الأحد 2021/07/04

آخر تحديث: 08:23 (بيروت)

مجد كيال وفرج سليمان: إيجاد المميز في العادي وممل

الأحد 2021/07/04
increase حجم الخط decrease
منذ صدوره قبل أشهر، حصد ألبوم "أحلى من برلين" نجاحاً بين الانتاجات الموسيقية العربية البديلة. فبالرغم من خصوصية التجربة الفلسطينية التي يصورها هذا العمل، وهو عبارة عن شراكة بين الموسيقي فرج سليمان والكاتب مجد كيال، إلا أنه نجح في محاكاة حياة ملايين العرب، الذين يتوقون لـ "برلين" بالرغم من تعلقهم العاطفي بعواصمهم العربية المنكوبة. 

الحقيقة أن أسباب نجاح الألبوم بهذا الشكل تستحق التوقف عندها، وهو ما بحثت فيه الحلقة الأولى من سلسلة حوارات، يجريها أعضاء من الجمعية العمومية للمورد الثقافي مع فنانين وأدباء، حيث حاور الناشط الثقافي المغربي المتخصص في مجال الموسيقى وعضو الجمعية العمومية إبراهيم المزند، كلّاً من فرج سليمان ومجد كيّال، الحائزين دعم المورد الثقافي لإنتاج ألبومهما المشترك "أحلى من برلين" (غناء وألحان فرج سليمان، كلمات مجد كيّال).

يبدو الانسجام الفكري والفني جلياً بين كاتب القصة ومترجمها الموسيقي. فهذه الشراكة هي ثمرة سنوات من الصداقة والتعاون الفني المبني على فهم عميق وناضج لرؤية الآخر. يشير كيال في هذا الخصوص الى أن "الأعمال الفنية والأدبية تخلق من الحوار، وقد ولدت مساحة حوار بيننا لم يكن هدفها العمل، لكن العمل انبنى شيئاً فشيئاً نتيجة تشابهات في الرؤية، وبعض التفاوتات أيضاً. لكننا تركناه ينضج ببطء، ولا مرة استعجلنا".


لعل أكثر جوانب هذه الشراكة امتاعاً، بالنسبة للمستمع، هي المرور الأدبي من السرد القصصي إلى النص الغنائي. 

كيف يتم هذا المرور؟ يتساءل المحاور، فيجيب كيال بأن النصوص الغنائية في الألبوم هي سردية وفيها بعد قصصي ومسرحي. ويؤكد أنه "لم يكن هناك انتقال من السرد الى الشعر، فأنا لا أكتب الشعر ولا يستهويني. لكن المهمة الأدبية هي نفسها سواءً في السرد أم الشعر، وهي تتمثل بامتلاك الأدوات الفكرية والحسية التي تسمح في التقاط تفاصيل ومشاهد حياتية وبناء صور فنية عليها. أما القافية فقد تحولت، بالنسبة لي، إلى لعبة".


لماذا برلين اذاً؟ يجيب سليمان بأنه يمكن استبدال العاصمة الألمانية بأي مدينة أخرى، ذلك أن "الناس الذين يقفون خلف هذا المشروع يدعون أن هذا المكان هو أحلى من أي مكان آخر في العالم، دون أن نعرف لماذا". لكن برلين هي أيضاً وجهة للهجرة بالنسبة للشباب العربي لجملة أسباب منها "صخبها وكبرها ورخصها وسهولة التواصل فيها باللغة الإنكليزية". تفتقد حيفا لهذه السمات التي نجدها في المدن الكبرى، لكنها بالرغم من ذلك أحلى من كل المدن الأخرى "لأننا قد تعلمنا أن نحب هذه البلاد بلا أي مبرر فعلي لاعتبارها جميلة أو عظيمة،" يقول كيال متحدثاً عن البؤس والتعب والبطء الذي يحياه الناس في حيفا. "لقد حاولنا أن نعكس عدم التميز هذا، أن نعبر عن حالة فيها بحث عن شيء جميل في المدينة دون أن يكون جميلًا أو مميزاً على الاطلاق، أردنا أن ننقل شعوراً بالألفة، أن نجد المميز في ما هو عادي أو ممل". 


لكن الاعتيادي والممل، عند فرج ومجد، كما أي مواطن فلسطيني وعربي أيضاَ، يأتي مشحونا بالرمزيات السياسية والاجتماعية والنفسية. بأسلوب سردي، يحكي الألبوم قصة حيفا التي تتقاطع فيها حكايات عن الاحتلال والمعاناة الاقتصادية والهجرة وسرقة تاريخ المكان والاستيلاء على هويته، بالإضافة إلى حكايات عن الحب والوحدة والصداقة، وقبل كل شيء، الحنين. الحنين الى مكان نشعر به يبتعد عنا ونحن داخله.

في أسئلة براسي عنِّك عن الحارة
عن كيف مرق الوقت؟ عن شو عملتي عـ السكت؟
إذا جد نشّف الوادي، إذا بقيت حجارة
في أسئلة براسي عنِّك عن الحارة
عن كيف مرق الوقت؟ عن شو عملتي عـ السكت؟
إذا جد نشّف الوادي، إذا بقيت حجارة
شوي بتوجّع برلين، حلوة وملانة ناس
بس بشتاق لإم صبري وبشتاقلِك أنتِ بالأساس
شوي بتوجّع برلين، حلوة وملانة ناس
بس بشتاق لإم صبري وبشتاقلِك بالأساس
احكيلي شو بحكوا أخبار، أعطيني شو عندك نميمة
بلا خرّاف الجارات، القهوة بطّل إلها قيمة
مين أجّر داره لمشتاپ؟ طيب مين صار أرخص ديلر؟
مين مسكته مرته عَـ الحامي، ماخد صاحبته عَـ تسيمر؟
بقولوا إنّه حمودة الي كان يتمرّن حديد
محبوس من شي سنتين قال سارق فرع البريد
طب بعده عاطف بالعمار؟ بعده ما هدّه التعب؟
بعده كل ليلة البوليس بتمنيك عَـ ولاد العرب؟
بعده ماكلنا الغضب؟ بعدا الطوش مع الروس؟
بعدا كلّ الحارة بتبكي كل ما…
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها