الأربعاء 2021/07/28

آخر تحديث: 19:58 (بيروت)

نديم كرم و"مارد" الرقص فوق الجثث

الأربعاء 2021/07/28
نديم كرم و"مارد" الرقص فوق الجثث
"المارد"
increase حجم الخط decrease
إعلان الفنان اللبناني نديم كرم عن إقامة نصب "المارد" في ذكرى انفجار 4 آب (النصب مصنوع من معدن بقايا تفجير المرفأ بطول 25 متراً)، أثار الكثير من التعليقات السلبية والمستهجنة لهكذا عمل، واعتبرت تعليقات أنه يتماهى مع سلطة القتلة.

والمشكلة الأبرز ليست في النصب، بل في الكلام الوقح والفج الذي سُرّب عن لسان كرم، ونقلته صفحة ليلى السيد حسين، فكتبت:
"لديّ الكثير لأشاركه عن هذا الشيء. منذ مدة وجيزة كنت في محاضرةٍ أونلاين مع معماريين، من ضمنهم المعماري نديم كرم الذي قدمّ عمله وطرح فكرة "المارد" (في الصورة). شرح نديم مطوّلاً مشاعرَه تجاه هذا المارد، وقال التالي: التقيت بحسّان دياب وميشال عون وشرحت لهم تمثالي هذا.. من ثمّ قال أيضاً: تعرفون، أنه بعد الانفجار أصبحت هناك صعوبة في الدخول إلى المرفأ، إلا أن الأجهزة الأمنية والسياسية سهّلت لي الأمر.. من ثم قال: سنفتتح هذا المارد تخليداً لضحايا الانفجار، ممكن بحضور وجوه سياسية مهمة. وعندما فُتح الباب للQ&A، الأسئلة والأجوبة، قلت بوضوح لنديم، إن هذا إجرام، وإني فقط جراء سماع كلماته شعرت بالانفجار الكبير، وإن إنسانية هذا المشروع ساقطة. طبعاً، نديم، تلعثم، وغضب وقال: هذه حلقة مغلقة، وسيحاسب أي أحد إن نقل هذا الحديث أو هذه المحاضرة على وسائل التواصل. وكان من ضمن الحضور فنانون ومعماريون أعجبهم المشروع وقالوا: واو نديم! أنت مفرط الحساسية والفنّ... واو نديم! أنت وماردك فعلاً ترقصان على جثث الموتى. كارثتنا أن إجرامنا دخل الفنون أيضاً. أردت حينها كتابة مقال طويل عن الموضوع، لعلّ اسمه "واو نديم" أو "واو" أو حتى "و". لكن نديم لا يستأهل مقالاً، يستأهل مارداً بحجم مارده يأكل الفنّ العفن".


وبعد نشر صورة النصب في فايسبوك، كُتبتْ مجموعة من التعليقات اخترنا بعضاً منها:


- تفاهة "الفن" أمام هول مقتلة وجريمة 4 آب. تخليد الضحايا هو بتحقيق العدالة. 
(ناصر ياسين).

- هذا الشيء المنتصب التذكاري بلا معنى، اسماه المفنفن "المارد" وجمع مارد "المردة"، هل يعني أن المفنفن يتهم "تيار المردة" أنه تسبب بهذا الانفجار؟... نرجو من التيار النزول من الشمال بكل ما يملك من مردة، وتحطيم هذا الشيء "المفنفن" الذي يفنّ علينا فنافينه..
(يحيى جابر).

لطالما كانت أعمال نديم كرم تنتمي إلى ثقافة الكارثة. هذا الرجل لا يليق به العيش في بلد كلبنان، يكاد يلفظ آخر أنفاسه. أعمال نديم كرم تليق بساحات أمبراطورية، تلك الساحات التي تبقى شامخة ما دامت الأمبراطورية باقية، ولو ضرب بعض أرجائها زلزال.  وهذا ليس نقاشا في جودتها  الفنية، فهي أصلا لا تنتمي إلى الفن بقدر ما تنتمي إلى ثقافة الإعلان. هذا النصب الفظيع يشبه طائر الفينيق، ذلك الطائر الذي يصر كل مرة على القيامة زاهيا ومسرورا وضاحكا ومحبا للحياة رغم كل آلامنا التي قاسيناها وسنقاسيها.  
نديم كرم ببساطة يرفع راية أمبراطورية وهمية على الخراب، وهذا يذكرني أكثر ما يذكرني برايات داعش التي لم ترتفع مرة إلا فوق الركام. 
(بلال خبيز)



- طلائع الأعمال الفنية اللي حكينا عنها بالبوست السابق. لنتفق ان الكارثة مش محصورة بطبقة سياسية مجرمة. حرام هالبلد شو عملنا فيه… حرام. 
(حسام عيتاني).

- حول هذا النصب "التذكاري" على مرفأ بيروت:
الناس ما نسيت حتى تتذكر، ولو إنو ما في باللغة كلمة غير ذكرى لتقول ما نحنا فيه، مش ضروري نصب؛
مين كلّف هذا الفنان بتصميم نصب ولماذا؟
هل قبض الفنان على مبادرته وكم؟ ومن مَن؟ 
(هناء جابر)

- يريدون تحويل التفجير الدموي إلى ذكرى، والذكرى بحاجة إلى نصب. لهذا يُوظَّف نديم كرم. لكنّ الأنقاض أنقاض، والقتلى قتلى، والجريمة جريمة.
(سمير يوسف)

نديم كرم... فنان القَتَلة.
(جاد نصرالله)

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها