يشير هيثم حسين في سيرته كيف أصبح أيّ لقاء عائليّ مفترض حلماً عصيّاً على التحقّق، وذلك في وقت تشتّت فيه أسرته التي تتكون من تسعة إخوة وأخوات وأمّه وأبيه، بين عدّة دول في الشرق والغرب.
وثّق هيثم حسين في سيرته الروائيّة مفارقات من رحلته للبحث عن ملاذ آمن له ولأسرته. يناجي الروائيّة الإنكليزيّة أغاثا كريستي التي كتبت فصولاً من يوميّاتها "تعال قل لي كيف تعيش" حين عاشت في الثلاثينيّات من القرن العشرين مع زوجها؛ عالم الآثار ماكس مالوان، في مدينته نفسها.. يقول لها: "أغاثا كريستي.. تعالي أقل لك كيف أعيش".
وبهذه المناسبة قال الناشر العُمانيّ ناصر البدري، مؤسس ومدير دار عرب في لندن، إنّه إلى جانب المقاربة التي أتى بها الكاتب هيثم حسين في كتابه «قد لا يبقى أحد» والتي استحضر فيها شخصية الروائية أغاثا كريستي وعلاقتها بالمكان، وما قامت به من زيارة لبلدة الكاتب قبل حوالي تسعين سنة، وكيف ساقته الأقدار ليعيش في بلدها ويستحضر السؤال المطروح: كيف تعيش، فإنّ ما يميز هذه السيرة الروائية لهيثم حسين أنها كانت، بشكل ما، فيها شيء من العدالة والإنصاف للأمكنة والتجارب، لم تكن الأشياء سيّئة جداً، ولم تكن جميلة جداً، كانت الأشياء كما هي، وكأنما هناك حياة داخل الحياة-الكتاب.
هيثم حسين:
كاتب وروائي سوريّ، من مواليد الحسكة، عامودا 1978، مقيم في لندن. تنقل بين عدد من الدول منها: الإمارات، ولبنان، ومصر، وتركيا قبل استقراره في بريطانيا. عضو جمعية المؤلفين في بريطانيا، عضو نادي القلم الإسكتلندي. يكتب في الصحافة العربية. مؤسّس ومدير موقع (الرواية نت). ترجمت أعماله إلى الإنكليزية الفرنسية والتشيكية والكردية.
من أعماله في الرواية: «آرام سليل الأوجاع المكابرة»، «رهائن الخطيئة»، «إبرة الرعب»، «عشبة ضارّة في الفردوس». وفي النقد الروائيّ له: «الرواية بين التلغيم والتلغيز»، «الرواية والحياة»، «الروائيّ يقرع طبول الحرب»، «الشخصية الروائية.. مسبار الكشف والانطلاق»، «لماذا يجب أن تكون روائياً؟». ترجم عن الكردية مجموعة مسرحيات «مَن يقتل ممو..؟». أعدّ وقدّم كتاب "حكاية الرواية الأولى"، منشورات قنديل، دبي 2017.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها