الثلاثاء 2021/07/06

آخر تحديث: 13:15 (بيروت)

هكذا صعد بوتين إلى السلطة.. وهكذا استمر

الثلاثاء 2021/07/06
هكذا صعد بوتين إلى السلطة.. وهكذا استمر
في 31 ديسمبر 1999، أعلن بوريس يلتسين استقالته المبكرة كرئيس للدولة وعين فلاديمير بوتين رئيساً بالإنابة
increase حجم الخط decrease
ربما بدأ كل شيء، كما يروي الكاتب الروسي نيكولاي ليلين في كتابه "بوتين: القيصر الأخير"، بطبق حساء تقليدي لذيذ قدّمه فلّاح روسي شاب لغريغوري راسبوتين، شيطان روسيا المقدّس، في إحدى الأمسيات داخل أحد مطاعم سانت بطرسبرغ. نال الطبق إعجاب راسبوتين، لدرجة أنه أراد مقابلة الطاهي. "من أنت؟"، فأجاب الشيف: "أنا بوتين يا سيدي". "بوتين، بوتين، بوتين.."، كرّر القديس المشعوذ لفظ الاسم، ثم مدّ يده في جيبه، وأخرج عملة ذهبية وأودعها بين أصابع محدّثه. "برافو بوتين، ليحفظك الرب لمجده ومجد روسيا وطننا"، قال راسبوتين بصوت قوي، ثم بارك الشاب بعلامة الصليب: "اذهب في رعاية الرب يا بني".

هل سارت الأمور بهذه الطريقة حقاً؟ لا أحد يعرف. مع ذلك، فهذه القصة الأسطورية جرى تداولها من قبل فلاديمير بوتين نفسه. لماذا؟ لأنها تحتوي على كل شيء: البَرَكة الدينية، وبالتالي، رسالة الحياة الآخرة للرئيس الروسي، وقبل كل شيء، راسبوتين، الذي هو صورة روسيا الحقيقية والإنسان العصامي، تماماً مثل بوتين: فتى متواضع، ابن بطل حرب عاش طوال حياته في فقر، ثم ​​تمكّن من تعويض نفسه بأن أصبح قيصراً يعِد بأمجاد قديمة.

لفهم كيف حدث كل هذا، يجب العودة إلى 7 أيار/مايو 2000. في ذلك اليوم، كما تقول كاثرين بيلتون، مؤلفة كتاب "ناس بوتين: كيف استعاد KGB روسيا ثم استولى على الغرب"، تألّق الكرملين لاستقبال سيّده الجديد، عميل "كي جي بي السابق" الذي كان قبل ثمانية أشهر فقط واحداً من العديد من البيروقراطيين مجهولي الهوية، ولم يتوقع أحد تقريباً أن يكون خليفة بوريس يلتسين، أول رئيس لروسيا الاتحادية بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.

كان يلتسين قد أعلن استقالته في 31 كانون الأول/ديسمبر 1999، تحت وطأة ضغوط داخلية هائلة ونزيف حاد في شعبيته، وأوكل الرئاسة لخليفته المختار، رئيس الوزراء آنذاك فلاديمير بوتين، على أساس اعتقاد خاطئ بأن بوتين كان رجلاً يمكن السيطرة عليه. لكن الرهان فشل. العميل الاستخباراتي الشاب لم يكد يمرّ على دخوله المعترك السياسي إلا بضع سنوات، ولم يكن أحد ليتوقع أن يظل فلاديمير بوتين على رأس هرم السلطة أكثر من عشرين عاماً، ليصبح الزعيم الروسي الأطول خدمة ومركزية بعد ستالين، ويعيد موسكو إلى مركز المسرح العالمي. ورغم أنه كثيراً ما يوصف بـ"رئيس بالصدفة"، إلا أن قفزته إلى الكرملين كانت موجهة بذكاء وراء الكواليس من قبل حفنة من رجال "كي جي بي" السابقين الذين يشكلون الآن دائرته السحرية.

في كتابها الجريء والمهم، تستعيد مراسلة صحيفة "فاينانشال تايمز" رحلة صعود بوتين إلى السلطة وبقائه فيها، وتستقصي ما أبعد منه، رجال المخابرات السوفياتية السابقين الذين هيمنوا على نظامه. صعدت هذه الزمرة من الشخصيات النافذة في كثير من الأحيان إلى السلطة، عازمة على إعادة روسيا إلى مجدها السابق. وفيما انقلبوا على أوليغارشية عهد يلتسين، المتهمة بنهب ثروات الدولة والفساد، شكلوا طبقة جديدة من أباطرة الأعمال في نظام أكثر تحكماً وولاءً يدور حول بوتين القوي. عمل استقصائي يُقرأ مثل فيلم إثارة متقن، ويمكنه أيضاً أن يكون نواة مسلسل تلفزيوني مثير في يوم من الأيام. مكثّف ومدعوم بالأدلة وغني بالشهادات وقصص الكواليس غير المنشورة في كثير من الأحيان، عن كيفية مجيء بوتين ورجاله، المعروفين بـ"السيلوفيكي" (رجال السلطة القادمين من فروع الجيش والاستخبارات الروسية)، للسيطرة على أكبر دولة على وجه الأرض وتهديد الغرب.

ظاهرياً، يدور الكتاب حول صعود الروسي القوي والنظام الاقتصادي والسياسي المعروف بالـ"البوتينية" الذي أنشأه مع حلفائه على مدى السنوات الـ25 الماضية أو نحو ذلك. لكن بوتين يقف هنا كممثل لنفوذ وسلطة وكالة الأمن الرئيسية في الاتحاد السوفياتي (KGB). هذه إذن قصة عن قوة الدولة العميقة، وكيف تُنسج تلك القوة من خلال مؤسسات الدولة الشرعية والظاهرة، والجهات الفاعلة غير الحكومية، والشبكات الشخصية، لتصير في النهاية قوة غاشمة لا رادّ لقضائها.

وهي أيضاً قصة عن استخدام الحروب، والحكم بالعنف والتهديد بالفوضى، ودغدغة المشاعر القومية والوطنية وشرعنة الفساد الطليق والمستتر، بقوانين تفصيلية على مقاس رغبات الحاكم بأمره. باختصار، هي قصة هشاشة الفكرة الديموقراطية والطبيعة المفسدة للسلطة في الدولة الحديثة.

بعث وإحياء
يبدأ الكتاب، مثل العديد من القصص الجيدة، بعاصفة صاخبة. في هذه الحالة، العاصفة هي انتفاضة العام 1989 الشعبية في ألمانيا الشرقية. حشود ضخمة تزحف إلى مباني الدولة في المدن من أنحاء البلاد، ممزِّقة في طريقها رموز الدولة القمعية، بما في ذلك، بشكل رمزي، الجدار الذي يفصل شرق برلين عن غربها. تصل الحشود إلى عتبة مكتب فرع "كي.جي.بي" في دريسدن، وتتطلع إلى اقتحام وتدمير آثار وكالة التجسس السوفياتية التي عملت جنباً إلى جنب مع الشرطة السرية الألمانية الشرقية الرهيبة (الشتازي). اضطر بوتين، الذي كان في ذلك الوقت أحد عملاء "كي.جي.بي" في مكتب الوكالة في دريسدن، إلى تدمير سجلات الوكالة على عجل، ثم الفرار إلى قاعدة عسكرية سوفياتية قريبة. بعد صدمته من انهيار دولة ألمانيا الشرقية واختفائها في نهاية المطاف، من خلال نشأة دولة ألمانيا الاتحادية، تعهَّد بوتين بعدم السماح بمثل هذا المصير لوطنه.

رغم ذلك، فالاتحاد السوفياتي، في الواقع، حذا حذو دولته التابعة، وانهار بعد فترة وجيزة من سقوط ألمانيا الشرقية، وانقسم إلى عدد من الدول، أكبرها روسيا. في ظل هذا الاضطراب، تخلّت الحكومة الجديدة، برئاسة بوريس يلتسين، عن النظام الروسي القديم. تم التنصل من الشيوعية، ونُودي بالديموقراطية أساساً للدولة الجديدة، واحتضن النظام السياسي اقتصاد السوق الحرّ. المرتبطون بالنظام القديم فقدوا قوتهم أيضاً. ميخائيل غورباتشوف، الذي فعل الكثير ليعلن نهاية الاتحاد السوفياتي، أزيل هو نفسه من الرئاسة. حُظر الحزب الشيوعي، وفقدت الشخصيات البارزة في "كي.جي.بي" وظائفها. قُسّمت الوكالة - النافذة والقوية في السابق - إلى أربع منظمات منفصلة.

من خلال المقابلات مع بعض الشخصيات البارزة في تلك السنوات، بالإضافة إلى معرفتها الوثيقة بالسياسة الروسية، تشرح كاثرين بيلتون كيف أن "كي.جي.بي"، في الواقع، لم يختف ببساطة. رغم تفكيك الوكالة، عاد العديد من مسؤوليها الكبار والمتوسطين إلى الظهور خلال سنوات يلتسين لإعادة تأكيد سلطتهم واستعادة الكثير من ثقافة وامتيازات مؤسستهم السابقة. كتاب بيلتون، في جوهره، هو تاريخ هذا الـ"كي.جي.بي" وسياساته، بعثه الذي تحقق من خلال بوتين وأعوانه.

بوتين القوي
الأرض الخصبة لصعود رجال "كي.جي.بي" و"البوتينية" تكوّنت بفضل السياسات المالية الأليمة للحكومة الروسية بعد فترة وجيزة من التحول إلى اقتصاد السوق في أوائل العام 1992. جمعت حكومة يلتسين التي تعاني ضائقة مالية، الأموال، من طريق بيع الشركات الصناعية المملوكة للدولة بالمزاد العلني لرجال أعمال تربطهم بها علاقات جيدة، ما خلق بين عشية وضحاها مليارديرات ظهروا كسماسرة دولة جدد في عهد يلتسين. وبحسب أحد التقديرات، كان ما يقرب من 50% من ثروة البلاد في أيدي سبعة رجال أعمال فقط بحلول الوقت الذي ترك فيه يلتسين منصبه.

استمرت المشاكل الاقتصادية في التراكم على يلتسين، ومع ذلك، أصبح مديناً بالفضل لهؤلاء الأوليغارشيين الناشئين حديثاً. أدى انخفاض قيمة العملة الكارثي في ​​العام 1998، متبوعاً بتخلف عن سداد الديون الحكومية وحرب لاحقة في الشيشان، إلى إجبار يلتسين على التنحي وتثبيت شخصية مقبولة لدى منتقديه المتزايدين، ويمكن في الوقت نفسه السيطرة عليها وعلى عائلتها. كان يعتقد خطأً، أن بوتين هو هذه الشخصية، وعلى هذا الأساس عُيّن بوتين رئيساً بالإنابة في ليلة رأس السنة الجديدة في العام 1999. كان بوتين خياراً شعبياً. بعد عودته من ألمانيا الشرقية، انتهى به الأمر في النهاية إلى إدارة فلول "كي.جي.بي" في موسكو، ولاحقاً لعب دوراً رئيسياً في الردّ الروسي القوي على الانفصال الشيشاني. خاطب الرجل القوي السكانَ الذين سئموا الاضطرابات السياسية والاقتصادية.

تكتب بيلتون: "بالنسبة للروس، بدا الأمر وكأنه نسمة من الهواء النقي. بالمقارنة مع يلتسين المريض والمتداعي، فجأة أصبح لديهم قائد يتولى زمام الأمور". سرعان ما أجريت انتخابات، وانتخب بوتين بشكل قاطع رئيساً لروسيا في آذار/مارس 2000. أحضر بوتين العديد من رجال المخابرات السوفياتية إلى إدارته، ومن خلالهم ومن خلال مؤيديهم، تمكّنت الوكالة أخيراً من الانتقام من عزلها عن السلطة خلال سنوات يلتسين. رأوا أنفسهم حرّاساً للأمّة الروسية، واعتبروا الأوليغارشية السابقة تهديداً، لذا شرعوا في الحدّ من سلطة المليارديرات الجدد. وتعرض الأوليغارشيون في عهد يلتسين للتهديد والابتزاز والرشوة لتسليم صناعاتهم إلى حلفاء بوتين.

في الفصل الرئيسي من كتابها، تخصّص بيلتون جانباً للمواجهة بين رجال "كي.جي.بي" السابقين وأوليغارشية عهد يلتسين، أرسى بها انتقام رجال بوتين، الأسس لنظامه، مثل تلك التي كان بطلها رجل الأعمال البارز ميخائيل خودوركوفسكي، مالك أكبر شركة نفط في البلاد، والتي آلت إليه ملكيتها أثناء عمليات البيع المشبوهة لشركات القطاع العام في التسعينيات. كان النفط دائماً عملة إستراتيجية في الجغرافيا السياسية السوفياتية، لكن عندما وصل بوتين إلى السلطة كان معظمها في أيدي هؤلاء الأباطرة المستقلين. وكان خودوركوفسكي أكبر تهديد. كان أغنى رجل في روسيا، وأراد بيع حصة للأميركيين وبناء خط أنابيب مستقل عن الدولة. موَّل المعارضة وألمح إلى أنه سيرشح نفسه للرئاسة في العام 2008، فكان لا بد من تحييده. لذلك، خرّبوا نظام العدالة لسجن منافس سياسي والاستيلاء على شركته، كي يتمكّن بوتين وزمرته من السيطرة على البلاد بالكامل. كانت هذه إشارة واضحة للأوليغارشية الأخرى والمجتمع: على الجميع إطاعة الكرملين واللعب وفقاً لشروطه، وإلا لاقوا المصير نفسه.

لندن.. ملعب الأوليغارشية الجديدة
بمجرد أن تم إخضاع المليارديرات القدامى، تحوّل بوتين والأوليغارشيون الجدد - الذين يسيطرون الآن على الصناعة الروسية - لتوسيع نفوذهم في الخارج من خلال الاستثمار وزيادة رأس المال الأجنبي. في العام 2005 وحده، جمعوا أكثر من 4 مليارات دولار من مبيعات الأسهم في بورصة لندن، مقارنة بـ1.3 مليار دولار في جميع الأسواق خلال 13 عاماً كاملة تلت الانهيار السوفياتي. وفي المقابل، قابلت المؤسسة اللندنية نظام بوتين ورجاله بأذرع مفتوحة، في خضم انفتاح المملكة المتحدة على الثروات الأوليغارشية في التسعينيات من روسيا ومن أنحاء العالم. حققت لوائح الأسهم الروسية أرباحاً ضخمة للمصرفيين والمحامين والاستشاريين وشركات العلاقات العامة في لندن.

كان الطريق إلى القبول ممهداً بانقلابات ناعمة في العلاقات العامة، مثل شراء رومان أبراموفيتش، رجل الأعمال المقرّب من بوتين، لنادي تشيلسي اللندني لكرة القدم في صيف 2003. "الصحف اللندنية أخذها الانبهار بطائرة بوينغ 767 الخاصة بأبراموفيتش عندما دخل إلى لندن لتفقد ناديه الجديد. خصّصوا مساحات كبيرة ليخوته الفاخرة، بما في ذلك الأكبر في العالم، وهو Eclipse، قصر عائم بطول 168 متراً ومجهز بمنصتي هليكوبتر وغواصته الخاصة... وقلّة تساءلت عن مصدر أمواله".

أضحت لندن ساحة لعب الأوليغارشية الجديدة، حتى صار الروس يطلقون عليها "لندنغراد" أو "موسكو على نهر التايمز". وتباهى رجل أعمال روسي بقوله: "في لندن، المال يحكم كل شيء. يمكن شراء أي شخص وأي شيء"، حتى قطب العقارات الأميركي والذي سيصير لاحقاً رئيساً، دونالد ترامب، انجذب إلى فلك بوتين. حسب ترامب حسبته، ووجد أن برجاً يحمل اسمه في موسكو سيكون إغراءً ناجعاً وصفقة مربحة، فظهر كمؤيد بائس لبوتين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ثم حين وجد بوتين في الرجل ما يفيد، دعمه في حملته الانتخابية لرئاسة أميركا، ثم الرئاسة، والباقي معروف.

قبل أيام، كتب الصحافي البريطاني نيك كوين مقالاً كاملاً ليشرح سبب تفضيله عدم كتابة مراجعة للكتاب، خوفاً من مقاضاته من طرف وكلاء الاستخبارات والدولة الروسية، كما يفعلون مع الناشرين ووسائل الإعلام البريطانية حين ينتقدون نظام بوتين. واعتبر أن الكتاب ليس مجرد سرد لانحدار روسيا إلى الانحطاط المشؤوم، بل هو أيضاً استعارة مناسبة لحالة حرية التعبير في بريطانيا اليوم.

صافرة إنذار
رحل ترامب الآن، لكن بوتين ودولته العميقة باقيان. خلال عقدين من حكمه، سعى بوتين إلى تصحيح "أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين"، كما يسمّي انهيار الاتحاد السوفياتي، وإعادة روسيا إلى مرتبة القوة العالمية. والنتيجة؟ الديموقراطية في روسيا في حالة يرثى لها، ودولة داخل دولة تسيطر على اقتصاد البلاد وسياساتها العسكرية والخارجية. يمتد نفوذها ونفوذها إلى ما وراء البلاد إلى مراكز القوة المالية والسياسية الدولية مثل لندن وواشنطن.

تكشف بيلتون في كتابها كيف شكّلت أساليب وشبكة "كي جي بي" حياة بوتين المهنية وعقليته. في الثمانينيات، كان بوتين جزءاً من جناح استخباراتي أدرك مبكراً ضرورة الاستعداد لانهيار النظام الشيوعي وتحوُّل السوق. كيف؟ من خلال الشركات. عملوا على غسل الأموال لتمويل الحركات السياسية المتحالفة وتهريب التكنولوجيات الخاضعة للعقوبات، وإنشاء شبكات لتجنيب الأموال التي من شأنها الحفاظ على نفوذهم حتى بعد سقوط الجدار، وإقامة تحالفات مع الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة. في تلك السنوات تعلَّم بوتين استخدام ما يسمّى "تدابير فعّالة" لبث الشقاق والفوضى في الغرب. كرئيس، استخدم هذه الدروس بشكل جيد: كيفية توجيه الأموال إلى الحلفاء السياسيين، وكيفية سرقة الأموال من الشركات، وكيفية التعاون مع القوى المتطرفة لتقويض خصمه السياسي الرئيسي: الغرب.

كتاب لا يُفوّت لمن يريد أن يفهم بوتين وروسيا الحديثة بشكل أفضل، وهو حالياً أفضل دراسة متاحة عن البوتينية وسياسة الأوليغارشية الصناعية وجمهورية المخابرات في عهد بوتين. دراسة لافتة للمال والسلطة وتزاوجهما، وحكاية تحذيرية عن كيفية استخدام مؤسسة غامضة داخل بلد غير مستقر للاضطراب السياسي، لتمكين وإثراء نفسها، لدرجة أنها تسيطر الآن على معظم مؤسسات الدولة واقتصاد البلاد. هذه قصة عصرنا إلى حد كبير، ورغم أن العديد من العمليات الموصوفة خاصة بروسيا، إلا أن الكتاب يمثل صافرة إنذار بشأن هشاشة الديموقراطية ومخاطر الدولة العميقة، وعلى هذا النحو، فهو بمثابة تحذير تاريخي إلى مصر التي تعيش الآن وضعاً مشابهاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها