الجمعة 2021/06/18

آخر تحديث: 12:47 (بيروت)

جدل مصري حول ترجمة الكوميديا الإلهية

الجمعة 2021/06/18
جدل مصري حول ترجمة الكوميديا الإلهية
increase حجم الخط decrease
بعد السباق حول من يترجم "الكوميديا الإلهية" لدانتي، اذ صدرت في أكثر من دار نشر، وهناك دور اخرى تسعى لترجمات أخرى، بدأ الجدل حول الترجمة التي أصدرتها دار المدى، وهي طبعة جديدة من ترجمة الكاتب المصري حسن عثمان التي مضى على صدورها اكثر من خمسين عاماً...

وكتب الباحث محمد شعير في "أخبار الأدب": "منذ أيام أصدرت دار المدى العراقية طبعة جديدة من نص دانتى الشهير "الكوميديا الإلهية" بترجمة المفكر المصري حسن عثمان. وقد اختارت الدار أن تضع اسم المترجم الشاب معاوية عبد المجيد (1985) كمُراجع للترجمة التي صدرت طبعتها الأولى العام 1955 فى دار المعارف، وهو ما أثار جدلاً كبيراً في الوسط الثقافي، خصوصاً مع إعلان إضافة أبيات جديدة للطبعة، وإدخال تحسينات على الترجمة، فضلاً عن صدور الطبعة من دون إذن من ورثة المترجم، حسبما قال أشرف كامل ابن شقيق حسن عثمان (1909-1973).. موضحاً أن دار المدى لم تستأذن الأسرة قبل إصدار الطبعة، وأن عقد عثمان مع دار المعارف لا يعطيها حق منح دور نشر أخرى الإذن بإصدار أي طبعات خارج مصر، من دون الرجوع إلى الأسرة.

وهاجم مقال محمد شعير طبعة دار المدى لأنها وضعت اسم مُراجع الترجمة، المترجم معاوية عبد المجيد، إلى جانب اسم المترجم حسن عثمان. وسأل شعير هل تصحيح الهفوات المطبعية يبرر وضع اسمه مراجعًا؟ المراجعة في عرف الترجمة يفهمه كل القراء على أنه تدقيق علاقة النص العربي بالأجنبي وليس أي شيء آخر، أما "الملاحظات اللغوية" فهي التحرير الذي يرفضه معاوية لنفسه إذ يؤكد في العديد من حواراته الصحافية: "حين أعمل وأترجم النص، أحرره عربياً، لا أنقله فقط إلى اللغة العربية. فأنا لا أريد أن يحرر النص أحد بعدي، لأنه قد يغير أشياء في النص وأكون أنا المسؤول عنها، أحتاج فقط إلى قارئ يدقق خلفي على بعض السهوات من أخطاء إملائية أو حتى جمل ركيكة". ويتحدث بثقة مبالغة: "المحرر قطعاً يعني أن يتدخل فى النص فيغيّره، وأنا أرفض أن يكون على ترجمتى محرر، لأن ترجمتي محررة وجيداً جداً، لأننى واثق تمام الثقة من نفسي، وأعتقد أن هذا رأي كل من يعرفونني". هذه التصريحات، يقول شعير، تطرح سؤالاً حول كيف يقوم معاوية بمراجعة وإضافة وتحرير عمل استقر فى الثقافة العربية، ولا يقبل، وهو الشاب، أن يقوم محرر أو مراجع بمراجعة ترجماته؟ ويضيف أن السؤال يظل قائماً: ألم يكن من الأولى أن تقوم دار المدى بتقديم ترجمة جديدة لهذا النص بدلاً من العبث به، وفى أحسن الأحوال انتحال جهد لم يقم به المراجع؟ أم أن الأمر لم يكن سوى لأسباب تسويقيه وتجارية بوضع اسم معاوية عبد المجيد بجوار حسن عثمان جذباً لقارئ جديد لا يعرف عثمان وإنجازته ودوره في الترجمة.. بينما يتابع ترجمات معاوية ذات الانتشار الواسع!

وبدا مقال شعير كأنه تكملة للجدل الذي حصل بين المترجم معاوية عبد المجيد، والروائي عزت القمحاوي، على خلفية أن الأخير لم تعجبه روايات الكاتب الاسباني كارلوس زافون من ترجمة عبد المجيد... وكتب القمحاوي في "فايسبوك" عن مقال شعير: "تحقيق متقن عن قضية الكوميديا الإلهية، كعادة محمد شعير في كل تحقيقاته ومقالاته. وأسعدتني تعليقات المثقفين  والمترجمين الكبار. لا بد في النهاية من وجود من يدافع عن أخلاقيات وقيم العمل الثقافي. يذكر محمد شعير في تحقيقه ترجمة الشاعر العراقي فاضل السلطاني لقصيدة الأرض اليباب،  وتقديمه الذي ناقش فيه كل ترجماتها، قبل أن يقدم ترجمته في جهد يرقى ليكون بحث دكتوراة. هنا يمكن أن نثق. كذلك أذكر أن المترجم الراقي الدكتور أنور إبراهيم، تلقى أكثر من عرض لترجمة دوستويفسكي، وكان رده دائماً: ترجمة الدكتور الدروبي عظيمة، ولا مزيد عليها. علماً بأن ترجمة الدروبي من الفرنسية. الردّ نفسه ردّه القدير الراحل صالح علماني، وهو الذي ارتبط اسمه بماركيز هذا الارتباط، عندما سئل لماذا لا يترجم "خريف البطريرك" فقال إن ترجمة محمد علي اليوسفي لا يُعلى عليها".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها