(كان يفترض بعمل هانينغ الجديد أن يحاكي هذا العمل له من العام 2007 بعنوان "متوسط الدخل السنوي في النمسا")
بالإضافة إلى إقراض هانينغ مبلغ 534 ألف كرونة دانمركية (84 ألف دولار أميركي) لإنجاز أعمال فنية من النقود نفسها، وافق متحف "كونستن" على دفع 10 آلاف كرونة إضافية (1،571 دولارًا) لعمله، بالإضافة إلى تغطية تكاليف أخرى مثل التأطير والتسليم. لكن الفنان قال إن المشروع كان ليُلزمه بمدفوعات إضافية من جيبه، بسبب تكاليف الاستديو ورواتب الموظفين. وأضاف: "عادة ما أجد نفسي في وضع أفضل عندما أعرض في الخارج.. أنا دنماركي وهو متحف دنماركي ويتوقعون مني الاستثمار لأنهم ربما في يوم من الأيام سيشترون شيئاً".
من جهته، أكد مدير "كونستن"، لاس أندرسون، أن المتحف التزم بجانبه من الاتفاقية، وقال لـ"سي إن إن": "إنه أمر مهم حقًا بالنسبة إلينا، لأننا معروفون دائمًا باحترام العقود، وكذلك بدفع بدلات مالية معقولة للفنانين". أما هانينغ، فيقول لا ينوي إعادة الأموال، وإنه "غير قلق" بشأن العواقب المحتملة، فيما أعلن أندرسون إمهال الفنان حتى كانون الثاني/يناير المقبل، عندما ينتهي المعرض، لسداد القرض، وبعد ذلك سينظر المتحف في اتخاذ إجراء قانوني.
في الوقت الحالي، يعرض المتحف قطعة "Take the Money and Run" كما هي، ويضعها على منصة ليتم النظر فيها وانتقادها. وفي عالم الفن، الأعمال التي تشكك في قيمة الفن بحد ذاته - مثل قيام موريزيو كاتيلان بإلصاق موزة على الحائط، أو تمزيق بانكسي للوحة في المزاد - ليست شيئًا جديدًا. ومثلها الأعمال الفنية غير المرئية، إذ سبق للراحل إيف كلاين، أن عرض غرفة فارغة لآلاف الأشخاص، في العام 1958. والتعليق على قيمة العمل هو في النهاية ما قصده هانينغ، فيقول: "أعتقد أن وراء هذه القطعة الفنية عبارة أكثر عمومية بكثير: يجب أن تنظر (أنت) في الهياكل التي تشارك فيها وتفكر فيها"، مشيراً إلى الدِّين والزواج كمثالَين من مجموعة عناوين كثيرة، "وإذا لزم الأمر، خُذ المال واركض".
أما أندرسون، فلديه تفسيره الخاص للأطر الفارغة، في سياق المعرض الذي يضطلع به متحفه تحت عنوان "Work it Out" (إشتغِل على ذلك): "هل علينا العمل من أجل المال، أم يمكننا فقط أن نأخذه؟"، سأل أندرسون، "لماذا نذهب إلى العمل؟ كل هذه التساؤلات تجعلنا نعيد التفكير في العادات الثقافية للمجتمع الذي نحن جزء منه. وهذا ما ينطبق أيضاً على سؤال آخر: هل يتقاضى الفنانون أجورًا كافية مقابل ما يفعلونه؟".
وكان متحف "كونستن" للفن الحديث في ألبورغ-الدنمارك، قد افتتح معرض "Work It Out" في 24 أيلول/سبتمبر2021. ومدير المتحف ما زال يريد استعادة الأموال التي أخذها هانينغ، ويقول إنها "ليست أموالي، إنها أموال عامة، أموال المتحف... لذلك، (بحلول شهر كانون الثاني/يناير) نحتاج للتأكد من أنها ستعود إلينا".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها