.

- قلتَ من قبل أنك تفضل الكتابة عن مشاكل المهمشين والأقليات، في الرواية الأخيرة يبدو المجتمع كله أقلية مهمشة، في الوقت نفسه لم تتعاطف مع شخصياتك ولم تتعامل معهم كأبطال طوال الوقت، بل قدمت المسألة على طريقة "كلنا فاسد".. إلى أي حد تصح هذه الرؤية؟

الكتابة عن المهمشين والأقليات مغرية، شرط أن يكون لدي جديد لأقوله، غالبية المجتمع أيام نظام مبارك كان من المهمشين، وإلا بماذا تفّسر خروج غالبية الطبقات إلى الميدان في يناير حتى من لم يتعرضوا للضرر المباشر وكانوا شبه مستقرين؟ أظن أنني تعاطفت مع شخصياتي ولم أحاكمها أو أخذلها، أما مسالة أن "كلنا فاسد" فغالبيتنا ربما كذلك للأسف، نحن شاركنا في صناعة الصنم مثلما كتبت في الرواية، أن يكبر البالون الفاسد بسبب نفخنا فيه، ثمّ يطير فوق رؤوسنا ونحن نصفق ونهلل له، كان لا بدّ أن نتوقف من البداية أو على أقل تقدير نثقبه قبل أن يعلو ويرتفع..

السوداوية أو التشاؤم يسيطران على الرواية بالكامل، والغضب أيضاً..

بعض النقاد يرى ذلك في غالبية أعمالي، أنا تحدثت عن فترة زمنية من منتصف السبعينات حتى 2006، فترة في ظني فارقة ومؤثرة في تغير المجتمع وتبدّله. ثلاثون عاماً في رأيي جرفت تربة المجتمع ثم ثبتت الصورة على مشهد كئيب وقبيح، حاولت قدر الممكن تجميله أدبياً لأمرر أفكاري بسلاسة سردية تجبر القارئ على استكمال الرواية بروح متفائلة. حاولت ألا أكون سوداوياً وأن أكون أكثر تفاؤلاً، لكن يبدو أن طبيعتي الشخصية غلبتني، أنا ربما غير متفائل بالقدر الكافي في العموم، لكن لدي أملاً إلى الآن، وربما يسيطر ذلك على كتاباتي من فرط ما رأيت على مدار سنوات عملي وحياتي... لكني في هذه الرواية تحديداً جربتُ أن أخفّف كثيراً من حدة التشاؤم مستغلاً غرابة الشخصيات، وبعض القراء يرون أنني نجحتُ إلى حد كبير. أتمنى ذلك.

على ذِكر القراء، بنيت علاقات متينة معهم عبر أعمالك السابقة، أصبح لديك جمهور كبير الآن، كيف ترى هذه المسألة وهل يمكن أن يؤثر القراء في اختيار موضوعاتك؟

إطلاقاً... لا أفكر بهذه الطريقة أثناء الكتابة لكنني أنشغل برأي القارئ بعد النشر. لا يمكنني أن أكتب ما يطلبه القراء ولا حصر نفسي في إطار رواية تاريخية أو غيرها... أكتبُ ما أريد وما أحب، وما يلح على ذهني، وأراه بمشهدية ووضوح في ذهني وكأنه حدث بالفعل، وأظل أراه متجسداً ومتحركاً أمامي كأنه فيلم سينمائي، طوال فترة كتابتي الرواية، وفجأة ينحسر ويتبخر وقت النشر، ولا علاقة للقارئ بكل ذلك. لكني بعد النشر أنشغل طبعاً بالتعليقات والآراء ويهمني سماعها ومتابعتها، لكن قبلها، أنشغل بمتعة الكتابة، بمتعة اللعبة والبناء وخلق الشخصيات.

بشكل عام، كيف تختار عوالمك؟ هل هي تطوير لقراءات سابقة أم وحي بمشاهد معينة؟

من مصادر عديدة، تطوير لقراءات سابقة بالطبع ومشاهدات حياتية مستمرة ومراقبة للتفاصيل في حياة البشر وسلوكهم وحكاياتهم وأيضاً وحي بمشاهد معينة. أنا ذهبت لعزبة الوالدة التي تدور فيها غالبية أحداث الرواية، مرات عديدة، وجلست أراقب البشر على مدار ساعات طويلة... لكني لم أكن بحاجة لمعايشة بالمعنى المفهوم أو المتعارف عليه في الروايات، لأنني لا أكتب عن العشوائيات ولا أظن أنني سأفلح في ذلك، لكن الهدف مراقبة سلوك البشر والحياة اليومية... اعتمدتُ على خيالي بعدها بالدرجة الأولى، التشبع بالحالة من خلال المشاهدة لشحن بطارية الكتابة عنهم بصورة متخيلة، لا نقل للواقع. أعتمد على الخيال تماماً في كل أعمالي، ولا أحب نقل الواقع كما هو أو كما يعرفه الجميع.

تاريخ طويل وشخصيات متعددة على مساحة زمنية شاسعة. ألم تخش كثرة عدد الشخصيات داخل الرواية؟

لا لم أخش ذلك في النهاية، وكنت راضياً عن الرواية، وإن حذفتُ ثلاث شخصيات في المراجعة الأولى، وجدت أنها حشو وترداد لأصوات شخصيات أخرى، واحتفظت بما رأيت أنه يخدم فكرتي. كل شخصية لها مفرداتها وسماتها التي تميزها عن غيرها، ثم كانت فكرة "البوكمارك" المرفق بالرواية، الذي يحوي أسماء الشخصيات حسب ظهورها، لأن بعض القراء كان يشكو في رواية "البارمان" من كثرة الشخصيات. بصفة عامة توظيف الشخصيات والحكي عبر راوٍ محدود، هو البطل معتوق رفاعي، أشبه بضمير المتكلم الوحيد إلى حد كبير وهو يسهل على القارئ العادي تتبع الحكاية، ومن ثم عدم الانشغال بتعدد أو كثرة أبطال الرواية.



- أعتقد أن هذا النص كتب خارج مصر أو أجزاء منه على الأقل. هل يؤثر مكان الكتابة في الكتابة نفسها؟

المكان يؤثر بالتأكيد، أنا أكتب في أماكن ثلاثة.. في القاهرة والساحل الشمالي ومنطقة ريفية، وكلها تساعدني على الاندماج في العمل بصورة مختلفة، لكن هذه الرواية لم أكتبها خارج مصر مثلما حدث مع "صالة أورفانيللي"...

عبر ثلاث روايات متتالية، تناولت الفترة الزمنية نفسها تقريباً، من العهد الملكي حتى السبعينيات، والآن من السبعينيات حتى التسعينيات. هل نتوقع أن تكون الرواية المقبلة من التسعينيات حتى الآن؟

لا على الإطلاق، لا أخطط مسبقاً. أذهب وراء الفكرة أينما كانت، وأياً كان تاريخ حدوثها أو التاريخ المناسب لحكيها. وإذا ما جاءت فكرة جديدة الآن عن الملك، سأكتب في زمنه، ولو كانت في زمن مبارك سأكتبها أيضاً، ولو في العصر الحالي أيضاً سأكتب. الزمن لا يشغلني المهم أن يكون مناسباً لفكرتي التي أريد حكيها للقارئ.

تنتهي الرواية عند لحظة ثورة، لماذا فضلت أن تظل ثورة خاصة بالعزبة، وهل فكرت في دمجها مع الثورة الحقيقة، خصوصاً أن السياق نفسه كان يتحدث عن نظام مبارك من دون مواربة؟

فكرت بالطبع في دمجها بلحظة الثورة الحقيقية، وعندما بدأت في المسودة الأولى سيطرت علي فكرة اليوم الواحد للأحداث والاعتماد على الفلاش باك. فكرت أن تدور الأحداث كلها يوم 24 يناير 2011 كيف كانت القاهرة وقتها وكيف تبدلت فجأة، ثم تراجعت في المسودة الثانية. لم أرد أن أكون مباشراً إلى هذا الحد، فكرة الثورة أو التمرد واردة في أي وقت وأي بلد، ونظام مبارك كان بليداً ومحبطاً يستحق أن نثور عليه. الحديث عن مبارك من دون مواربة مقصود، هذا هو زمن الأحداث التي دارت فيها روايتي، ولا بد أن أربط القارئ بها.

- أخيراً، هل أنت مشغول بموقعك بين كتّاب جيلك أو بين كتّاب مصر عموماً؟ وهل حققت ما تطمح إليه على مستوى الكتابة؟

أنا لا أنشغل بموقعي بين كتّاب جيلي، غالبيتهم أفضل مني وأنا قارئ لمعظمهم، لدينا عادل عصمت وعزت القمحاوي ووحيد الطويلة وطارق إمام فطاحل كتابة، و"أسطوات" رواية وحكي، أنا في المجمل لا أحب المقارنة مع الآخرين ولا أخشى المنافسة، وأعتقد أنني نلت اهتماماً وتقديراً من الصحافة الثقافية والنقد الأدبي. وأظن أن القارئ يضع معايير كل فترة، ويختار كتّابه، والسنة طويلة يمكنك قراءة عشرين كتاباً لعشرين كاتب، فلا داعي للقلق من المنافسة أو تحقيق مكانة متقدمة، أنا عدوي الوحيد هو الزمن، أخاف من الكبر في السن والمرض وضعف الذاكرة وفقدان الشغف وفتور الرغبة وتراجع القدرة على التطوير أو ملاحقة أفكار جديدة مدهشة. فهذه كلها عناصر يهاجمها الزمن بضراوة. أنا حققت بعض ما أطمح إليه، لكن ما زال لدي الكثير لأقدمه، وما زالت الرغبة موجودة، وما زلت محتفظاً بروح الهواية قدر الممكن.

(*) أشرف العشماوي قاض وروائي مصري، مواليد العام 1966، صدرت له تسع روايات طويلة، وكتاب وثائقي عن سرقة وتهريب الآثار المصرية. فازت رواياته بجوائز أدبية عديدة، وتُرجم بعض أعماله للغات الفرنسية والإنكليزية والإيطالية والألمانية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها