الخميس 2021/09/30

آخر تحديث: 15:03 (بيروت)

أقرضه متحف 84 ألف دولار.. فاحتفظ بالمال وسمّاه "فناً"!

الخميس 2021/09/30
أقرضه متحف 84 ألف دولار.. فاحتفظ بالمال وسمّاه "فناً"!
لوحة "خُذ المال واهرب" للفنان الدنماركي ينس هانينغ
increase حجم الخط decrease
عندما افتتح معرض حول مستقبل العمل في متحف الفن الدنماركي، الجمعة، كان من المفترض أن يرى الزوار إطارين كبيرين للصور، مليئين بالأوراق النقدية بقيمة 84 ألف دولار، وكان يفترض بالقطع أن تكون إعادة إنتاج لعمَلين سابقين للفنان ينس هانينغ، الذي استخدم سابقًا نقودًا مؤطرة لتمثيل متوسط ​​الدخل السنوي للنمساويين والدنماركيين، باليورو والكرونة الدنماركية على التوالي. لكن، عندما تسلم متحف كونستن للفن الحديث في ألبورغ، الأعمال الفنية المعاد إنشاؤها قبل العرض، فوجئ طاقم المعرض ببراويز لوحات فارغة. لم تكن صنيعة لصوص سرقوا اللوحات، بل هو عمل هانينغ نفسه الذي قال إنه احتفظ بالمال.. بإسم الفن.

وقال هانينغ، في رسالة بريد إلكتروني لإدارة المتحف، والتي يُعرض نصها الآن بجوار الإطارات الفارغة: "لقد اخترت أن أنفّذ عملاً جديداً للمعرض، بدلاً من عرض العمَلين اللذين يعود أحدهما إلى 11 عاماً والآخر إلى 14 عاماً.. والعمل الجديد يستجيب لكل من مفهوم معرضكم والعملَين اللذين خططنا لعرضهما في الأصل".

والقطعة "المفاهيمية" الجديدة، التي أطلق عليها هانينغ عنوان "خذ المال واهرب"، أصبحت الآن في قلب نزاع بين المتحف والفنان حول العمل والالتزامات التعاقدية وقيمة العمل/الإنتاج.. وهي الموضوعات التي تدور حولها تيمة للمعرض. ويقول هانينغ لشبكة "سي إن إن": "رأيت، من وجهة نظري الفنية، أنه يمكنني إنجاز قطعة أفضل بكثير لهم مما يمكن تخيله"، مضيفًا: "لا أرى أنني سرقت المال... لقد صنعت قطعة فنية ربما تكون أفضل 10 مرات أو 100 مرة مما خططنا له. فأين المشكلة؟".


(كان يفترض بعمل هانينغ الجديد أن يحاكي هذا العمل له من العام 2007 بعنوان "متوسط الدخل السنوي في النمسا") 

بالإضافة إلى إقراض هانينغ مبلغ 534 ألف كرونة دانمركية (84 ألف دولار أميركي) لإنجاز أعمال فنية من النقود نفسها، وافق متحف "كونستن" على دفع 10 آلاف كرونة إضافية (1،571 دولارًا) لعمله، بالإضافة إلى تغطية تكاليف أخرى مثل التأطير والتسليم. لكن الفنان قال إن المشروع كان ليُلزمه بمدفوعات إضافية من جيبه، بسبب تكاليف الاستديو ورواتب الموظفين. وأضاف: "عادة ما أجد نفسي في وضع أفضل عندما أعرض في الخارج.. أنا دنماركي وهو متحف دنماركي ويتوقعون مني الاستثمار لأنهم ربما في يوم من الأيام سيشترون شيئاً".

من جهته، أكد مدير "كونستن"، لاس أندرسون، أن المتحف التزم بجانبه من الاتفاقية، وقال لـ"سي إن إن": "إنه أمر مهم حقًا بالنسبة إلينا، لأننا معروفون دائمًا باحترام العقود، وكذلك بدفع بدلات مالية معقولة للفنانين". أما هانينغ، فيقول لا ينوي إعادة الأموال، وإنه "غير قلق" بشأن العواقب المحتملة، فيما أعلن أندرسون إمهال الفنان حتى كانون الثاني/يناير المقبل، عندما ينتهي المعرض، لسداد القرض، وبعد ذلك سينظر المتحف في اتخاذ إجراء قانوني.

في الوقت الحالي، يعرض المتحف قطعة "Take the Money and Run" كما هي، ويضعها على منصة ليتم النظر فيها وانتقادها. وفي عالم الفن، الأعمال التي تشكك في قيمة الفن بحد ذاته - مثل قيام موريزيو كاتيلان بإلصاق موزة على الحائط، أو تمزيق بانكسي للوحة في المزاد - ليست شيئًا جديدًا. ومثلها الأعمال الفنية غير المرئية، إذ سبق للراحل إيف كلاين، أن عرض غرفة فارغة لآلاف الأشخاص، في العام 1958. والتعليق على قيمة العمل هو في النهاية ما قصده هانينغ، فيقول: "أعتقد أن وراء هذه القطعة الفنية عبارة أكثر عمومية بكثير: يجب أن تنظر (أنت) في الهياكل التي تشارك فيها وتفكر فيها"، مشيراً إلى الدِّين والزواج كمثالَين من مجموعة عناوين كثيرة، "وإذا لزم الأمر، خُذ المال واركض".

أما أندرسون، فلديه تفسيره الخاص للأطر الفارغة، في سياق المعرض الذي يضطلع به متحفه تحت عنوان "Work it Out" (إشتغِل على ذلك): "هل علينا العمل من أجل المال، أم يمكننا فقط أن نأخذه؟"، سأل أندرسون، "لماذا نذهب إلى العمل؟ كل هذه التساؤلات تجعلنا نعيد التفكير في العادات الثقافية للمجتمع الذي نحن جزء منه. وهذا ما ينطبق أيضاً على سؤال آخر: هل يتقاضى الفنانون أجورًا كافية مقابل ما يفعلونه؟".

وكان متحف "كونستن" للفن الحديث في ألبورغ-الدنمارك، قد افتتح معرض "Work It Out" في 24 أيلول/سبتمبر2021. ومدير المتحف ما زال يريد استعادة الأموال التي أخذها هانينغ، ويقول إنها "ليست أموالي، إنها أموال عامة، أموال المتحف... لذلك، (بحلول شهر كانون الثاني/يناير) نحتاج للتأكد من أنها ستعود إلينا".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها